اطلالة
هالة كمال الدين
halakamal99@hotmail.com
شجاعة التغيير
مرت ثلاثة أشهر تقريبا على بدء المقاطعة للمنتجات والمطاعم والمصانع التي لها علاقة بالكيان الصهيوني في الوطن العربي والشرق الأوسط بسبب العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، واليوم يمكن التأكيد بشكل قاطع أنها تركت آثارها السلبية التي خيمت على اقتصادات تلك الشركات المالكة وهو ما اعترف به صراحة الرئيس التنفيذي لشركة ماكدونالدز كريس كمبنسكي.
لعل أبرز تلك الآثار السلبية بحسب ما نشر مؤخرا كانت في المملكة الأردنية الهاشمية، حيث أعلنت صحيفة الأنباط عن أن سلسلة مطاعم عالمية كبرى تندرج ضمن قائمة المقاطعة بدأت بإغلاق بعض فروعها نتيجة تراجع أرباحها، بل انعدامها في أغلب الأحيان، حيث بدأت الإغلاقات بالفعل وتم تسليم المجمعات التجارية لمالكيها وإنهاء عقود الإيجارات، الأمر الذي أدى إلى إنهاء خدمات وتسريح مئات الموظفين تحت العقود المؤقتة ونظام الدوام الجزئي.
وبناء عليه يبقى السؤال المطروح في الشارع البحريني اليوم ويشغل بال الكثيرين هو:
ما مصير المطاعم العالمية والشركات الكبرى المتأثرة من المقاطعة منذ بدء العدوان بالمملكة في ظل ما يحدث على الساحة؟
ولماذا لا يكون هناك دراسة مسحية توضح حجم التضرر الحادث ومن ثم مدى فعالية المقاطعة في مجتمعنا؟!
أحد نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي يقول إن السياح القادمين من روسيا يؤكدون أنهم لم يجدوا أيا من البضائع الأوروبية الاستهلاكية معروضة بالمحلات التجارية، وأوضحوا أن كل منتج له أكثر من بديل، فأصحاب معظم المحلات في البحرين اضطروا إلى تغيير كثير من المنتجات وطرح بدائل لها وذلك تحت ضغط التغيير في النمط الاستهلاكي. مؤخرا حكمت محكمة الجنح الكويتية بحبس رئيس شركة مطاعم مدة شهر وتغريمه خمسة آلاف دينار كويتي لمخالفته أسعار التوصيل، ورفعها إلى خمسمائة فلس بدلا من مائتين وخمسين فلسا، وقد حصل رافع الدعوى على 500 دينار كتعويض.
نعم، المستهلك اليوم بات أكثر وعيا، ويقظة، وشجاعة، قادرا على إحداث التغيير، وعلى تصحيح مسار السوق، وعلى معاقبة أي تاجر جشع، وعلى مقاطعة أي سلعة واستبدالها بأخرى، وعلى رفض ليّ ذراعه، وهذا ما نشاهده من وقائع ليس على المستوى المحلي فقط بل والعربي.
إن إحداث التغيير الإيجابي يتطلب فقط شجاعة وإرادة وقوة وإقداما، على أن نبدأ من أنفسنا قبل أن نطلب من الآخرين، وهو ما لخصه الفيلسوف اليوناني الشهير سقراط حين قال:
«لكي نحرك العالم علينا أولا أن نحرك أنفسنا»!
فكن أنت التغيير الذي تريد أن تراه من حولك، والأهم هو أن تتمتع بنفس طويل، حتى تتمكن من الاستمرارية التي بدورها تحقق أي تطوير!
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك