بيروت - (أ ف ب): شدّد المبعوث الأمريكي آموس هوكستين من بيروت أمس الثلاثاء على أنّ انهاء النزاع بين حزب الله وإسرائيل دبلوماسيا وبسرعة هو أمر «ملح»، بعد التصعيد المتواصل منذ أكثر من ثمانية أشهر على وقع الحرب في غزة. ومنذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في السابع من أكتوبر في قطاع غزّة، يتبادل حزب الله وإسرائيل القصف بشكل شبه يومي. وشهد الأسبوع الماضي تصعيداً من الجانبين أعقب استهداف اسرائيل لقيادي بارز في الحزب، تراجعت وتيرته بشكل ملحوظ في الأيام الأخيرة.
وقال هوكستين بعد لقائه رئيس البرلمان نبيه بري، الذي يتزعم حركة أمل حليفة حزب الله: إن «النزاع على طول الخط الأزرق قد استمر طويلاً وبما فيه الكفاية». ونبّه الى أنه «من مصلحة الجميع حلّ هذه المشكلة سريعا ودبلوماسيا، وهو أمر يمكن تحقيقه وملح في آن معاً». وإثر لقاءات هوكستين في بيروت، نشر حزب الله بعد ظهر الثلاثاء شريطاً مصوراً يمتد لأكثر من تسع دقائق يُرجّح أن طائرة مسيّرة التُقطته. ويظهر مسحاً لما يبدو أنه منشآت يمكن أن تشكل أهدافا في حيفا وتجمعات سكنية شمال شرق المدينة.
وحدّد الحزب في الفيديو مواقع ومنشآت حيوية عسكرية ومدنية، عدّد من بينها ميناء حيفا ومطارها وأنظمة عسكرية ومنشآت صناعية عسكرية وخزانات نفط ومحطات طاقة ومجمعات تجارية، من بين أهداف أخرى. وقال حزب الله إنه نشر الفيديو تزامناً مع زيارة هوكستين «وما حملته من تهديدات اسرائيلية بالحرب ضد لبنان»، كما أورد المكتب الإعلامي للحزب في رسائل للصحفيين.
وقال هوكستين الذي شملت لقاءاته في بيروت رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وقائد الجيش جوزاف عون، إنه «لَفترة خطرة ولحظات حرجة»، مضيفاً «ما نعمل عليه هو محاولة تحديد سبل الوصول إلى مكان نمنع فيه أي تصعيد إضافيا». وشدد ميقاتي في بيان على أن «المطلوب وقف العدوان الاسرائيلي المستمر على لبنان والعودة الى الهدوء والاستقرار عند الحدود الجنوبية»، مؤكداً أنّ «التهديدات الاسرائيلية المستمرة» لن تثني لبنان «عن مواصلة البحث لإرساء التهدئة».
وصل هوكستين الى بيروت آتياً من إسرائيل بعد أيام من تأكيد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أن وقف إطلاق النار في غزة هو الحل الأمثل لوقف أعمال العنف بين حزب الله وإسرائيل. وأكد هوكستين بدوره من بيروت أن من شأن «وقف لإطلاق النار في غزة أو التوصل الى حل دبلوماسي بديل أن يؤدي أيضاً الى انهاء النزاع» بين حزب الله وإسرائيل، وأن «يوفر الظروف الملائمة» لعودة النازحين على جانبي الحدود.
ولطالما كرّر حزب الله على لسان كبار مسؤوليه أن وقف هجماته من جنوب لبنان ضد إسرائيل مرتبط بالتوصل الى وقف لإطلاق النار في غزة. وبعد وقف عملياته منذ السبت، رغم ضربات إسرائيلية أودت إحداها بمقاتل من الحزب الاثنين، استأنف حزب الله امس الثلاثاء هجماته معلناً استهداف دبابة ميركافا بمسيّرة انقضاضية داخل موقع عسكري في شمال إسرائيل. واستهدفت إسرائيل من جهتها بمسيّرة سيارة قرب بلدة البرغلية في قضاء صور، وفق ما أوردت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية، من دون تسجيل ضحايا حتى اللحظة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك