اطلالة
هالة كمال الدين
halakamal99@hotmail.com
تجربة الشارقة وموهبة التحدي
طرح أستاذي الفاضل السيد زهرة تساؤلا مهما في مقال له نُشر مؤخرا تطرق فيه إلى ما جاء في المنتدى الدولي للاتصال الحكومي في الشارقة الذي حضره وكان تحت شعار «موارد اليوم ثروات الغد» ألا وهو:
واقع مأساوي ينتظر العالم.. ما العمل؟!
نعم، ماذا نحن فاعلون في ظل وجود مليار شخص جائع في عالم يستهلك في تسعة أشهر ما ينتجه في أربع سنوات بحسب ما أُعلن في المنتدى؟!
ماذا نحن فاعلون لتأمين احتياجاتنا ولو الأساسية منها وهو أضعف الإيمان؟
ماذا نحن فاعلون لمواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية وأهمها قضية أزمة الطاقة وظاهرة التضخم العالمي؟
ماذا نحن فاعلون حيال ما يتعلق بمشكلة الأمن الغذائي والتي أراها في مقدمة الأولويات؟
لعل أهم ما جاء في رأيي المتواضع في ذلك المنتدى كان عرض تجربة عربية بطولية للشارقة، حققت فيها إنجازات رائعة، وكسرت من خلالها القناعات السابقة حول عدم جدوى زراعة القمح في البيئة الصحراوية والمناخ الجاف، حيث أعلن الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة عن المشروع في مارس 2022، مؤكدا أن دولته ستحتفل في العام القادم بإنتاج القمح رغم تأكيد الخبراء صعوبة أو استحالة الأمر، وذلك بسبب غياب الخبرة والمعدات والبذور وغيرها من العوامل التي يجب توافرها لنجاح المشروع.
ورغم كل تلك التكهنات والتحديات، إلا أنهم نجحوا في زراعة 400 هكتار من القمح الذي يعد من الأفضل على مستوى العالم، حيث يضم بروتينا بنسبة 18%، بعد التغلب على كل المشاكل وأهمها مشكلة توافر المياه، ويتم العمل حاليا على رفع هذه المساحة إلى 1900 هكتار.
إن تجربة الشارقة هذه تؤكد أن التحديات هي التي تجعل الحياة مثيرة للاهتمام، وأن أعظم شيء يتفوق به الإنسان على كل ما في الوجود هو موهبة التحدي.
يقول الكاتب العراقي عماد زكي: «نحن أمة كتب عليها التحدي.. وأمة كهذه يجب ألا تنام»!
لذلك وجب علينا اليقظة الدائمة، والتخلي عن نظرية النوم في العسل، والتخطيط المتواصل للانتصار على أي تحدٍ قد يواجهنا، والوقوف في وجهه، بل واختراقه، فليس هناك شيء مستحيل في هذا العصر!
وهذا ما فعلته الشارقة حيال تحدي زراعة القمح!!
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك