اطلالة
هالة كمال الدين
halakamal99@hotmail.com
معا نستطيع
إلى أصحاب رؤوس الأموال.. هي فرصتكم الآن للاستثمار في موارد وعقول أبناء بلدانكم.. ضخوا مزيدا من ثرواتكم بمراكز البحث والتطوير والأمن الغذائي.. فحجم ما تستورده الدول العربية والإسلامية من الغرب يفوق تريليون ونصف مليار دولار سنويا.. لا تفوتوا الفرصة كما حدث أيام جائحة كورونا.
تلك كانت رسالة أحد نشطاء وسائل التواصل الاجتماعي التي تم تداولها مؤخرا، وقد توقفت عندها كثيرا، خاصة أنها تزامنت مع تأكيد حضرة جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم على الاهتمام الكبير الذي توليه مملكة البحرين لدعم قطاع الثروة الحيوانية والزراعية والمحافظة عليه وتنميته، لما يشكله من ركيزة أساسية لتحقيق التنمية الشاملة، ورفع معدلات الأمن الغذائي الوطني وضمان استدامته.
لقد أشاد جلالته لدى رعايته حفل افتتاح معرض البحرين الدولي الإنتاج الزراعي والحيواني (مراعي 6) في نسخته السادسة ببرامج وخطط ومشاريع الحكومة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء والتي تستهدف مجالات التنمية الزراعية والحيوانية لتعزيز الأمن الغذائي وتطوير صناعة الغذاء.
ونحن بدورنا إذ نثني على دعوة جلالته لوضع وتنفيذ مشروع استراتيجي للإنتاج الوطني الغذائي، بما يسهم في رفع نسب الإنتاج الزراعي المحلي، ومن ثم رفع نسب الاكتفاء الذاتي، والعمل على دعم أصحاب المشاريع وتشجيعهم على استخدام التقنيات الحديثة، والاستغلال الأمثل للموارد المتاحة.
مرة أخرى (ولن تكون الأخيرة) نعود للتأكيد هنا أهمية الإنتاج الوطني للغذاء، خاصة في ظل ما يشهده العالم من أحداث ومن تضخم هائل ومن ارتفاع أسعار جنوني، هذا إذا أردنا وطنا مستداما ينعم بالأمن والأمان.
لقد كشفت الدراسات عن أن ما يقدر بنحو 54 مليون شخص عانوا من انعدام الأمن الغذائي الشديد في المنطقة العربية وذلك في عام 2021، أي بزيادة قدرها 55% منذ عام 2010، الأمر الذي يشير إلى ما يواجهه عالمنا من تحديات لتأمين الغذاء لشعوبها.
لا شك أن دول مجلس التعاون قد نجحت في مواجهة تحدي الأمن الغذائي وقت جائحة كورونا، ولكن لابد من وضعه على رأس أجندة العمل، وتبني حزم الدعم الاقتصادية لقطاع الزراعة والتوسع في الاستثمار الخارجي، وهو ما أكده الرئيس الصيني شي جين بينغ حين قال: «من الخطأ الاعتقاد بأن الإمدادات الغذائية لم تعد مشكلة في مجتمع صناعي، وبأنه يمكن الاعتماد على السوق العالمية لحلها، فأمن موارد الأصول الوراثية يرتبط ارتباطا وثيقا بالأمن الوطني»!
لقد صدق شي، فلا مفر اليوم من تحقيق ولو قدرا من الأمن الغذائي لتحمل زيادة استهلاك الغذاء المطردة، ومعالجة تقلبات الإنتاج والأسعار، وبالطبع لن يتحقق ذلك من دون الشراكة مع القطاع الأهلي.
فمعا نستطيع أن نبلغ أهدافنا!
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك