باريس - (أ ف ب): وصل الفرنسي لوي أرنو الذي كان معتقلا منذ سبتمبر 2022 في إيران إلى باريس مبتسما رغم التعب البادي عليه، فيما لا يزال ثلاثة فرنسيين آخرين معتقلين في الجمهورية الإسلامية. وبعدما صافح وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه الذي كان في استقباله في مطار لوبورجيه قرب باريس، عانق أرنو مطولا والده ومن ثم والدته.
ولم يصعد المعتقل السابق مباشرة إلى سيارة إسعاف وضعت بتصرفه بل توجه مبتسما رغم التعب البادي عليه، مع أقاربه إلى قاعة استقبال بعيدا عن الكاميرات. وقال سيجورنيه: «يسعدني جدا ان استقبل هنا أحد رهائننا الذي كان معتقلا بشكل تعسفي في إيران» مرحبا بـ«انتصار دبلوماسي جميل لفرنسا». وتحتجز إيران نحو عشرة مواطنين غربيين ويتهمها أنصارهم ومنظمات غير حكومية باستخدامهم ورقة مساومة في المفاوضات مع دولهم.
ويعد هذا الإفراج غير متوقع على الإطلاق، فقد شددت فرنسا وشركاؤها الغربيون مؤخرا لهجتهم ضد طهران المتهمة بزعزعة استقرار الشرق الأوسط. وقالت والدته سيلفي أرنو للصحفيين: «هذا الصباح أكثر إشراقا من أي وقت مضى». وأضافت: «كنا ننتظر عودة ابننا منذ قرابة 21 شهرا، وهو انتظار لم يكن من المفترض أن يحصل أبدا»، وأشارت إلى هذه «اللحظة الرائعة» شاكرة السلطات الفرنسية والداعمين الذين ساهموا في إطلاق سراحه.
وبدأ لويس أرنو، وهو مستشار في القطاع المالي، جولة حول العالم في يوليو 2022 قادته إلى إيران، حيث أوقف في سبتمبر 2022 مع أوروبيين آخرين متهمين بالمشاركة في الاحتجاجات على وفاة الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني بعد أيام من توقيفها لدى شرطة الأخلاق. أفرجت السلطات الإيرانية عن رفاق السفر معه سريعا لكن أرنو أبقي موقوفا وحكم عليه بالسجن مدة خمس سنوات العام الماضي بتهم تتعلق بالأمن القومي. واعتبرت باريس إدانته «غير مقبولة».
ما يزال ثلاثة فرنسيين وراء القضبان في إيران، هم المدرّسة سيسيل كولر وشريكها جاك باري اللذان أوقفا في مايو 2022، ورجل معروف فقط باسمه الأول «أوليفييه». وتحدثت سيلفي أرنو امس الخميس عن الانتظار القلق لعائلاتهم، قائلة «أفكارنا معهم، الذين ما زالوا ينتظرون عودة أحبائهم وسنبقى إلى جانبهم».
وقال مصدر دبلوماسي لوكالة فرانس برس مساء الأربعاء إن نجلها غادر سجن إوين فجر الأربعاء واستقل طائرة إلى سلطنة عمان بعد أن فحصه طبيب. وأضاف أن إطلاق سراحه هو «نتيجة عمل قامت به السلطات الفرنسية مدة أشهر مع السلطات الإيرانية، بما في ذلك اتصالات أجراها وزير الخارجية ستيفان سيجورنيه مع نظيره» الراحل حسين أمير عبداللهيان. وقضى عبداللهيان مع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في حادث تحطم مروحية في 19 مايو.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك