القدس المحتلة – الوكالات: تكثفت الجهود الدبلوماسية أمس للتوصل إلى هدنة في غزة تنص على الإفراج عن رهائن، فيما تواصل إسرائيل عدوانها على القطاع الفلسطيني المحاصر والمهدد بالمجاعة.
وأعلن مسؤول كبير في حماس أن وفدا من الحركة سيقدم ردها اليوم في القاهرة على مقترح هدنة إسرائيلي مرتبط بالإفراج عن الرهائن، بعد نحو سبعة أشهر من بدء العدوان في 7 أكتوبر.
وكانت حماس قد أعلنت يوم السبت أنها «تدرس» هذا الاقتراح المضاد، موضحة أنها ستسلم ردها «حال الانتهاء من دراسته».
ولم تسرب تفاصيل عن الاقتراح الإسرائيلي الجديد بشأن الهدنة، لكن موقع أكسيوس ذكر نقلا عن مسؤولين إسرائيليين أنه يتضمن الرغبة في مناقشة «إرساء هدوء دائم» في غزة.
وبحسب الموقع نفسه، هذه هي المرة الأولى منذ العدوان المستمر منذ ما يقرب من سبعة أشهر التي يشير فيها القادة الإسرائيليون إلى أنهم منفتحون على مناقشة إنهاء الحرب.
في الوقت نفسه تتزايد الضغوط الداخلية على حكومة بنيامين نتنياهو.
فقد تجمع آلاف المتظاهرين مساء السبت في تل أبيب للمطالبة بالإفراج عن الرهائن المختطفين منذ السابع من أكتوبر.
وهتف المتظاهرون في تل أبيب مساء السبت «اتفاق الآن»، وطالبوا حكومة نتنياهو بالاستقالة.
وقبيل ذلك، نشرت حماس مقطع فيديو يظهر فيه الرهينتان كيث سيجل (64 عاما) وعمري ميران (47 عاما). وهذا هو الفيديو الثاني الذي تنشره حماس خلال أيام. وفي التجمع الحاشد في تل أبيب حث والد ميران حماس على «إظهار حس إنساني»، وطلب منها أيضًا «اتخاذ قرار الآن».
في الأثناء، لم يهدأ العدوان على القطاع الصغير المحاصر. وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي أمس إنه قصف عشرات الأهداف في وسط غزة.
وذكر مراسل لوكالة فرانس برس أن الجيش الإسرائيلي شن غارات جوية وعمليات قصف مدفعي في عدد من المناطق في قطاع غزة، ولا سيما في مدينتي خان يونس ورفح جنوب القطاع، وكذلك في مدينة غزة (شمال).
وقال الاحتلال أمس إن البحرية الإسرائيلية استهدفت طوال يوم السبت مواقع تابعة لحماس وقدمت الدعم للقوات المنتشرة في وسط القطاع.
وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحماس أمس الأحد أنه «خلال 24 ساعة حتى صباح الأحد، وصل 66 شهيدا و138 إصابة إلى المستشفيات» في قطاع غزة.
وتستعد اسرائيل لشن عدوان بري على رفح التي تضم نحو 1.5 مليون فلسطيني، معظمهم من النازحين. وتخشى عواصم ومنظمات إنسانية سقوط ضحايا كثر في هذه المدينة التي تتعرض أساسا لقصف منتظم من قبل الجيش الإسرائيلي.
وقال عبدالقادر محمد قويدر لوكالة فرانس برس: «تعبنا بعد سبعة أشهر من النزوح في المخيمات، لذلك أصررنا على العودة والبقاء في خيمة على أنقاض منزلنا».
وبالإضافة إلى الدمار والخسائر البشرية الفادحة تسبب العدوان في كارثة إنسانية في قطاع غزة الذي يعيش فيه 2.4 مليون نسمة. أما المساعدات الإنسانية التي تخضع لتدقيق صارم من قبل إسرائيل فلا تدخل إلا بالقطارة.
وغادرت سفينة بريطانية قبرص يوم السبت ليتمركز عليها مئات العسكريين الأمريكيين الذين يقومون ببناء رصيف اصطناعي في غزة لتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية.
من جهتها، أعلنت قبرص أن سفينة محملة بالمساعدات عادت من غزة مطلع ابريل بعد غارة إسرائيلية أسفرت عن مقتل سبعة من عمال الإغاثة، في طريقها إلى غزة مجددا.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك