العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٧ - الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٢ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

اطلالة

هالة كمال الدين

halakamal99@hotmail.com

وقفات غزاوية

تحية‭ ‬لكل‭ ‬فنان‭ ‬إنسان‭ ‬‮«‬مقتدر‮»‬‭ ‬أسهم‭ ‬بالفعل‭ ‬وليس‭ ‬بالكلام‭ ‬في‭ ‬مساندة‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬ومنهم‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬وليس‭ ‬الحصر‭ ‬الفنان‭ ‬عمرو‭ ‬دياب‭ ‬الذي‭ ‬تبرع‭ ‬بخمسة‭ ‬ملايين‭ ‬جنيه‭ ‬مصري‭ ‬لصالح‭ ‬المتضررين‭ ‬من‭ ‬قصف‭ ‬مستشفى‭ ‬المعمداني‭ ‬بقطاع‭ ‬غزة‭.‬

هناك‭ ‬كثيرٌ‭ ‬من‭ ‬الذين‭ ‬يرغبون‭ ‬في‭ ‬التبرع‭ ‬لصالح‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬في‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬والإسلامية،‭ ‬ولكن‭ ‬يمنعهم‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬فقدان‭ ‬الثقة‭ ‬في‭ ‬ضمان‭ ‬إيصال‭ ‬تلك‭ ‬المساعدات‭ ‬إلى‭ ‬مستحقيها‭.‬

فكيف‭ ‬نحل‭ ‬هذه‭ ‬المعضلة‭ ‬الأزلية‭ ‬التي‭ ‬نعاني‭ ‬منها‭ ‬وتضع‭ ‬كثيرا‭ ‬من‭ ‬المبادرات‭ ‬الإنسانية‭ ‬دائما‭ ‬محل‭ ‬ريبة‭ ‬وشك؟‭!‬

للأسف‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬استغل‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬للمزايدات‭ ‬أو‭ ‬لركوب‭ ‬الترند‭ ‬على‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل،‭ ‬وخاصة‭ ‬من‭ ‬المشاهير‭ ‬والشخصيات‭ ‬العامة،‭ ‬ونقول‭ ‬لهؤلاء‭ ‬‮«‬عيب‭ ‬عليكم‮»‬،‭ ‬فليست‭ ‬هذه‭ ‬هي‭ ‬الوسيلة‭ ‬التي‭ ‬تحققون‭ ‬منها‭ ‬مكاسب‭ ‬شخصية،‭ ‬واعلموا‭ ‬أنكم‭ ‬قد‭ ‬خسرتم‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬رصيدكم‭ ‬بقلوب‭ ‬محبيكم‮»‬‭.‬

نشرت‭ ‬على‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬معلومة‭ ‬مفادها‭ ‬أن‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬خسر‭ ‬من‭ ‬يوم‭ ‬7‭ ‬أكتوبر‭ ‬حتى‭ ‬21‭ ‬أكتوبر‭ ‬12‭ ‬مليار‭ ‬دولار،‭ ‬وأن‭ ‬مكانته‭ ‬بالبورصة‭ ‬انحدرت‭ ‬إلى‭ ‬درجات‭ ‬كبيرة،‭ ‬ما‭ ‬جعل‭ ‬المستثمرين‭ ‬يهربون‭ ‬من‭ ‬التعامل‭ ‬معه‭ ‬على‭ ‬مختلف‭ ‬الأصعدة‭. ‬

وسواء‭ ‬كانت‭ ‬هذه‭ ‬الأرقام‭ ‬صحيحة‭ ‬أو‭ ‬مبالغ‭ ‬فيها‭ ‬أو‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬الحقيقة،‭ ‬فتلك‭ ‬رسالة‭ ‬لهؤلاء‭ ‬الذين‭ ‬يرفضون‭ ‬مبدأ‭ ‬مقاطعة‭ ‬السلع‭ ‬الصهيونية،‭ ‬ويشككون‭ ‬في‭ ‬جدواها،‭ ‬علها‭ ‬تغير‭ ‬وجهة‭ ‬نظرهم‭. ‬

من‭ ‬يتعاطف‭ ‬مع‭ ‬حماس‭ ‬سيتم‭ ‬سجنه‭ ‬خمس‭ ‬سنوات‭.. ‬ومن‭ ‬يغرد‭ ‬لصالحها‭ ‬في‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬سوف‭ ‬يسجن‭ ‬سبع‭ ‬سنوات‮»‬‭!‬

ذلك‭ ‬كان‭ ‬تصريح‭ ‬وزير‭ ‬العدل‭ ‬الفرنسي،‭ ‬وتلك‭ ‬هي‭ ‬حرية‭ ‬التعبير‭ ‬التي‭ ‬يتشدق‭ ‬بها‭ ‬الغرب‭.. ‬وهذه‭ ‬هي‭ ‬العدالة‭ ‬التي‭ ‬يدعو‭ ‬إليها‭ ‬ويطبقها‭ ‬وزير‭ ‬العدل‭!‬

وصل‭ ‬الأمر‭ ‬ببعض‭ ‬المتحمسين‭ ‬لحماس‭ ‬إلى‭ ‬فقدان‭ ‬صوابهم‭ ‬عند‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬فيما‭ ‬بينهم‭ ‬حتى‭ ‬إلى‭ ‬درجة‭ ‬فلتان‭ ‬الأعصاب‭ ‬واللسان‭ ‬والدخول‭ ‬في‭ ‬معارك‭ ‬ومشادات‭ ‬كلامية،‭ ‬وكأن‭ ‬عالمنا‭ ‬العربي‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬الانقسامات‭.‬

يا‭ ‬جماعة‭ ‬الخير،‭ ‬لسنا‭ ‬الآن‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬المهاترات‭ ‬والخصومات‭ ‬مع‭ ‬بعضنا‭ ‬البعض،‭ ‬فما‭ ‬أحوجنا‭ ‬اليوم‭ ‬إلى‭ ‬التآخي‭ ‬والتلاحم،‭ ‬لأنه‭ ‬مهما‭ ‬اختلفت‭ ‬وتنوعت‭ ‬وتضاربت‭ ‬الآراء،‭ ‬فهدفنا‭ ‬وهمنا‭ ‬نحن‭ ‬العرب‭ ‬والمسلمين‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬واحد‭.‬

إقرأ أيضا لـ"هالة كمال الدين"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا