غزة - (أ ف ب): مرّة أخرى، اضطر الآلاف من سكان غزة الى الهرب تحت القصف الإسرائيلي الوحشي من شمال القطاع ووسطه بعد دعوات جيش الاحتلال الى الإجلاء وإعلانه أن حركة حماس تعيد تنظيم صفوفها في هذه المناطق.
وكان الجيش أعلن انتهاء عملياته في مناطق عدة من الشمال والوسط وانسحاب جزء كبير من قواته منها.
وتقول أم عدي نصار بعد وصولها إلى مدينة غزة قادمة من مخيم جباليا للاجئين: «ألقى الجيش مناشير وبعث رسالة على الجوال للتحذير من بقاء أحد في جباليا».
ونصار واحدة من مئات آلاف الفلسطينيين الذين فضلوا البقاء في شمال قطاع غزة رغم الدمار الهائل الذي لحق بالمنازل والبنية التحتية خلال سبعة أشهر من الحرب بين إسرائيل وحركة حماس.
وأعلنت إسرائيل السبت أنها عادت للقتال في المخيم لمنع حركة حماس من إعادة بناء قدراتها العسكرية في المنطقة. وذكرت حماس أن عناصرها اشتبكوا مع القوات الإسرائيلية قرب مدينة غزة.
وتضيف نصار: «ليست هذه المرة الأولى التي ننزح فيها. كلما حاولنا العودة والاستقرار، تحدث عملية اجتياح ويقصف الجيش المنازل بالطائرات والدبابات ويقتل الناس».
وبحسب وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، فرّ نحو 64 ألف شخص من جباليا وبيت لاهيا منذ تجدّد القتال في الجزء الشمالي من القطاع.
وقالت الأونروا لوكالة فرانس برس إن البعض يتجهون إلى ملاجئ المنظمة الأممية في شمال غزة رغم تعرّض العديد من تلك المرافق للقصف الإسرائيلي.
وقال الدفاع المدني في غزة إن الطائرات الحربية الإسرائيلية تنفّذ «ضربات جوية متتالية» على حي الزيتون في مدينة غزة ما تسبّب بإصابة عدد من المنازل وبسقوط العديد من الضحايا.
ويقول عبد عياد (40 عاما) إن والده أصيب بشظايا قذيفة دبابة أثناء محاولته مع عدد من أفراد العائلة الخروج من حي الزيتون الواقع في جنوب شرق مدينة غزة.
ويضيف: «دخلت الشظية من ظهره وخرجت من بطنه». ونقل الابن والده إلى مستشفى المعمداني في غزة في ظلّ عدم قدرة سيارات الإسعاف على الوصول إلى المكان.
ويؤكد عياد: «انتقلت من الزيتون إلى منطقة الميناء والوضع صعب. لم نأخذ معنا لا ملابس ولا أكل، كان همّنا الوحيد أن ننجو من القصف العنيف».
وتحذّر الأمم المتحدة من تزايد خطر المجاعة في شمال القطاع المحاصر.
وتقول إيمان الرملاوي (35 عاما) التي فرّت من حي الزيتون إن عمّها أصيب خلال رحلة النزوح التي تصفها بأنها «مأساة بكل معنى الكلمة».
وتضيف: «يكفينا تشرّدا ونزوحا، نعيش وضعا مأساويا. نخرج من البيت ولا نعرف إذا ما كنا سنجده عندما نرجع أو يكون قد دمّر في القصف».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك