كييف -(أ ف ب): أعرب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن خشيته من أن يكون الهجوم البري الذي بدأته روسيا في العاشر من مايو في منطقة خاركيف مجرد تمهيد لهجوم أوسع نطاقاً في الشمال والشرق. شنت القوات الروسية التي حققت تقدمًا طفيفًا في الأشهر الأخيرة في الأراضي الأوكرانية، هجومًا مفاجئًا على منطقة خاركيف الأوكرانية، محققة أكبر مكاسبها منذ 18 شهرًا. وفي أول مقابلة مع وسيلة إعلام أجنبية مذ بدأت موسكو هجومها في خاركيف، قال زيلينسكي إنّ القوّات الروسيّة توغّلت ما بين خمسة إلى عشرة كيلومترات على طول الحدود الشماليّة الشرقيّة قبل أن توقفها القوّات الأوكرانيّة. وأضاف «لقد أوقفناهم (...) لن أقول إنّه نجاح (روسي) كبير، لكن علينا أن نقرّ بأنّهم هم من يتوغّلون في أرضنا، وليس العكس». وأشار إلى أنّ الوضع لم «يستقرّ» بعد، متابعًا «رغم ذلك فإنّ الوضع تحت السيطرة وأفضل من اليوم الأوّل» للهجوم، وذلك بفضل التعزيزات المنتشرة. وسبق لموسكو أن سيطرت على أجزاء واسعة من هذه المنطقة في المراحل الأولى للغزو، قبل أن تستعيدها كييف. وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجمعة أن هدف الهجوم الجديد هو إقامة «منطقة عازلة» في مواجهة هجمات أوكرانية على الأراضي الروسية، مشيراً إلى عدم نية قواته غزو مدينة خاركيف. وفي سياق منفصل، اتهمت موسكو السبت كييف بمهاجمتها بقنابل من طراز «هامر» الفرنسية الموجهة وصواريخ من طراز «هارم» الأمريكية المضادة للرادار في منطقة بيلغورود الروسية على الحدود مع أوكرانيا.
وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان «تم إحباط محاولة من جانب نظام كييف لشن هجمات إرهابية باستخدام قنابل هامر فرنسية الصنع وصواريخ هارم المضادة للرادار أمريكية الصنع ضد أهداف على الأراضي الروسية». وأوضحت أنه بين الساعة 9:20 و9:30 صباحا بتوقيت جرينتش السبت «دمرت أنظمة الدفاع الروسية المضادة للطائرات أربع قنابل موجهة وصاروخين مضادين للرادار فوق منطقة بيلغورود».
أقرّ زيلينسكي بأنّ ثمّة نقصا في عديد القوات الأوكرانيّة وبأنّ هذا يؤثّر في معنويّات الجنود، في وقت يدخل قانون جديد للتعبئة حيّز التنفيذ السبت لتعزيز صفوف الجيش. قال زيلينسكي «علينا ملء الاحتياطات (...) ثمّة عدد كبير من الألوية الفارغة». ومع عدم وجود نهاية للحرب في الأفق، يكافح الجيش الأوكراني في التجنيد فيما يشعر الجنود بالإرهاق والغضب بسبب عدم التناوب. ويرى محللون عسكريون أن الهجوم على خاركيف قد يهدف إلى استنزاف القوات والموارد الأوكرانية بشكل أكبر مع حشد روسيا المزيد من قواتها البشرية وذخائرها.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك