العدد : ١٧٠٤٨ - الاثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٨ - الاثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٣ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

عربية ودولية

غروسي يزور إيران مع تزايد المخاوف من هجوم على منشأة نووية

الثلاثاء ٠٧ مايو ٢٠٢٤ - 02:00

طهران‭ - (‬أ‭ ‬ف‭ ‬ب‭): ‬وصل‭ ‬المدير‭ ‬العام‭ ‬للوكالة‭ ‬الدولية‭ ‬للطاقة‭ ‬الذرية‭ ‬رافاييل‭ ‬غروسي‭ ‬إلى‭ ‬إيران‭ ‬أمس‭ ‬الاثنين،‭ ‬في‭ ‬زيارة‭ ‬هي‭ ‬الأولى‭ ‬له‭ ‬منذ‭ ‬نحو‭ ‬عام،‭ ‬تأتي‭ ‬وسط‭ ‬توتر‭ ‬إقليمي‭ ‬متصاعد‭ ‬بين‭ ‬طهران‭ ‬وإسرائيل‭ ‬يخشى‭ ‬أن‭ ‬ينعكس‭ ‬على‭ ‬المنشآت‭ ‬النووية‭ ‬الإيرانية‭. ‬ومن‭ ‬المقرر‭ ‬أن‭ ‬يشارك‭ ‬غروسي‭ ‬في‭ ‬مؤتمر‭ ‬‮«‬الاجتماع‭ ‬الدولي‭ ‬للعلوم‭ ‬والتكنولوجيا‭ ‬النووية‮»‬،‭ ‬ويعقد‭ ‬اجتماعات‭ ‬‮«‬مع‭ ‬أعلى‭ ‬المسؤولين‭ ‬والسياسيين‭ ‬في‭ ‬البلاد‮»‬،‭ ‬وفق‭ ‬وكالتي‭ ‬‮«‬مهر‮»‬‭ ‬و«إسنا‮»‬‭ ‬الإيرانيتين‭. ‬

وكان‭ ‬رئيس‭ ‬المنظمة‭ ‬الإيرانية‭ ‬للطاقة‭ ‬الذرية‭ ‬محمد‭ ‬إسلامي‭ ‬قد‭ ‬أعلن‭ ‬الأسبوع‭ ‬الماضي‭ ‬أن‭ ‬غروسي‭ ‬سيعقد‭ ‬‮«‬اجتماعات‮»‬‭ ‬مع‭ ‬مسؤولين‭ ‬إيرانيين،‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬تقديم‭ ‬تفاصيل‭ ‬أخرى‭. ‬وسيلتقي‭ ‬غروسي‭ ‬بعد‭ ‬الظهر‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬حسين‭ ‬أمير‭ ‬عبداللهيان،‭ ‬وفق‭ ‬ما‭ ‬أوردت‭ ‬وكالة‭ ‬‮«‬إسنا‮»‬‭. ‬

وهذه‭ ‬أول‭ ‬زيارة‭ ‬يقوم‭ ‬بها‭ ‬مدير‭ ‬الوكالة‭ ‬الدولية‭ ‬التابعة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬إلى‭ ‬إيران‭ ‬منذ‭ ‬مارس‭ ‬2023‭ ‬حين‭ ‬اجتمع‭ ‬مع‭ ‬الرئيس‭ ‬إبراهيم‭ ‬رئيسي‭. ‬

والوكالة‭ ‬الدولية‭ ‬للطاقة‭ ‬الذرية‭ ‬مكلّفة‭ ‬التحقق‭ ‬من‭ ‬الطبيعة‭ ‬السلمية‭ ‬لبرنامج‭ ‬إيران‭ ‬النووي‭. ‬لكن‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2021،‭ ‬قُلِّصت‭ ‬عمليات‭ ‬التفتيش‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬وفُصلت‭ ‬كاميرات‭ ‬مراقبة‭ ‬وسُحب‭ ‬اعتماد‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الخبراء‭. ‬ومن‭ ‬المقرر‭ ‬أن‭ ‬يلقي‭ ‬غروسي‭ ‬كلمة‭ ‬في‭ ‬المؤتمر‭ ‬حول‭ ‬الطاقة‭ ‬النووية‭ ‬الذي‭ ‬بدأ‭ ‬أمس‭ ‬الاثنين‭ ‬ويستمر‭ ‬حتى‭ ‬الأربعاء‭ ‬في‭ ‬محافظة‭ ‬أصفهان‭ (‬وسط‭) ‬حيث‭ ‬تقع‭ ‬منشأة‭ ‬نطنز‭ ‬لتخصيب‭ ‬اليورانيوم‭. ‬

وقال‭ ‬إسلامي‭ ‬في‭ ‬كلمة‭ ‬ألقاها‭ ‬خلال‭ ‬المؤتمر‭: ‬إن‭ ‬‮«‬التعاون‭ ‬مع‭ ‬الوكالة‭ ‬بموجب‭ ‬معاهدة‭ ‬عدم‭ ‬انتشار‭ ‬الأسلحة‭ ‬النووية‮»‬‭ ‬كان‭ ‬‮«‬أولوية‭ ‬في‭ ‬سياسات‮»‬‭ ‬طهران‭. ‬وأضاف‭: ‬‮«‬نأمل‭ ‬بأن‭ ‬تتمكن‭ ‬الوكالة‭ ‬من‭ ‬القيام‭ ‬بدورها‭ ‬كمؤسسة‭ ‬دولية‭ ‬مستقلة‭ ‬بعيدا‭ ‬من‭ ‬الضغوط‭ ‬السياسية‮»‬‭. ‬منذ‭ ‬زيارة‭ ‬غروسي‭ ‬الأخيرة‭ ‬لإيران،‭ ‬تدهورت‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬الجانبين،‭ ‬مع‭ ‬تقييد‭ ‬طهران‭ ‬تعاونها‭ ‬مع‭ ‬الوكالة‭ ‬الدولية‭ ‬واستمرارها‭ ‬في‭ ‬توسيع‭ ‬برنامجها‭ ‬النووي‭. ‬وأكد‭ ‬محمد‭ ‬إسلامي‭ ‬الأربعاء‭: ‬‮«‬نحن‭ ‬واثقون‭ ‬أن‭ ‬المفاوضات‭ (‬مع‭ ‬غروسي‭) ‬ستبدد‭ ‬الشكوك‭ ‬وأننا‭ ‬سنكون‭ ‬قادرين‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬علاقاتنا‭ ‬مع‭ ‬الوكالة‮»‬‭. ‬

ويزيد‭ ‬الوضع‭ ‬الراهن‭ ‬من‭ ‬المخاوف‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬مواصلة‭ ‬طهران‭ ‬زيادة‭ ‬مخزونها‭ ‬من‭ ‬اليورانيوم‭ ‬المخصّب،‭ ‬بشكل‭ ‬يثير‭ ‬خشية‭ ‬دول‭ ‬غربية‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬الجمهورية‭ ‬الإسلامية‭ ‬باتت‭ ‬تملك‭ ‬ما‭ ‬يكفي‭ ‬من‭ ‬المواد‭ ‬لصنع‭ ‬قنبلة‭ ‬ذرية‭. ‬وفي‭ ‬مارس‭ ‬الماضي،‭ ‬قال‭ ‬غروسي‭ ‬إن‭ ‬إيران‭ ‬التي‭ ‬تنفي‭ ‬سعيها‭ ‬لتطوير‭ ‬سلاح‭ ‬ذري،‭ ‬هي‭ ‬‮«‬الدولة‭ ‬الوحيدة‭ ‬غير‭ ‬المجهزة‭ ‬بأسلحة‭ ‬نووية‭ ‬التي‭ ‬يمكنها‭ ‬تخصيب‭ ‬اليورانيوم‭ ‬إلى‭ ‬نسبة‭ ‬60‭ ‬في‭ ‬المائة‭ ‬وتجميع‮»‬‭ ‬مخزونات‭ ‬كبيرة‭ ‬منه‭. ‬

وهذه‭ ‬النسبة‭ ‬قريبة‭ ‬من‭ ‬نسبة‭ ‬90‭ ‬في‭ ‬المائة‭ ‬المطلوبة‭ ‬للاستخدامات‭ ‬ذات‭ ‬الغايات‭ ‬العسكرية،‭ ‬وبعيدة‭ ‬من‭ ‬السقف‭ ‬المحدد‭ ‬بنسبة‭ ‬3٫67‭ ‬بالمائة‭ ‬المعادل‭ ‬لما‭ ‬يستخدم‭ ‬لإنتاج‭ ‬الكهرباء‭ ‬والتي‭ ‬حددها‭ ‬الاتفاق‭ ‬الدولي‭ ‬لعام‭ ‬2015‭ ‬بشأن‭ ‬البرنامج‭ ‬النووي‭ ‬للجمهورية‭ ‬الإسلامية‭. ‬

وتخلت‭ ‬طهران‭ ‬تدريجا‭ ‬عن‭ ‬التزاماتها‭ ‬الأساسية‭ ‬الواردة‭ ‬في‭ ‬الاتفاق‭ ‬الذي‭ ‬عرف‭ ‬باسم‭ ‬‮«‬خطة‭ ‬العمل‭ ‬الشاملة‭ ‬المشتركة‮»‬،‭ ‬وأدى‭ ‬الى‭ ‬تقييد‭ ‬الأنشطة‭ ‬النووية‭ ‬الإيرانية‭ ‬لقاء‭ ‬رفع‭ ‬عقوبات‭ ‬اقتصادية‭ ‬كانت‭ ‬مفروضة‭ ‬عليها‭. ‬وجاء‭ ‬ذلك‭ ‬ردّا‭ ‬على‭ ‬انسحاب‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬من‭ ‬الاتفاق‭ ‬بشكل‭ ‬أحادي‭ ‬في‭ ‬2018‭ ‬خلال‭ ‬عهد‭ ‬الرئيس‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬وإعادة‭ ‬فرض‭ ‬العقوبات‭. ‬

وبدأت‭ ‬محادثات‭ ‬لإحياء‭ ‬الاتفاق‭ ‬في‭ ‬أبريل‭ ‬2021‭ ‬في‭ ‬فيينا‭ ‬بين‭ ‬طهران‭ ‬والقوى‭ ‬الكبرى،‭ ‬لكنها‭ ‬توقفت‭ ‬منذ‭ ‬صيف‭ ‬2022‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬توترات‭ ‬متزايدة‭. ‬وبعد‭ ‬الهجوم‭ ‬الانتقامي‭ ‬ضد‭ ‬إيران‭ ‬المنسوب‭ ‬إلى‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬19‭ ‬أبريل‭ ‬في‭ ‬محافظة‭ ‬أصفهان،‭ ‬أعرب‭ ‬غروسي‭ ‬عن‭ ‬قلقه‭ ‬ودعا‭ ‬‮«‬الجميع‭ ‬إلى‭ ‬ضبط‭ ‬النفس‮»‬‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬التصعيد‭ ‬المتزايد‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬منذ‭ ‬بداية‭ ‬الحرب‭ ‬التي‭ ‬تشنّها‭ ‬إسرائيل‭ ‬على‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬ردا‭ ‬على‭ ‬هجوم‭ ‬حركة‭ ‬حماس‭ ‬على‭ ‬جنوب‭ ‬الدولة‭ ‬العبرية‭ ‬في‭ ‬7‭ ‬أكتوبر‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا