العدد : ١٧٠٥٧ - الأربعاء ٠٤ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٣ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٥٧ - الأربعاء ٠٤ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٣ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

اطلالة

هالة كمال الدين

halakamal99@hotmail.com

فنون الاحتيال والنصب الحلال !!

ما‭ ‬إن‭ ‬نشرت‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬خبر‭ ‬تعرض‭ ‬الفنانة‭ ‬شفيقة‭ ‬يوسف‭ ‬لعملية‭ ‬احتيال‭ ‬إلكتروني‭ ‬عبر‭ ‬سحب‭ ‬مبلغ‭ ‬يتجاوز‭ ‬ألف‭ ‬دينار‭ ‬من‭ ‬حسابها‭ ‬البنكي‭ ‬دفعة‭ ‬واحدة‭ ‬رغم‭ ‬عدم‭ ‬تسلمها‭ ‬أو‭ ‬مشاركتها‭ ‬أي‭ ‬شخص‭ ‬رمز‭ ‬التحقق‭ ‬الـ‭ (‬او‭ ‬تي‭ ‬بي‭)‬،‭ ‬حتى‭ ‬فوجئنا‭ ‬بسيل‭ ‬من‭ ‬القصص‭ ‬المشابهة‭ ‬لضحايا‭ ‬تعرضوا‭ ‬لمثل‭ ‬هذه‭ ‬الجريمة‭ ‬وذلك‭ ‬رغم‭ ‬عدم‭ ‬ردهم‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬مكالمات‭ ‬من‭ ‬أرقام‭ ‬احتيالية‭.‬

أما‭ ‬المضحك‭ ‬المبكي‭ ‬فهو‭ ‬ما‭ ‬ذكرته‭ ‬لي‭ ‬إحدى‭ ‬صديقاتي‭ ‬من‭ ‬أنها‭ ‬تعرضت‭ ‬لعملية‭ ‬نصب‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬أحد‭ ‬موظفي‭ ‬البنك‭ ‬الذي‭ ‬تتعامل‭ ‬معه‭ ‬في‭ ‬دولة‭ ‬كندا،‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬سحب‭ ‬مبالغ‭ ‬من‭ ‬حسابها‭ ‬بشكل‭ ‬متكرر،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬دفعها‭ ‬إلى‭ ‬سحب‭ ‬رصيدها‭ ‬بالكامل‭ ‬وتحويله‭ ‬إلى‭ ‬بنك‭ ‬آخر،‭ ‬وكأن‭ ‬المثل‭ ‬القائل‭: ‬‮«‬حاميها‭ ‬حراميها‮»‬‭ ‬يتحقق‭ ‬أمام‭ ‬أعيننا‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭.‬

مؤخرا‭ ‬كشف‭ ‬الدكتور‭ ‬مشعل‭ ‬الذوادي‭ ‬مؤسس‭ ‬حملة‭ ‬‮«‬حصن‭ ‬نفسك‭ ‬من‭ ‬الاحتيال‭ ‬الرقمي‮»‬‭ ‬عن‭ ‬أن‭ ‬خسائر‭ ‬الاحتيال‭ ‬الإلكتروني‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬تخطت‭ ‬48‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬أمريكي،‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬أربع‭ ‬طرق‭ ‬مشهورة‭ ‬هي‭ ‬الاستثمار‭ ‬والبريد‭ ‬الإلكتروني‭ ‬والرومانسية‭ ‬والابتزاز‭ ‬الجنسي،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬إجمالي‭ ‬مبالغ‭ ‬الاحتيال‭ ‬الإلكتروني‭ ‬التي‭ ‬خرجت‭ ‬من‭ ‬الخليج‭ ‬وصلت‭ ‬إلى‭ ‬نحو‭ ‬724‭ ‬مليون‭ ‬دولار‭ ‬سنويا،‭ ‬وأن‭ ‬عدد‭ ‬بلاغات‭ ‬الاحتيال‭ ‬الإلكتروني‭ ‬بلغت‭ ‬2663‭ ‬بلاغا‭ ‬مسجلا‭.‬

الأمر‭ ‬الذي‭ ‬استوقفت‭ ‬عنده‭ ‬طويلا‭ ‬أنا‭ ‬وكثيرون‭ ‬غيري‭ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬أعلنه‭ ‬موظف‭ ‬في‭ ‬أحد‭ ‬البنوك‭ ‬المحلية‭ ‬عن‭ ‬إمكانية‭ ‬تعرض‭ ‬الشخص‭ ‬لعمليات‭ ‬الاحتيال‭ ‬الإلكتروني‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يتسلم‭ ‬رمز‭ ‬التحقق‭ (‬او‭ ‬تي‭ ‬بي‭) ‬الخاص‭ ‬به،‭ ‬موضحا‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬أحدث‭ ‬ما‭ ‬توصلت‭ ‬إليه‭ ‬جرائم‭ ‬النصب‭ ‬والاحتيال،‭ ‬ولا‭ ‬سيما‭ ‬فيما‭ ‬يتصل‭ ‬بالمعاملات‭ ‬المالية‭ ‬والبنكية،‭ ‬وذلك‭ ‬لاستغلال‭ ‬المحتالين‭ ‬بطرق‭ ‬مبتكرة‭ ‬بيانات‭ ‬الشخص‭ ‬المحفوظة‭ ‬بأحد‭ ‬مواقع‭ ‬التجارة‭ ‬الإلكترونية‭ ‬أو‭ ‬التطبيقات‭ ‬واستخدامها‭ ‬ضده‭ ‬عبر‭ ‬التمكن‭ ‬من‭ ‬الدخول‭ ‬إلى‭ ‬حساباته‭ ‬والاستيلاء‭ ‬على‭ ‬جزء‭ ‬أو‭ ‬كل‭ ‬أمواله،‭ ‬لافتا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬البعض‭ ‬قد‭ ‬يتعرض‭ ‬للاحتيال‭ ‬الإلكتروني‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الضغط‭ ‬على‭ ‬روابط‭ ‬مهكرة،‭ ‬وإلي‭ ‬إمكانية‭ ‬استيلاء‭ ‬المحتالين‭ ‬علي‭ ‬أموال‭ ‬الغير‭ ‬كدفعة‭ ‬واحدة‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬عدة‭ ‬دفعات‭. ‬

ليبقى‭ ‬السؤال‭ ‬المطروح‭ ‬اليوم‭ ‬هو‭:‬

كيف‭ ‬أصبح‭ ‬الاحتيال‭ ‬ليس‭ ‬استثناء‭ ‬من‭ ‬فرط‭ ‬تكراره،‭ ‬حتى‭ ‬تحول‭ ‬إلى‭ ‬سمة‭ ‬من‭ ‬سمات‭ ‬العصر‭ ‬الذي‭ ‬نعيشه؟

وهل‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تصل‭ ‬بنا‭ ‬فنون‭ ‬الاحتيال‭ ‬قريبا‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬يطلق‭ ‬عليه‭ ‬‮«‬زمن‭ ‬النصب‭ ‬الحلال»؟

وسؤال‭ ‬لكل‭ ‬محتال‭: ‬أحقا‭ ‬أنت‭ ‬بخير‭ ‬؟‭!!‬

إقرأ أيضا لـ"هالة كمال الدين"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا