رفح – الوكالات: شن جيش الاحتلال الإسرائيلي أمس سلسلة من الضربات القاتلة امتدت من شمال قطاع غزة إلى جنوبه مكثفا في الوقت ذاته ضغوطه على رفح حيث ينفذ اعتداءاته في وسط هذه المدينة.
ورغم موجة التنديد الدولية التي أثارها قصف أوقع عشرات الشهداء في مخيم للنازحين في رفح يوم الأحد واصل الجيش عدوانه البري المستمر منذ السابع من مايو في المدينة التي تعج بالسكان والنازحين مع هدف معلن هو القضاء على آخر كتائب حماس.
وقال الجيش إنه قتل نحو 300 من مقاتلي حماس منذ بدء الهجوم على رفح.
وفي ساعات الفجر الأولى أفاد شهود بوقوع ضربات إسرائيلية قرب رفح في أقصى جنوب قطاع غزة التي تتركز فيها أعنف العمليات في الحرب الدائرة منذ قرابة ثمانية أشهر بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، وفي النصيرات في وسط القطاع.
وزعم الجيش الإسرائيلي أنه عثر في وسط رفح على «قاذفات صاروخية لحماس وفتحات أنفاق وأسلحة» وأنه «هدم مخزن أسلحة».
وأضاف الجيش أنه تمكن من القضاء على مقاتل من حماس بضربة جوية في رفح.
وأعلن كذلك مقتل اثنين من جنوده في غزة ما يرفع إلى 292 عدد العسكريين الذين قتلوا منذ دخول القوات الإسرائيلية إلى القطاع الفلسطيني المحاصر في 27 أكتوبر.
واستعرض مقاتلو المقاومة الأسبوع الماضي قدراتهم في رفح وأطلقوا يوم الأحد الماضي صواريخ على تل أبيب لأول مرة منذ أشهر.
وذكرت حركة الجهاد الإسلامي أمس أنها أطلقت وابلا من قذائف المورتر على تجمع لجنود وآليات إسرائيلية في محيط بوابة صلاح الدين جنوب مدينة رفح. ولم تدل بمزيد من التفاصيل.
ويلوذ برفح، المدينة الرئيسية الوحيدة في غزة التي لم تسيطر عليها القوات الإسرائيلية بعد، أكثر من مليون فلسطيني غادروا منازلهم في مناطق أخرى من القطاع بسبب القتال. لكن معظمهم تركوا المدينة بعد أوامر بالإخلاء قبل العملية الإسرائيلية.
ويعيش الآن مئات الآلاف في خيام وملاجئ مؤقتة أخرى بمنطقة خاصة للنازحين في المواصي القريبة، وهي بقعة رملية تنتشر فيها أشجار النخيل على الساحل، إضافة إلى مناطق بوسط غزة.
وتهدد إسرائيل منذ أسابيع بشن هجوم على ما تبقى من كتائب حماس في رفح ما أثار تنديدات دولية وتحذيرات حتى من حلفائها، من بينها الولايات المتحدة، من مهاجمة المدينة بينما هي مكتظة بالنازحين.
وفي وسط قطاع غزة أسفرت ضربات ليلية عن استشهاد 11 شخصا بينهم طفلان على ما أفادت مصادر طبية في دير البلح وفي مخيم النصيرات.
وقال الجيش إنه «قضى» على مقاتلين كانوا يتحركون بالقرب من قواته في هذه المنطقة.
وتسبب العدوان الإسرائيلي بسقوط 36284 شهيدا، معظمهم مدنيون، وفق وزارة الصحة بغزة.
وقالت الوزارة إن ما لا يقل عن 60 شخصا استشهدوا خلال 24 ساعة حتى صباح أمس، مضيفة أن 82057 شخصا أصيبوا في قطاع غزة منذ بدء الحرب.
وتسببت العدوان بدمار هائل، وشردت غالبية سكان غزة الذين يقدر عددهم بنحو 2.4 مليون نسمة، وتسببت بكارثة إنسانية كبرى.
ومع استمرار الحرب وتدمير البنية التحتية في غزة بشكل كبير ينتشر سوء التغذية بين السكان البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة في ظل تباطؤ تسليم المساعدات. وحذرت الأمم المتحدة من أن مجاعة تلوح في الأفق.
وقال المكتب الاعلامي الحكومي في غزة: «مضى 24 يوما على احتلال معبر رفح البري من قبل جيش الاحتلال، وإغلاق معبر كرم أبو سالم، ما أدى إلى وقوع أزمات إنسانية مركبة بمنع 22 ألف جريح ومريض من السفر لتلقي العلاج خارج قطاع غزة، وكذلك بمنع إدخال المساعدات الإنسانية والإمدادات التموينية إلى غزة».
من جانبها، قالت قبرص، الدولة الأوروبية الأقرب إلى ساحل غزة، إن المساعدات الإنسانية التي تُنقل عن طريق البحر مستمرة، بعد أن تضرر رصيف بنته الولايات المتحدة بسبب سوء الأحوال الجوية. وقال المتحدث باسم الحكومة القبرصية كونستانتينوس ليتيمبيوتيس: «هدفنا هو أن نكون قادرين على مساعدة نصف مليون شخص شهرياً، ونعتقد أن هذا الهدف قابل للتحقيق».
وفي حين أن المباحثات الهادفة إلى إقرار هدنة في قطاع غزة معطلة راهنا قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية أمس إن «المقاومة أبلغت الوسطاء من جديد أن القواعد الراسخة لموقف فصائل المقاومة لا تنازل عنها»، ولا سيما التمسك بوقف دائم لإطلاق النار وانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة. وقال هنية: «لقد بدا واضحاً أن الاحتلال يستخدم المفاوضات غطاء لاستمرار عدوانه على شعبنا، ويرفض الاستجابة لمطالبنا المحقة، ومن ثم فإن فصائل المقاومة لا تقبل أن تكون جزءاً من هذه المناورات».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك