سيول - (أ ف ب): أشرف الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-أون على أول مناورة لبلاده تحاكي «هجوماً نووياً»، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء الكورية الشمالية أمس الثلاثاء. وذكرت الوكالة الرسمية أنّ التدريبات جرت يوم الإثنين واختبرت لأول مرة نظام إدارة «هجوم نووي» في بيونج يانج، مضيفة أنه نظام تحكم يجمع الأسلحة النووية في البلاد.
وأتى هذا الإعلان غداة إعلان الجيش الكوري الجنوبي أنه رصد إطلاق كوريا الشمالية دفعة من الصواريخ البالستية القصيرة المدى في اتجاه بحر اليابان، في أحدث حلقة من مسلسل الاختبارات الصاروخية التي تجريها بيونج يانج منذ مطلع العام. وأكدت اليابان أنها رصدت عملية إطلاق كوريا الشمالية هذه الصواريخ.
وأفادت سيول بأنّ الصواريخ أُطلقت من منطقة بيونج يانج وحلّقت لمسافة تناهز 300 كيلومتر قبل أن تسقط في المياه شرقي شبه الجزيرة الكورية. وأوضحت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية أنّ كيم «أشرف على تدريب تكتيكي مشترك يحاكي هجوماً نووياً مضادّاً». وقالت الوكالة صباح الثلاثاء إنّ المناورة شاركت فيها «وحدات راجمات صواريخ ضخمة للغاية»، «مجهّزة برؤوس تحاكي الرؤوس الحربية النووية».
وأشاد كيم «بقوة ودقة» الصواريخ... التي «أصابت هدفها على جزيرة» تقع على بُعد 352 كلم. ونقلت الوكالة عن كيم «إعرابه عن ارتياحه الكبير» لنجاح هذه التدريبات. وأكدت وكالة الأنباء الكورية الشمالية أن المناورة سمحت بتفحص «دقة نظام القيادة والإدارة والتحكم والتشغيل للقوة النووية بأكملها «والتأكد من أن قاذفات الصواريخ المتعددة الكبيرة جدًا قادرة على التحول إلى وضع الهجوم النووي المضاد».
ووصف الجيش الكوري الجنوبي هذه التجربة بأنها «استفزاز صارخ». وقال متحدّث باسم الحكومة اليابانية إنّ أحد الصواريخ بلغ أقصى ارتفاع له 50 كيلومتراً وقد سقط خارج المنطقة الاقتصادية الخالصة لليابان. ووفق وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية، فإنّ هذه المحاكاة أتت ردّاً على المناورات الجوّية السنوية بين الولايات المتّحدة وكوريا الجنوبية والتي انطلقت في 12 أبريل في قاعدة كونسان في كوريا الجنوبية.
وقالت الوكالة إنّ كوريا الشمالية تعتبر هذه التدريبات «استفزازية وعدوانية للغاية» وموجّهة ضدّها بشكل علني. وأكدت أنه رداً على ذلك، تضطر كوريا الشمالية إلى «تعزيز قوتها العسكرية على نطاق أوسع وبسرعة أكبر». وأكدت القوات الجوية الأمريكية والكورية الجنوبية أن تدريباتهما السنوية تهدف إلى «إظهار فعالية الأسلحة في المجال الجوي وتعزيز القدرة على الدفاع وردع أي خصم وهزيمته».
وتنظر بيونج يانج بعين الريبة للمناورات العسكرية المشتركة التي تجريها الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان بانتظام في المنطقة، وتعتبرها تدريبات هدفها التمهيد لغزو أراضيها أو الإطاحة بنظامها. وقال هان كوون-هي من جمعية دراسات صناعة الدفاع الكورية لوكالة فرانس برس إن إطلاق الصواريخ الأخير «هو تدريب مصمم يظهر سيناريو كيف سيرد نظام كيم على قصف جوي مفاجئ لبيونج يانج من قبل القوات الجوية المشتركة الأمريكية والكورية الجنوبية». وأضاف أنّ «التدريب يظهر أن الرد قد يشمل إطلاق صواريخ نووية انتقامية على الجنوب».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك