واشنطن – (رويترز): حثت الجمعية الوطنية للنهوض بالملونين في الولايات المتحدة الرئيس جو بايدن أمس الخميس على وقف جميع أعمال تسليم الأسلحة لإسرائيل «إلى أجل غير مسمى» والضغط عليها لإنهاء الحرب في قطاع غزة، في تذكرة للرئيس الأمريكي بأن دعمه لإسرائيل قد يلحق به الضرر في أوساط الناخبين السود في انتخابات نوفمبر. وتعد هذه الدعوة نموذجا ومثالا نادرا لموقف تتخذه منظمة الحقوق المدنية المؤثرة بشأن السياسة الخارجية الأمريكية تجاه دولة لا يوجد بها عدد كبير من السكان السود.
ومن المرجح أن تؤدي هذه الخطوة إلى زيادة تحديات عام الانتخابات للرئيس الديمقراطي في وقت يحاول فيه دعم حليف رئيسي في الخارج واسترضاء المؤيدين في الداخل. وقالت الجمعية التي تأسست قبل 115 سنة إن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها بعد هجوم حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في السابع من أكتوبر والذي تقول إسرائيل إنه أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص واقتياد أكثر من 250 رهينة إلى غزة.
وحثت الجمعية حماس على إعادة الرهائن و«وقف جميع الأنشطة الإرهابية». كما حثت إسرائيل على «الالتزام باستراتيجية هجومية تتماشى مع القوانين الدولية والإنسانية». وتواجه إسرائيل اتهامات في محكمة العدل الدولية بانتهاك اتفاقية الإبادة الجماعية، وهو ما تنفيه إسرائيل. وقالت الجمعية الوطنية للنهوض بالملونين، التي تدافع عن العدالة بين الأعراق وحقوق الأمريكيين السود، إنه يتعين على واشنطن استخدام نفوذها مع إسرائيل لتحقيق وقف دائم لإطلاق النار في غزة.
وتقول السلطات الصحية في القطاع الذي تديره حماس إن الهجوم الإسرائيلي أسفر عن مقتل أكثر من 36000 فلسطيني، وتسبب في انتشار الجوع ونزوح معظم السكان من منازلهم. قالت المنظمة في بيان كانت رويترز أول من تسلمه: «تدعو الجمعية الوطنية للنهوض بالملونين الرئيس بايدن إلى رسم الخط الأحمر وإنهاء شحن جميع الأسلحة والمدفعية إلى دولة إسرائيل والدول الأخرى التي تزود حماس وغيرها من المنظمات الإرهابية بالأسلحة إلى أجل غير مسمى.. من الضروري أن يتوقف العنف الذي أودى بحياة الكثير من المدنيين على الفور».
يمثل موقف الجمعية الوطنية للنهوض بالملونين أحدث تحذير على أن بايدن قد يدفع ثمنا باهظا في صناديق الاقتراع من أصوات الناخبين السود في الخامس من نوفمبر بسبب دعمه القوي لإسرائيل. ولطالما كان السود ناخبين مخلصين للحزب الديمقراطي، ولعبوا دورا مهما في فوز بايدن في عام 2020 عندما تغلب على الجمهوري دونالد ترامب، الذي يواجهه بايدن مرة أخرى هذا العام. لكن استطلاعات الرأي تظهر نقص الحماس بين هذه الكتلة الانتخابية إزاء بايدن.
في وقت سابق من هذا العام، دعت مجموعة تضم أكثر من 1000 قس أسود بايدن إلى ضمان وقف إطلاق النار. وأظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي في مارس أن 59 بالمائة من الأمريكيين السود يعتقدون أن المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل يجب ألا تستخدم سوى في الدفاع عن النفس ووفقا لمعايير حقوق الإنسان. وقال مسؤولون في الحملة الانتخابية لبايدن لرويترز إن الحملة لا تشعر بالقلق من تحول الناخبين السود باتجاه ترامب بقدر قلقهم من نقص الحماس الذي قد يدفعهم الى عدم الإدلاء بأصواتهم.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك