العدد : ١٧٠٣٨ - الجمعة ١٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٣٨ - الجمعة ١٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

الثقافي

ضمن فعالياتها الثقافية والأدبية:
أسرة الأدباء والكتاب تحتضن تدشين رواية «عجماء» لحليمة الستراوي

السبت ٠٦ يناير ٢٠٢٤ - 02:00

تغطية‭: ‬وفاء‭ ‬فيصل‭ ‬

 

‮«‬ينتابني‭ ‬غيابك،‭ ‬وعند‭ ‬نافذة‭ ‬غرفتي‭ ‬في‭ ‬أرض‭ ‬الوطن‭ ‬التي‭ ‬تفتح‭ ‬حضنها،‭ ‬تستيقظ‭ ‬بعدي‭ ‬لتتفتح‭ ‬كل‭ ‬صباح‭ ‬بتلات‭ ‬زهرة‭ ‬الصباح،‭ ‬أحملق‭ ‬في‭ ‬البتلات‭ ‬وفي‭ ‬غيابك،‭ ‬فتجري‭ ‬روحي‭ ‬في‭ ‬ممراتها،‭ ‬تجري‭ ‬وتجري،‭ ‬تحلق‭ ‬نحو‭ ‬الرقيع‭ ‬والقيدوم،‭ ‬تخترق‭ ‬الماروم‭ ‬وأرفلون‭ ‬وهيفوف‭ ‬وعروس،‭ ‬تلهث‭ ‬وتلهث‭ ‬نحو‭ ‬عجماء‮»‬‭.‬

وسط‭ ‬أجواءٍ‭ ‬عابقة‭ ‬بتاريخ‭ ‬وأصالة‭ ‬العراق‭ ‬في‭ ‬أمسيةٍ‭ ‬تمازج‭ ‬فيها‭ ‬التاريخ‭ ‬بالمستقبل‭ ‬والماضي‭ ‬بالحاضر‭ ‬دشنت‭ ‬حليمة‭ ‬الستراوي‭ ‬إصدارها‭ ‬البكر‭ ‬‮«‬عجماء‮»‬‭ ‬بأسرة‭ ‬الأدباء‭ ‬والكتاب‭ ‬تحت‭ ‬إدارة‭ ‬الدكتور‭ ‬جعفر‭ ‬الهدي‭ ‬بحضور‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الكتاب‭ ‬والروائيين‭ ‬والمهتمين‭ ‬في‭ ‬الشأن‭ ‬الأدبي‭.‬

وبشكل‭ ‬عام‭ ‬ألقى‭ ‬الدكتور‭ ‬جعفر‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬الرواية‭ ‬عبر‭ ‬طرحه‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬النقاط‭ ‬الرئيسية،‭ ‬حيث‭ ‬أشار‭ ‬بدايةً‭ ‬إلى‭ ‬الغلاف‭ ‬الذي‭ ‬جاء‭ ‬على‭ ‬صورة‭ ‬امرأة‭ ‬بمعالم‭ ‬غير‭ ‬مفهومة‭ ‬وهي‭ ‬تتسق‭ ‬تماماً‭ ‬مع‭ ‬العنوان‭ ‬المطروح‭ ‬‮«‬عجماء‮»‬‭ ‬أي‭ ‬بمعنى‭ ‬غير‭ ‬مدركة‭ ‬وغير‭ ‬مفهومة،‭ ‬وقد‭ ‬تميز‭ ‬العنوان‭ ‬بالإثارة‭ ‬والغموض‭ ‬وجاء‭ ‬الغلاف‭ ‬بما‭ ‬يتناسق‭ ‬ومضمون‭ ‬النص‭.. ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬تعدد‭ ‬الشخصيات‭ ‬المذكورة‭ ‬تحت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأسماء‭ ‬كما‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬الرواية‭ ‬وهن‭: ‬وديعة،‭ ‬إلهام‭ ‬وغدير‭ ‬يجعلنا‭ ‬نقف‭ ‬أمام‭ ‬تساؤل‭ ‬مشوق‭ ‬وهو‭ ‬من‭ ‬هي‭ ‬عجماء‭ ‬التي‭ ‬تصدرت‭ ‬الغلاف‭.‬

تأخذنا‭ ‬عجماء‭ ‬إلى‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬التساؤلات‭ ‬الأخرى،‭ ‬إذ‭ ‬إنها‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬ترجح‭ ‬بكونها‭ ‬تعود‭ ‬على‭ ‬شخصية‭ ‬معينة‭ ‬يمكننا‭ ‬معها‭ ‬القول‭ ‬بأن‭ ‬هذه‭ ‬الشخصية‭ ‬هي‭ ‬عجماء،‭ ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬الصدد‭ ‬تتأرجح‭ ‬بين‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الاحتمالات‭ ‬فلربما‭ ‬كانت‭ ‬عجماء‭ ‬تعود‭ ‬على‭ ‬حالة‭ ‬أو‭ ‬قضية‭ ‬ترتبط‭ ‬بمجتمع‭ ‬معين‭ ‬أو‭ ‬ببلد‭ ‬معين‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص‭ ‬دون‭ ‬الإغفال‭ ‬عن‭ ‬أنها‭ ‬تحدثت‭ ‬بشكل‭ ‬مسهب‭ ‬وتفصيلي‭ ‬عن‭ ‬تاريخ‭ ‬دولة‭ ‬العراق‭. ‬كما‭ ‬تطرق‭ ‬إلى‭ ‬تعدد‭ ‬الثيمات‭ ‬الموضوعية‭ ‬في‭ ‬الرواية‭ ‬كونها‭ ‬تحوي‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الموضوعات‭ ‬ذات‭ ‬الأهمية‭ ‬والإثارة‭ ‬علاوةً‭ ‬على‭ ‬الثيمات‭ ‬ذات‭ ‬الفرادة‭ ‬والتميز‭ ‬كقضية‭ ‬ختان‭ ‬الإناث‭ ‬وهي‭ ‬قضية‭ ‬عالمية‭ ‬تتركز‭ ‬في‭ ‬البلدان‭ ‬العربية‭ ‬منذ‭ ‬زمن‭ ‬طويل‭ ‬ومازالت‭ ‬موجودة‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬نشاط‭ ‬المجتمعات‭ ‬ومحاولتها‭ ‬لدرء‭ ‬هذه‭ ‬القضية‭.‬

وكذلك‭ ‬قضية‭ ‬الاغتراب‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬لها‭ ‬زمان‭ ‬ومكان‭ ‬في‭ ‬الرواية‭ ‬حددت‭ ‬فيه‭ ‬هذه‭ ‬القضية‭ ‬عبر‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الأشخاص‭ ‬المغتربين‭ ‬والمجتمعين‭ ‬تحت‭ ‬سقفٍ‭ ‬واحد‭ ‬عبرت‭ ‬عنه‭ ‬الكاتبة‭ ‬بالمنشأة‭ ‬أو‭ ‬البناية‭ ‬وهو‭ ‬كامباوند‭ ‬ومجمع‭ ‬سكني‭ ‬يتألف‭ ‬من‭ ‬أربع‭ ‬بنايات‭ ‬تتوسطه‭ ‬كافتيريا‭ ‬تقع‭ ‬فيه‭ ‬أحداث‭ ‬الرواية‭.. ‬وبالتعريج‭ ‬على‭ ‬الشخوص‭ ‬المغتربة‭ ‬نجدهم‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬تونسي‭ ‬وروسي‭ ‬وبحرينية‭ ‬وعراقية‭ ‬وصحفية‭ ‬مغربية،‭ ‬قامت‭ ‬أ‭. ‬حليمة‭ ‬بتكييف‭ ‬الشخصيات‭ ‬وإظهار‭ ‬مشاعرهم‭ ‬وتعاملاتهم‭ ‬وتعاطيهم‭ ‬مع‭ ‬بعضهم‭ ‬البعض‭ ‬كونهم‭ ‬من‭ ‬ثقافات‭ ‬مختلفة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬أحداث‭ ‬وذكرياتهم‭ ‬تحملهم‭ ‬على‭ ‬السير‭ ‬ضمن‭ ‬بوتقة‭ ‬واحدة‭.‬

وقد‭ ‬تناولت‭ ‬الثيمة‭ ‬الثالثة‭ ‬طابعا‭ ‬رياضيا‭ ‬إذ‭ ‬إنها‭ ‬تمثلت‭ ‬في‭ ‬لعبة‭ ‬الأرقام‭ ‬حيث‭ ‬تميز‭ ‬النص‭ ‬المطروح‭ ‬برقم‭ ‬محدد‭ ‬تكتنفه‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬التساؤلات‭ ‬التي‭ ‬تتراود‭ ‬إلى‭ ‬ذهن‭ ‬القارئ‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬الرقم‭ ‬بالتحديد‭ ‬والمعنى‭ ‬الذي‭ ‬يحمله‭.‬

أما‭ ‬الثيمة‭ ‬الأخيرة‭ ‬والتي‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬الإسقاطات‭ ‬التاريخية‭ ‬فقد‭ ‬جاءت‭ ‬وفق‭ ‬زمنين‭ ‬سرديين‭ ‬تشكلت‭ ‬فيهما‭ ‬الرواية‭ ‬يسيران‭ ‬مع‭ ‬بعضهما‭ ‬البعض‭ ‬رغم‭ ‬اختلافهما‭ ‬التام‭ ‬وهما‭ ‬زمن‭ ‬الحكاية‭ ‬الذي‭ ‬جسدته‭ ‬الكاتبة‭ ‬بمجموعة‭ ‬المغتربين‭ ‬في‭ ‬منشأة‭ ‬محددة‭ ‬في‭ ‬عصر‭ ‬حديث‭ ‬يتراوح‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬فترة‭ ‬التسعينيات‭ ‬الميلادية‭ ‬حتى‭ ‬الألفية‭ ‬المتقدمة‭ ‬وزمن‭ ‬تاريخي‭ ‬آخر‭ ‬يعود‭ ‬إلى‭ ‬عهد‭ ‬المتوكل‭ ‬العباسي‭ ‬في‭ ‬الدولة‭ ‬العباسية‭.‬

تميزت‭ ‬الرواية‭ ‬بأنها‭ ‬ضخت‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المعلومات‭ ‬الثقافية‭ ‬والسياسية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬عبر‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الاستطرادات‭ ‬التي‭ ‬تعد‭ ‬نصوصا‭ ‬ثقافية‭ ‬فضلاً‭ ‬على‭ ‬تمكن‭ ‬الكاتبة‭ ‬من‭ ‬صياغة‭ ‬النصوص‭ ‬والأفكار‭ ‬الثقافية‭ ‬في‭ ‬جوف‭ ‬الرواية‭ ‬دون‭ ‬إقحام‭.‬

ويضاف‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬التميز‭ ‬استخدام‭ ‬أ‭. ‬حليمة‭ ‬للنص‭ ‬التجريبي‭ ‬والمعني‭ ‬بكون‭ ‬الكاتب‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان‭ ‬يترك‭ ‬الشخصيات‭ ‬التي‭ ‬يصنعها‭ ‬تتحرك‭ ‬بنزقها،‭ ‬بهدوئها‭ ‬وبعقدها‭ ‬بمحض‭ ‬إرادتها‭ ‬بحيث‭ ‬يشعر‭ ‬القارئ‭ ‬بأن‭ ‬الكاتب‭ ‬اختفى‭ ‬تماماً‭ ‬داخل‭ ‬النص‭ ‬وكأنه‭ ‬غير‭ ‬موجود،‭ ‬فالكاتب‭ ‬يكون‭ ‬من‭ ‬الذكاء‭ ‬بحيث‭ ‬يجعل‭ ‬المتلقي‭ ‬غير‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬تخمين‭ ‬سير‭ ‬الأحداث

فما‭ ‬هو‭ ‬غير‭ ‬متوقع‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يظهر‭ ‬في‭ ‬لحظة‭ ‬معينة‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا