العدد : ١٧٠٥٧ - الأربعاء ٠٤ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٣ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٥٧ - الأربعاء ٠٤ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٣ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

اطلالة

هالة كمال الدين

halakamal99@hotmail.com

حين تنتحر الأخلاق

تشير‭ ‬الإحصائيات‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬36‭ ‬مليونَ‭ ‬مقطعٍ‭ ‬إباحي‭ ‬للأطفال‭ ‬على‭ ‬الإنترنت‭ ‬تم‭ ‬رصده‭ ‬خلال‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭ ‬في‭ ‬أمريكا،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬وصفه‭ ‬الخبراء‭ ‬بأنه‭ ‬بحق‭ ‬فضيحة‭.‬

للأسف‭ ‬الشديد‭ ‬هذا‭ ‬الانتشار‭ ‬الهائل‭ ‬للمواد‭ ‬الإباحية‭ ‬على‭ ‬شبكة‭ ‬الإنترنت‭ ‬اليوم‭ ‬بات‭ ‬يمثل‭ ‬معضلة‭ ‬كبيرة‭ ‬ليس‭ ‬في‭ ‬أمريكا‭ ‬فقط‭ ‬بل‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬دول‭ ‬العالم،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يتطلب‭ ‬مزيدا‭ ‬من‭ ‬الاهتمام‭ ‬والبحث‭ ‬عن‭ ‬حلول،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أكده‭ ‬الكاتب‭ ‬الأمريكي‭ ‬تيري‭ ‬شيلينغ‭ ‬بحسب‭ ‬مجلة‭ ‬نيوزويك‭ ‬والذي‭ ‬أشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬صناعة‭ ‬الأفلام‭ ‬الإباحية‭ ‬شهدت‭ ‬تصاعدا‭ ‬كبيرا‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬العقود‭ ‬القليلة‭ ‬الماضية‭ ‬حتى‭ ‬أن‭ ‬تكلفة‭ ‬القيمة‭ ‬الإجمالية‭ ‬لهذه‭ ‬الصناعة‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الحالي‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬مائة‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭. ‬

لعل‭ ‬المشكلة‭ ‬الأهم‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬العالم‭ ‬اليوم‭ ‬هو‭ ‬إدمان‭ ‬تلك‭ ‬المواد‭ ‬الإباحية‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬بعض‭ ‬الأطفال‭ ‬الذين‭ ‬يقضون‭ ‬ساعات‭ ‬طويلة‭ ‬من‭ ‬الليل‭ ‬في‭ ‬تصفح‭ ‬تلك‭ ‬المواقع‭ ‬عبر‭ ‬هواتفهم‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬علم‭ ‬الأهل،‭ ‬ليس‭ ‬تقصيرا‭ ‬أو‭ ‬قصورا‭ ‬من‭ ‬الآباء‭ ‬بل‭ ‬استغفالا‭ ‬لهم‭.‬

مؤخرا‭ ‬كشف‭ ‬النائب‭ ‬محمد‭ ‬الحسيني‭ ‬رئيس‭ ‬لجنة‭ ‬الخدمات‭ ‬بمجلس‭ ‬النواب‭ ‬عن‭ ‬تحركات‭ ‬نيابية‭ ‬عاجلة‭ ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬انتشار‭ ‬عدة‭ ‬مقاطع‭ ‬فيديو‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬المدارس‭ ‬تظهر‭ ‬عددا‭ ‬من‭ ‬الطلبة‭ ‬يصورون‭ ‬مشاهد‭ ‬تمثيلية‭ ‬تتضمن‭ ‬إيحاءات‭ ‬شاذة‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬النواب‭ ‬طلب‭ ‬اجتماعا‭ ‬عاجلا‭ ‬مع‭ ‬وزير‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬لبحث‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬وأنهم‭ ‬يطالبون‭ ‬بإجراءات‭ ‬صارمة‭ ‬ورادعة‭ ‬نظرا‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬يمثله‭ ‬من‭ ‬خطورة‭ ‬على‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني،‭ ‬وعلى‭ ‬سلوكيات‭ ‬أبنائنا‭ ‬الطلبة‭ ‬والطالبات‭.‬

ومن‭ ‬جانبه‭ ‬أكد‭ ‬سعادة‭ ‬وزير‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬الدكتور‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬مبارك‭ ‬جمعة‭ ‬مشكورا‭ ‬متابعة‭ ‬الموضوع،‭ ‬وأن‭ ‬الوزارة‭ ‬ستتعامل‭ ‬بكل‭ ‬حزم‭ ‬ضد‭ ‬أي‭ ‬انحراف‭ ‬في‭ ‬السلوك‭ ‬التربوي‭ ‬والرسالة‭ ‬التعليمية‭ ‬للمدارس،‭ ‬وأنه‭ ‬لا‭ ‬تهاون‭ ‬مع‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬السلوكيات‭ ‬الشاذة‭ ‬التي‭ ‬تخالف‭ ‬تعاليم‭ ‬ديننا‭ ‬الإسلامي‭ ‬وعاداتنا‭ ‬وتقاليدنا‭ ‬وقيمنا‭ ‬الوطنية‭.‬

إن‭ ‬استغواء‭ ‬أبنائنا‭ ‬نحو‭ ‬السلوكيات‭ ‬الشائنة‭ ‬والشاذة‭ ‬والدخيلة‭ ‬علينا،‭ ‬واستهدافهم‭ ‬أخلاقيا‭ ‬وعقائديا‭ ‬من‭ ‬الأمور‭ ‬الخطيرة‭ ‬والمرعبة‭ ‬اليوم‭ ‬ليبقى‭ ‬السؤال‭:‬

ماذا‭ ‬نحن‭ ‬فاعلون‭ ‬تجاه‭ ‬حماية‭ ‬هذا‭ ‬الجيل‭ ‬في‭ ‬زمن‭ ‬انتحرت‭ ‬فيه‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬القيم‭ ‬والأخلاق‭ ‬التي‭ ‬تربينا‭ ‬ونشأنا‭ ‬عليها‭ ‬جميعا؟‭!! ‬

إقرأ أيضا لـ"هالة كمال الدين"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا