دنفر (كولورادو) - (رويترز): خرج بعض الطلبة الذين اعتقلتهم الشرطة أثناء فضّ اعتصام في حرم جامعي في دنفر بولاية كولورادو الأمريكية من الحجز واستقبلهم زملاؤهم من المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين بالهتاف والتهليل، ولوّح عدد منهم بأوراق صفراء تحمل أوامر استدعاء، معتبرين إياها رايات نصر صغيرة وحثّوهم على الحفاظ على زخم الاحتجاج.
والسؤال الأساسي الآن بالنسبة للمحتجين وإدارات الجامعات والشرطة هو مدى استمرار قوة وزخم المظاهرات التي نظمها طلاب بسبب العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة بعد انتهاء مراسم وحفلات التخرج واقتراب العطلة الصيفية وتفكيك أغلب مخيمات الاعتصام والاحتجاج في دنفر وعشرات الجامعات بأنحاء الولايات المتحدة.
ويقول طلاب مشاركون في الاحتجاجات بكل حماس إنهم سيستمرون في تحركهم إلى حين تلبية إدارات جامعاتهم لمطالبهم التي تشمل وقف إطلاق النار الدائم في قطاع غزة وسحب استثمارات الجامعات من شركات توريد الأسلحة والشركات الأخرى المستفيدة من العدوان، وأيضا العفو عن الطلاب وأعضاء هيئات التدريس الذين اتخذت بحقهم إجراءات تأديبية أو فصلوا بسبب الاحتجاج.
ويقول أكاديميون معنيون بدراسة حركات الاحتجاج وتاريخ العصيان المدني إن من الصعب الحفاظ على طاقة وجود الطلبة في الحرم الجامعي إذا لم يعد هناك ما يستدعي حضورهم. لكنهم أشاروا أيضا إلى أن المظاهرات الجامعية هي أسلوب واحد في الحركة الأوسع المؤيدة للفلسطينيين الموجودة منذ عقود، وأن العطلة الصيفية ستوفر الكثير من الفرص لانتقال ذلك الزخم الذي بدأ في الجامعات إلى الشوارع.
وبعد موجة الاعتقالات الأولى في كولومبيا، اعتصم الطلاب هناك في مبنى دراسي في تصعيد للاحتجاج أدى إلى المزيد من الاعتقالات. وشهدت دنفر وقائع مماثلة إذ ألقت الشرطة في 26 أبريل القبض على 45 في مخيم احتجاجي في حرم أوراريا الجامعي الذي يخدم ثلاث جامعات.
ثم في الثامن من مايو، نظم المتظاهرون في حرم أوراريا اعتصاما لم يستمر فترة طويلة داخل مبنى علوم الفضاء والهندسة، والذي جاء جزء من تمويل تطويره من منحة بقيمة مليون دولار من شركة لوكهيد مارتن لتصنيع الأسلحة.
ويقول طلاب في دنفر إن انتشار حركة الاحتجاج من سواحل البلاد إلى وسطها وإلى جامعات أصغر يظهر أنها تملك قوة للاستمرار. وشهدت دول أخرى أيضا احتجاجات مماثلة نظمها طلبة في جامعاتها.
وفي حرم أوراريا، قال طالب يدعى ستيف يبلغ من العمر 21 عاما رفض الكشف عن اسمه بالكامل خوفا من التعرض لإجراءات عقابية: «سنواصل احتجاجاتنا واعتصامنا إلى حين تلبية مطالبنا مهما استغرق ذلك من وقت... سنكون هنا خلال العطلة الصيفية وحتى الخريف المقبل إذا لزم الأمر».
وقالت دانا فيشر، وهي أستاذة في الجامعة الأمريكية بواشنطن العاصمة، إن تعامل الشرطة مع الاحتجاجات ساعد في تحفيز الميل إلى المشاركة في الفعاليات والتحركات لدى جيل جديد من الطلاب. وتعتقد أن المظاهرات الحالية في الحرم الجامعي تنبئ «بصيف طويل ساخن من الاحتجاج» حول الكثير من القضايا.
وبينما تم فضّ اعتصام الطلبة وإخراجهم من البناية الدراسية في حرم أوراريا بجامعة دنفر، لا تزال هناك نحو 75 خيمة في ساحته العشبية حيث يقول محتجون إنهم يقدمون 200 وجبة يوميا في خيمة كبيرة تحولت إلى قاعة طعام. وقال جاكوب (22 عاما)، وهو أحد منظمي الاحتجاج الطلابي، إنه مقتنع بأن الحقائق على الأرض في غزة هي التي ستدفع إلى بقاء واستمرار مخيم الاحتجاج.
وأضاف: «بعد التخرج ربما يصبح هذا الحرم الجامعي مدينة أشباح، لكننا سنظل هنا... لن نذهب إلى أي مكان».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك