تل أبيب/القاهرة - (رويترز): قال قيادي في حركة حماس أمس إن الحركة تقبل قرارا للأمم المتحدة يدعم خطة لإنهاء العدوان الإسرائيلي على غزة ومستعدة للتفاوض بشأن التفاصيل، ووصف وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكن ذلك بأنه «بادرة تبعث على الأمل».
وقال مسؤول قريب من المحادثات لرويترز إن الوسطاء القطريين والمصريين لم يتلقوا رغم ذلك ردودا رسمية من حماس أو إسرائيل على اقتراح الهدنة الذي تدعمه الأمم المتحدة.
وأشار كل جانب إلى أن الخطة تتوافق مع أهدافه رغم تعارض تلك الأهداف، مما يثير الشكوك في مدى إمكانية إحراز تقدم حقيقي صوب التوصل إلى اتفاق.
وقال بلينكن من تل أبيب أمس عقب محادثات مع مسؤولين إسرائيليين إن المحادثات حول خطط ما بعد وقف إطلاق النار في غزة ستستمر خلال اليومين المقبلين.
واجتمع بلينكن مع مسؤولين إسرائيليين أمس في إطار مسعى منسق لإنهاء العدوان المستمر منذ ثمانية أشهر غداة موافقة مجلس الأمن الدولي على اقتراح طرحه الرئيس الأمريكي جو بايدن لوقف إطلاق النار.
وقبل زيارة بلينكن، أبدت كل من إسرائيل وحماس بشكل متكرر مواقف متعنتة قوّضت جهود وساطة سابقة لإنهاء القتال، في حين واصلت إسرائيل هجماتها في وسط وجنوب غزة لتسجل عددا من بين أكثر الهجمات دموية في العدوان.
وينص اقتراح بايدن على وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن مقابل إطلاق سراح فلسطينيين مسجونين في إسرائيل على مراحل حتى التوصل في نهاية المطاف الى اتفاق يؤدي الى نهاية دائمة للحرب.
لكن سامي أبو زهري القيادي في حماس، المقيم خارج غزة، قال أمس لرويترز: إن الحركة «قبلت قرار مجلس الأمن بشأن وقف إطلاق النار والانسحاب وتبادل الأسرى وجاهزة للتفاوض حول التفاصيل». وأضاف أبو زهري، رئيس الدائرة السياسية لحركة حماس في الخارج: «الإدارة الأمريكية أمام اختبار حقيقي للوفاء بتعهداتها بإلزام الاحتلال بالوقف الفوري للحرب كتنفيذ لقرار مجلس الأمن».
ووصف بلينكن بيان حماس بأنه «بادرة تبعث على الأمل»، لكنه أشار إلى أنه لا تزال هناك حاجة إلى كلمة حاسمة من قيادة حماس في غزة، وقال «هذا هو المهم، وهذا ما لا نملكه بعد».
وبعدما غادر بلينكن إلى الأردن، وقال مسؤول كبير في الحكومة الإسرائيلية طلب عدم نشر اسمه إن الاقتراح المعلن سيمكن إسرائيل من تحقيق أهدافها الحربية. وأكد المسؤول على موقف إسرائيل الثابت وهو ضرورة القضاء على قدرات حماس العسكرية وإنهاء حكمها في غزة وتحرير كل الرهائن وضمان ألا تشكل غزة أي تهديد لإسرائيل في المستقبل.
وفي قطاع غزة سيطر الحذر أمس على ردود فعل الفلسطينيين إزاء قرار مجلس الأمن الدولي خشية أن يثبت الواقع أنه مبادرة أخرى غير مجدية لوقف إطلاق النار.
وقال شعبان عبدالرؤوف (47 عاما)، وهو رب أسرة تضم خمسة أشخاص نزحوا إلى دير البلح التي استهدفتها إسرائيل بالقصف مرارا، إنهم لن يصدقوا إلا حين يرونه مُنفذا على أرض الواقع.
وأضاف عبدالرؤوف لرويترز عبر تطبيق للدردشة أنه عندما يبلغونهم بحزم متاعهم والاستعداد للعودة الى مدينة غزة، عندها سيصدقون أن وقف إطلاق النار حقيقة.
وقال بلينكن إن محادثاته تناولت أيضا خطط اليوم التالي بعد وقف إطلاق النار في غزة، بما في ذلك الأمن والإدارة وإعادة بناء القطاع المدمر. وأضاف: «قمنا بذلك بالتشاور مع العديد من الشركاء على مستوى المنطقة. وستستمر هذه المحادثات... ومن الضروري أن تكون لدينا هذه الخطط».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك