صدر حديثاً رواية (متاهة الكيمياء - خريف الكتابة)، عن دار غاف للنشر، بالتعاون مع أسرة الأدباء والكتاب، للكاتب البحريني محمد عبد الملك.
ويأتي الإصدار الروائي بعمل روائي سردي ممزوجاً بالسيرة الذاتية للكاتب، ويأخذنا محمد عبدالملك في إصداره بأسلوبه وسرده المتقن، إلى مراحل حياته، حيث يتنقل الكاتب بين أبعاد مراحله العمرية، بين الطفولة والكهولة، حيث يسرد فيها عبدالملك كل تفاصيل حياته، التي قد يراها القارئ صغيرة بنظره، فنراه في الإصدار، هو الأب والجد وتارة أخرى الكاتب، متقلباً بين جميع المزاجات، فنراه بين الرضى تارة، والإحباط والعزلة في وجه آخر، وهذا يأتي في ظل الحاح المبدع نحو الكتابة والتعلق بها رغم سنوات الجفاف التي تقدمت خطواتها بعمر الشيخوخة والعزلة التي تجوسقت بصاحبها وأحدقت به، في مرحلة عمرية من مراحل عمره، فكأن الحب لم يشيب ، بل ظل فتياً ، وكأن الكتابة لم تهرم ظلت هي الحرف الأول في عمر الوليد ، تجدد دماء العطاء بدماء الكاتب.
ويرى الروائي الراحل عبدالله خليفة في كتابه الراوي في عالم عبدالملك القصصي أن عبدالملك يبرز كقاص اجتماعي بالدرجة الأولى، بتركيزه على شرائح اجتماعية معينة ويقوم بتصويرها فتغدو كتابته حينئذ سجلا اجتماعيا لحالات خاصة، ومواقع عديدة من الصراع الاجتماعي ولا توجد قصص غير اجتماعية، كما هو معروف، فكل القصص تنبثق من الحياة، مهما كانت القصة مجردة وتعبيرية، فإن جذورها التعبيرية لابد أن تكشف، إلا أن التعبير المستخدم هنا عندما نقول اجتماعية يفيدنا في اكتشاف منحى خاص لدى المبدع، فالعديد من قصص عبدالملك لقطات تصور جوانب موحية في مسار المجتمع، وتقدم نماذج قريبة من الوجود الحقيقي، هذا الجانب يرتبط بشخصية الراوي/المؤلف التي اتخذها الكاتب، فهو يتتبع ما يدور في محيطه، ويقتنص شخصيات وحالات من البيئة، وكثيرا ما يقدمها بملامحها الموجودة في الواقع ذاته.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك