العدد : ١٦٩٩٠ - السبت ٢٨ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٥ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٩٠ - السبت ٢٨ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٥ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

عربية ودولية

عيد الأضحى بلا فرحة في ظل العدوان المتواصل على قطاع غزة المحاصر

الاثنين ١٧ يونيو ٢٠٢٤ - 02:00

غزة‭ - (‬أ‭ ‬ف‭ ‬ب‭): ‬أدى‭ ‬العشرات‭ ‬من‭ ‬سكان‭ ‬غزة‭ ‬صلاة‭ ‬العيد‭ ‬صباح‭ ‬أمس‭ ‬محاطين‭ ‬بالمباني‭ ‬المدمرة،‭ ‬في‭ ‬مشهد‭ ‬يعكس‭ ‬آثار‭ ‬العدوان‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬المستمر‭ ‬منذ‭ ‬ثمانية‭ ‬أشهر‭ ‬على‭ ‬القطاع‭. ‬

تقول‭ ‬ملكية‭ ‬سلمان‭ ‬آسفة‭ ‬بعد‭ ‬ساعات‭ ‬من‭ ‬حلول‭ ‬العيد‭: ‬‮«‬لا‭ ‬فرحة‭. ‬لقد‭ ‬سرقت‭ ‬منا‮»‬‭. ‬وتقع‭ ‬خيمة‭ ‬هذه‭ ‬المرأة‭ ‬تحت‭ ‬أشعة‭ ‬الشمس‭ ‬الحارقة‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬خان‭ ‬يونس‭ ‬جنوب‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭. ‬

تقليديا،‭ ‬يضحي‭ ‬سكان‭ ‬القطاع‭ ‬الفلسطيني‭ ‬الصغير‭ ‬بالأغنام‭ ‬في‭ ‬العيد،‭ ‬ويتصدقون‭ ‬باللحوم‭ ‬على‭ ‬المحتاجين‭ ‬ويقدمون‭ ‬الهدايا‭ ‬والعيديات‭ ‬للأطفال‭. ‬

لكن‭ ‬هذا‭ ‬العام،‭ ‬لم‭ ‬تفرح‭ ‬قلوبهم‭ ‬بعد‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬240‭ ‬يوما‭ ‬من‭ ‬القصف‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬الوحشي‭ ‬المتواصل‭ ‬والعمليات‭ ‬العسكرية‭ ‬التي‭ ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬نزوح‭ ‬75%‭ ‬من‭ ‬سكان‭ ‬القطاع‭ ‬المهددين‭ ‬بالمجاعة،‭ ‬والذين‭ ‬يناهز‭ ‬عددهم‭ ‬2,4‭ ‬مليون‭ ‬نسمة،‭ ‬وفق‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭. ‬

تضيف‭ ‬مليكة‭ ‬سلمان‭ (‬57‭ ‬عاما‭) ‬التي‭ ‬نزحت‭ ‬مع‭ ‬عائلتها‭ ‬من‭ ‬مدينة‭ ‬رفح‭ ‬الواقعة‭ ‬على‭ ‬الطرف‭ ‬الجنوبي‭ ‬لقطاع‭ ‬غزة‭ ‬والتي‭ ‬أصبحت‭ ‬مركز‭ ‬القتال‭ ‬في‭ ‬الأسابيع‭ ‬الأخيرة‭: ‬‮«‬آمل‭ ‬أن‭ ‬يضغط‭ ‬العالم‭ ‬لوقف‭ ‬العدوان‭ ‬لأننا‭ ‬نموت‭ ‬بكل‭ ‬معنى‭ ‬الكلمة‮»‬‭. ‬

وأعلن‭ ‬جيش‭ ‬الاحتلال‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬صباح‭ ‬أمس‭ ‬‮«‬هدنة‭ ‬تكتيكية‮»‬‭ ‬يومية‭ ‬من‭ ‬الساعة‭ ‬الثامنة‭ ‬صباحا‭ ‬حتى‭ ‬السابعة‭ ‬مساء‭ ‬‮«‬حتى‭ ‬إشعار‭ ‬آخر‮»‬،‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬الممتدة‭ ‬من‭ ‬معبر‭ ‬كرم‭ ‬أبو‭ ‬سالم‭ ‬جنوب‭ ‬إسرائيل‭ ‬حتى‭ ‬طريق‭ ‬صلاح‭ ‬الدين،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬شمالا‭. ‬

وقال‭ ‬في‭ ‬بيان‭ ‬إنه‭ ‬تقررت‭ ‬‮«‬زيادة‭ ‬حجم‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية‭ ‬التي‭ ‬تدخل‭ ‬غزة‮»‬‭ ‬بعد‭ ‬نقاشات‭ ‬مع‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬خصوصا‭. ‬

وأفاد‭ ‬صحفيو‭ ‬وكالة‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭ ‬أمس‭ ‬الأحد‭ ‬عن‭ ‬هدوء‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬ووسط‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬مع‭ ‬عدم‭ ‬تسجيل‭ ‬قصف‭ ‬وقتال‭. ‬لكنهم‭ ‬قالوا‭ ‬إن‭ ‬مدينة‭ ‬رفح‭ ‬شهدت‭ ‬إطلاق‭ ‬نار‭ ‬وغارات‭. ‬

من‭ ‬جانبه،‭ ‬أكد‭ ‬الجيش‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬ليس‭ ‬هناك‭ ‬وقف‭ ‬للأعمال‭ ‬العدائية‭ ‬في‭ ‬جنوب‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‮»‬‭. ‬

أتاح‭ ‬توقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬لحظة‭ ‬هدوء‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬العيد‭ ‬الذي‭ ‬يحتفل‭ ‬به‭ ‬المسلمون‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭. ‬

وتجمع‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬المصلين‭ ‬في‭ ‬باحة‭ ‬المسجد‭ ‬العمري‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬غزة،‭ ‬المتضرر‭ ‬بشدة‭ ‬من‭ ‬القصف‭ ‬الإسرائيلي‭. ‬

يقول‭ ‬هيثم‭ ‬الغورة‭ (‬30‭ ‬عاما‭) ‬من‭ ‬مدينة‭ ‬غزة‭: ‬‮«‬منذ‭ ‬الصباح‭ ‬نشعر‭ ‬بهدوء‭ ‬مفاجئ،‭ ‬بدون‭ ‬إطلاق‭ ‬نار‭ ‬أو‭ ‬قصف،‭ ‬أمر‭ ‬غريب‮»‬،‭ ‬آملا‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬ذلك‭ ‬نذيرا‭ ‬باقتراب‭ ‬وقف‭ ‬دائم‭ ‬لإطلاق‭ ‬النار‭. ‬

يأتي‭ ‬ذلك‭ ‬فيما‭ ‬بدأت‭ ‬الآمال‭ ‬في‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬هدنة‭ ‬تتلاشى‭ ‬بسبب‭ ‬الشروط‭ ‬المتباعدة‭ ‬لإسرائيل‭ ‬وحركة‭ ‬حماس،‭ ‬منذ‭ ‬إعلان‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬جو‭ ‬بايدن‭ ‬نهاية‭ ‬مايو‭ ‬مقترحا‭ ‬لوقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭. ‬

في‭ ‬مدينة‭ ‬غزة،‭ ‬وقف‭ ‬صبي‭ ‬صغير‭ ‬السبت‭ ‬يبيع‭ ‬مزيلات‭ ‬العرق‭ ‬والعطور‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬المنتجات،‭ ‬وأنقاض‭ ‬المباني‭ ‬في‭ ‬الخلفية‭ ‬بينما‭ ‬كان‭ ‬بائعون‭ ‬آخرون‭ ‬يحمون‭ ‬أنفسهم‭ ‬من‭ ‬أشعة‭ ‬الشمس‭ ‬الحارقة‭ ‬بمظلات‭. ‬أما‭ ‬الزبائن‭ ‬فنادرون‭. ‬ويؤكد‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬سكان‭ ‬القطاع‭ ‬أن‭ ‬توقف‭ ‬القتال‭ ‬لن‭ ‬يعيد‭ ‬أبدا‭ ‬ما‭ ‬فقدوه‭. ‬

في‭ ‬جباليا‭ ‬حيث‭ ‬دارت‭ ‬معارك‭ ‬ضارية‭ ‬بين‭ ‬مقاتلي‭ ‬المقاومة‭ ‬والجيش‭ ‬الإسرائيلي،‭ ‬تقول‭ ‬أم‭ ‬محمد‭ ‬القطري‭: ‬‮«‬هذا‭ ‬العيد‭ ‬مختلف‭ ‬تماماً‭. ‬لقد‭ ‬فقدنا‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الناس،‭ ‬هناك‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الدمار‭. ‬ليس‭ ‬لدينا‭ ‬تلك‭ ‬الفرحة‭ ‬التي‭ ‬نحظى‭ ‬بها‭ ‬عادةً‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬عيد‮»‬‭. ‬

وخلّف‭ ‬العدوان‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬على‭ ‬غزة‭ ‬37337‭ ‬شهيدا،‭ ‬معظمهم‭ ‬من‭ ‬المدنيين،‭ ‬وفقا‭ ‬لبيانات‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة‭ ‬بالقطاع‭. ‬

تقول‭ ‬هناء‭ ‬أبو‭ ‬جزر‭ ‬البالغة‭ ‬11‭ ‬عاما‭ ‬والنازحة‭ ‬من‭ ‬غزة‭ ‬إلى‭ ‬خان‭ ‬يونس‭: ‬‮«‬نرى‭ ‬الاحتلال‭ ‬يقتل‭ ‬الأطفال‭ ‬والنساء‭ ‬والشيوخ‮»‬،‭ ‬مضيفة‭: ‬‮«‬كيف‭ ‬يمكننا‭ ‬أن‭ ‬نحتفل؟‮»‬‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا