العدد : ١٧٠٤٤ - الخميس ٢١ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٤ - الخميس ٢١ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

اطلالة

هالة كمال الدين

halakamal99@hotmail.com

معا نستطيع

إلى‭ ‬أصحاب‭ ‬رؤوس‭ ‬الأموال‭.. ‬هي‭ ‬فرصتكم‭ ‬الآن‭ ‬للاستثمار‭ ‬في‭ ‬موارد‭ ‬وعقول‭ ‬أبناء‭ ‬بلدانكم‭.. ‬ضخوا‭ ‬مزيدا‭ ‬من‭ ‬ثرواتكم‭ ‬بمراكز‭ ‬البحث‭ ‬والتطوير‭ ‬والأمن‭ ‬الغذائي‭.. ‬فحجم‭ ‬ما‭ ‬تستورده‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬والإسلامية‭ ‬من‭ ‬الغرب‭ ‬يفوق‭ ‬تريليون‭ ‬ونصف‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬سنويا‭.. ‬لا‭ ‬تفوتوا‭ ‬الفرصة‭ ‬كما‭ ‬حدث‭ ‬أيام‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭. ‬

تلك‭ ‬كانت‭ ‬رسالة‭ ‬أحد‭ ‬نشطاء‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬تداولها‭ ‬مؤخرا،‭ ‬وقد‭ ‬توقفت‭ ‬عندها‭ ‬كثيرا،‭ ‬خاصة‭ ‬أنها‭ ‬تزامنت‭ ‬مع‭ ‬تأكيد‭ ‬حضرة‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم‭ ‬على‭ ‬الاهتمام‭ ‬الكبير‭ ‬الذي‭ ‬توليه‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬لدعم‭ ‬قطاع‭ ‬الثروة‭ ‬الحيوانية‭ ‬والزراعية‭ ‬والمحافظة‭ ‬عليه‭ ‬وتنميته،‭ ‬لما‭ ‬يشكله‭ ‬من‭ ‬ركيزة‭ ‬أساسية‭ ‬لتحقيق‭ ‬التنمية‭ ‬الشاملة،‭ ‬ورفع‭ ‬معدلات‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬الوطني‭ ‬وضمان‭ ‬استدامته‭.‬

لقد‭ ‬أشاد‭ ‬جلالته‭ ‬لدى‭ ‬رعايته‭ ‬حفل‭ ‬افتتاح‭ ‬معرض‭ ‬البحرين‭ ‬الدولي‭ ‬الإنتاج‭ ‬الزراعي‭ ‬والحيواني‭ (‬مراعي‭ ‬6‭) ‬في‭ ‬نسخته‭ ‬السادسة‭ ‬ببرامج‭ ‬وخطط‭ ‬ومشاريع‭ ‬الحكومة‭ ‬برئاسة‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬والتي‭ ‬تستهدف‭ ‬مجالات‭ ‬التنمية‭ ‬الزراعية‭ ‬والحيوانية‭ ‬لتعزيز‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬وتطوير‭ ‬صناعة‭ ‬الغذاء‭.‬

ونحن‭ ‬بدورنا‭ ‬إذ‭ ‬نثني‭ ‬على‭ ‬دعوة‭ ‬جلالته‭ ‬لوضع‭ ‬وتنفيذ‭ ‬مشروع‭ ‬استراتيجي‭ ‬للإنتاج‭ ‬الوطني‭ ‬الغذائي،‭ ‬بما‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬رفع‭ ‬نسب‭ ‬الإنتاج‭ ‬الزراعي‭ ‬المحلي،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬رفع‭ ‬نسب‭ ‬الاكتفاء‭ ‬الذاتي،‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬دعم‭ ‬أصحاب‭ ‬المشاريع‭ ‬وتشجيعهم‭ ‬على‭ ‬استخدام‭ ‬التقنيات‭ ‬الحديثة،‭ ‬والاستغلال‭ ‬الأمثل‭ ‬للموارد‭ ‬المتاحة‭.‬

مرة‭ ‬أخرى‭ (‬ولن‭ ‬تكون‭ ‬الأخيرة‭) ‬نعود‭ ‬للتأكيد‭ ‬هنا‭ ‬أهمية‭ ‬الإنتاج‭ ‬الوطني‭ ‬للغذاء،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬ما‭ ‬يشهده‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬أحداث‭ ‬ومن‭ ‬تضخم‭ ‬هائل‭ ‬ومن‭ ‬ارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬جنوني،‭ ‬هذا‭ ‬إذا‭ ‬أردنا‭ ‬وطنا‭ ‬مستداما‭ ‬ينعم‭ ‬بالأمن‭ ‬والأمان‭. ‬

لقد‭ ‬كشفت‭ ‬الدراسات‭ ‬عن‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬يقدر‭ ‬بنحو‭ ‬54‭ ‬مليون‭ ‬شخص‭ ‬عانوا‭ ‬من‭ ‬انعدام‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬الشديد‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2021،‭ ‬أي‭ ‬بزيادة‭ ‬قدرها‭ ‬55%‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2010،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يشير‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬يواجهه‭ ‬عالمنا‭ ‬من‭ ‬تحديات‭ ‬لتأمين‭ ‬الغذاء‭ ‬لشعوبها‭.‬

لا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬قد‭ ‬نجحت‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬تحدي‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬وقت‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا،‭ ‬ولكن‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬وضعه‭ ‬على‭ ‬رأس‭ ‬أجندة‭ ‬العمل،‭ ‬وتبني‭ ‬حزم‭ ‬الدعم‭ ‬الاقتصادية‭ ‬لقطاع‭ ‬الزراعة‭ ‬والتوسع‭ ‬في‭ ‬الاستثمار‭ ‬الخارجي،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أكده‭ ‬الرئيس‭ ‬الصيني‭ ‬شي‭ ‬جين‭ ‬بينغ‭ ‬حين‭ ‬قال‭: ‬‮«‬من‭ ‬الخطأ‭ ‬الاعتقاد‭ ‬بأن‭ ‬الإمدادات‭ ‬الغذائية‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬مشكلة‭ ‬في‭ ‬مجتمع‭ ‬صناعي،‭ ‬وبأنه‭ ‬يمكن‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬السوق‭ ‬العالمية‭ ‬لحلها،‭ ‬فأمن‭ ‬موارد‭ ‬الأصول‭ ‬الوراثية‭ ‬يرتبط‭ ‬ارتباطا‭ ‬وثيقا‭ ‬بالأمن‭ ‬الوطني‮»‬‭!‬

لقد‭ ‬صدق‭ ‬شي،‭ ‬فلا‭ ‬مفر‭ ‬اليوم‭ ‬من‭ ‬تحقيق‭ ‬ولو‭ ‬قدرا‭ ‬من‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬لتحمل‭ ‬زيادة‭ ‬استهلاك‭ ‬الغذاء‭ ‬المطردة،‭ ‬ومعالجة‭ ‬تقلبات‭ ‬الإنتاج‭ ‬والأسعار،‭ ‬وبالطبع‭ ‬لن‭ ‬يتحقق‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬الشراكة‭ ‬مع‭ ‬القطاع‭ ‬الأهلي‭.‬

فمعا‭ ‬نستطيع‭ ‬أن‭ ‬نبلغ‭ ‬أهدافنا‭!‬

إقرأ أيضا لـ"هالة كمال الدين"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا