رفح - الوكالات: قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي أمس قطاع غزة في وقت حذرت الولايات المتحدة للمرة الأولى بوقف بعض إمدادات الأسلحة إلى إسرائيل إذا شنت هجوما واسعا على مدينة رفح المكتظة بالسكان والنازحين عند الحدود مع مصر.
وهذا التحذير هو الأشد الذي توجّهه الولايات المتحدة إلى إسرائيل فيما يتعلق بمسار عدوانها على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر.
ميدانيا، بعيد منتصف الليل، أفاد فريق تابع لوكالة فرانس برس بحصول قصف مدفعي كثيف لرفح في أقصى جنوب قطاع غزة المحاصر.
وقال طارق بهلول وهو أحد السكان في شارع خال: «الدبابات والطائرات تضرب كل الوقت تسمع أصوات الصواريخ ولا نعرف أين تقع».
من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه نفذ غارات جوية على بنى تحتية العسكرية لحركة حماس، بما فيها مواقع للقناصة في حي الزيتون (وسط).
ويهدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشن هجوم على رفح بزعم انها آخر معاقل حركة حماس التي يتكدس فيها 1.4 مليون فلسطيني غالبيتهم من النازحين بسبب العدوان.
وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن في مقابلة مع محطة «سي ان ان» الإخبارية الأمريكية: «قتل مدنيون في غزة» جراء ذخائر أمريكية محددا للمرة الأولى شروطا لتوفير المساعدة العسكرية لإسرائيل الحليف الكبير للولايات المتحدة.
وأضاف بايدن: «إذا دخلوا إلى رفح فلن أزوّدهم بالأسلحة التي استُخدمت في السابق ضدّ مدن».
وتابع: «لن نسلّمهم الأسلحة والقذائف المدفعية التي استُخدمت» حتى الآن في العدوان على قطاع غزة.
وردا على موقف بايدن، اعتبر سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة جلعاد أن هذا التحذير «مخيّب للآمال».
من جهتها، قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إن حوالي 80 ألف شخص فروا من رفح منذ 6 مايو الماضي عندما أمرت إسرائيل الفلسطينيين الذين يعيشون في شرق المدينة بإخلائها.
وأكد مسؤول أمريكي كبير طلب عدم الكشف عن اسمه أنّ الولايات المتّحدة علّقت الأسبوع الماضي إرسال شحنة قنابل إلى إسرائيل بعدما فشلت إسرائيل في معالجة «مخاوف» واشنطن إزاء خطط الجيش الإسرائيلي لاجتياح رفح.
وأمس قال جون كيربي المتحدث باسم البيت الأبيض للأمن القومي إن قيام إسرائيل بعملية كبرى في رفح لن يحقق هدف واشنطن وتل أبيب إلحاق الهزيمة بحركة حماس.
وأضاف في مؤتمر صحفي: «اجتياح رفح... لن يحقق هذا الهدف».
وفي وقت سابق من الأسبوع الراهن نشر الجيش الإسرائيلي دبابات في رفح وسيطر على الجانب الفلسطيني من المعبر الحدودي مع مصر الذي تمر عبره قوافل المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر.
أما معبر كرم أبو سالم بين إسرائيل وقطاع غزة الذي أغلق يوم الأحد بعد إطلاق صواريخ أعلنت حماس مسؤوليته عنه، فقد تعرض لقصف بالصواريخ يوم الأربعاء بعيد إعادة فتحه على ما أفاد الجيش.
وأفاد أحمد رضوان مسؤول الإعلام في الدفاع المدني في القطاع وكالة فرانس برس بقصف مدفعي إسرائيلي متواصل وعشوائي لشرق رفح ووسطها أدى إلى سقوط شهداء وجرحى.
وقال مهند أحمد أحد سكان المدينة: «نحن خائفون جدا، قوات الاحتلال تستمر في قصف عشوائي لأحياء شرق رفح فضلا عن تكثيف الضربات الجوية». وأضاف: «حتى المناطق التي يقول الجيش إنها آمنة تقصف».
وتسبب العدوان في أزمة إنسانية كارثية في قطاع غزة الذي كان يبلغ عدد سكانه 2.4 مليون نسمة، وأدى إلى حدوث حالات مجاعة في شماله وفقا للأمم المتحدة، ودمار هائل.
ومع إغلاق المعابر وتواصل العمليات العسكرية في رفح يخشى من تفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة.
وأكّد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس يوم الأربعاء على منصة إكس أنّ «الوقود في مستشفيات جنوب غزة يكفي ثلاثة أيام فقط، ما يعني أن عملها قد يتوقف قريبا».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك