اطلالة
هالة كمال الدين
halakamal99@hotmail.com
وقفات غزاوية
{ تداولت مواقع التواصل الاجتماعي مشهدا لم يستطع الكثيرون تخطيه، وكان لطفل يأكل المصاص بكل براءة، ومن أمامه على بعد خطوات قليلة جثث الشهداء ملقاة على الأرض.
هذا هو ما سينشأ عليه هذا الجيل، صمود عجيب وغريب أمام دماء وجثث هنا وهناك ملقاة على الأسفلت، ليس تبلدا كما يعتقد البعض، وانما هو الاعتياد يا سادة، فماذا نتوقع من أطفال أصبحت لعبتهم الرائجة هي لعبة الشهيد، بدلا من لعبة الحجلة أو البنانير أو علبة كبريت أو نط الحبل أو الغماية أو السبع حجار وغيرها من الألعاب الشعبية الفلسطينية التي دفنت تحت التراب مع جثث الشهداء؟!
{ أعلن مغني الراب الأمريكي كيد كادي تأجيل أغانيه المقبلة تضامنا مع فلسطين في بيان مطول عبر انستجرام قال فيه: «لا يبدو أنه من الصائب أن أنشر الموسيقى الخاصة بي وأدعي أن جزءا من العالم لا يحترق.. وأن آلاف الناس لا يقتلون»، مشيرا إلى أن ما يراه من أحداث يكسر القلب!
حقا، حين يشهد شاهد من أهلها يختلف الأمر وتتبدل المشاعر!
{ قال العميد محمد بن دينة مدير عام الإدارة العامة للإعلام والثقافة الأمنية بوزارة الداخلية إن المنصة الوطنية للحماية المدنية التي تم إطلاقها مؤخرا تزامنا مع أحداث غزة تسعى إلى أن تكون مرجعا دائما، وقاعدة معرفية وتوعوية حول الحماية المدنية، وهي تهدف إلى ترسيخ الوعي المجتمعي بعيدا عن إثارة أي مشاعر للهلع أو الخوف لدى المتلقي، وذلك في ضوء ما تشهده المنطقة والعالم من صراعات.
فهل وصلت الرسالة إلى مروجي الشائعات لبث الرعب في نفوس الآمنين؟!
{ وجه الناشط السياسي والصحفي الإيطالي والبرلماني السابق اليساندرو دي باتيستا سؤالا للغرب الصامت عن الحق، حبذا لو تلقينا جميعا إجابة عنه ألا وهو:
ما هذا التبلد العاطفي الذي لا يطاق تجاه ما يحدث على أراضي غزة؟!
عليكم أن تخجلوا وتشعروا بالعار!.
ولا إضافة على ما قاله.. فخير الكلام ما قلّ ودلّ!
{ تشير الاحصائيات نقلا عن أرقام أولية لوزارة المالية الإسرائيلية إلى أن تكلفة الحرب التي تخوضها إسرائيل ستبلغ ما يصل إلى 51 مليار دولار!
الأمر العجيب والشاذ هو أن غالبية حساباتهم تتحدث فقط عن الخسائر المالية وليس البشرية، ولكن لم العجب؟ فالأرواح بالنسبة إليهم لا قيمة لها أمام سعار الانتقام الذي أصابهم.
{ يقول أب من غزة: «لقد فعلت أغرب شيء اليوم، تبادلت مع أخي أطفالنا، أعطيته اثنين من أطفالي، وأخذت اثنين من أطفاله، وبهذا إذا تم تفجير منزلي ينجو لي ولد، وإن قاموا بتفجير منزله يظل له طفل حي».
بصراحة لا أجد تعليقا يفي بما شعرت به عند قراءة هذه الرسالة.
{ ظهرت كل من جدّة وخالة الطفل الشهيد يوسف الجميل الأبيض ذو الشعر الكيرلي (كما تم وصفه على وسائل التواصل الاجتماعي) في أحد البرامج التلفزيونية وهما تنعيانه وتبكيانه، فبكينا معهما جميعا، ولعل ما استوقفني كثيرا مقولة الخالة بأن دعونا نقول يوسف (الله رحمه) وليس (الله يرحمه) فاستشهاده جاء رحمة له من أن يعيش ما نعيشه اليوم نحن شعب غزة!.
ما أقسى أن نعيش في زمن تحول فيه موت البعض إلى رحمة!
والله يرحم كل شهداء غزة!
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك