اطلالة
هالة كمال الدين
halakamal99@hotmail.com
استسهال الطلاق وتأهيل الجيل الجديد
قرأتُ مؤخرا تحليلا لكاتبٍ مصري لزيادة حالات الطلاق وخاصة بين الشباب ليس في مصر فقط بل في الوطن العربي، مستشهدا بما كتبه البعض ساخرا على صفحات السوشيال ميديا بأن هناك خمسين ألف حالة طلاق وقعت في شهر رمضان (2022)، وهذا يعني أن من يؤذن عليها المغرب وهي على ذمة زوجها تحمد ربنا وتشكره!
وتساءل الكاتب في عرضه لأسباب استسهال الطلاق بين الجيل الجديد قائلا: هل الأجيال الحالية باتت غير مؤهلة للزواج؟
والإجابة جاءت بنعم، حيث يري أن كثيرا من شباب اليوم قد خرج ووجد جزءا كبيرا من الاحتياجات المطلوبة له متوفرة من دون بذل أي جهد أو عناء ، كما أن بعض الزيجات العصرية تحولت إلى مشروع تجاري أو بالأحرى صفقة، وفي كثير من الأحيان أصبحت مؤهلات الزواج مجرد تقديم شهادة صحية للمأذون ضمن أوراق عقد القران.
مؤخرا نظمت مراكز الرعاية الصحية الأولية وبالتعاون مع مركز عائشة يتيم للإرشاد الأسري التابع لجمعية نهضة فتاة البحرين حفل تدشين برنامج الإرشاد الجمعي «تعزيز التوافق الزواجي للمتزوجين حديثا والمقبلين على الزواج» بمملكة البحرين ، وذلك بهدف تأهيل الفئة المستهدفة للحياة الزوجية وتعزيز التوافق الزواجي من خلال مجموعة ورش عمل ستعزز الجوانب المعرفية، وتمكن المشاركين من اكتساب المهارات المعززة لهذا التوافق، وتعزز الجانب الوقائي المرتبط باستقرار ودعم الأسر في مجتمعنا، وذلك بناء على الاحتياجات المتنامية لدى جيل الشباب لاكتساب هذا النوع من المهارات الذي يتضمن إضافة إلى الأسس العلمية في بناء وتطوير العلاقات الاجتماعية، وما تمنحه العادات والتقاليد المحلية من أهمية للتماسك الأسري.
ونحن بدورنا إذ نثني على هذه المبادرة المهمة، والتي تؤكد أهمية توفر ما يسمي بالتوافق الزوجي، والذي يعني وجود حالة وجدانية تشير إلى مدي تقبل العلاقة الزواجية، وأهمية توفر قدر من التآلف والتقارب كأحد مؤشرات الصحة النفسية في الأسرة.
تشير الدراسات الميدانية إلى أن أهم العوامل التي قد تؤثر في التوافق الزواجي هي تدخل الأهل أثناء الخلافات الزوجية، وانعدام التوافق الجنسي، وإهمال بعض الأدوار الأسرية، هذا فضلا عن افتقاد مهارة الإصغاء للآخر وغياب لغة الحوار عند حل أي مشكلة، وعدم احترام الحقوق الزوجية، والتخلي عن القيام بالدور المطلوب من كل طرف.
لذلك بات من الأهمية بمكان توفير قاعدة معلوماتية لدى المقبلين على الزواج تؤسس للبنية التحتية للعلاقة الزواجية، وتؤكد قدسيتها، والسعي نحو إبقائها مهما واجهت من تحديات، ومن ثم عدم استسهال الطلاق كما هو حادث اليوم، وصولا إلى القناعة بأنه «ليس ثمة سعادة إلا في الأسرة» كما قالت الكاتبة الفرنسية دلفين دي جيراردين!!
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك