أثينا - (رويترز): أكد منقذون أمس الأربعاء غرق ناقلة الفحم توتور المملوكة لشركة يونانية بعد أن تعرضت لهجوم من مسلحين من جماعة الحوثي اليمنية في البحر الأحمر الأسبوع الماضي. وذكرت مصادر من بينها شركات أمن بحري وهيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية أن السفينة توتور تعرضت لضربات بصواريخ وزورق ملغوم مسير في 12 يونيو مما أسفر عن تسرب المياه إليها.
وقالت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية يوم الثلاثاء إن توتور من المعتقد أنها صارت ثاني سفينة يغرقها الحوثيون اليمنيون في البحر الأحمر منذ نوفمبر. ويقول الحوثيون إن هجماتهم على الملاحة الدولية التي تصل إلى قناة السويس عبر البحر الأحمر تأتي تضامنا مع الفلسطينيين في غزة. وقال أندرياس سافليريس، أحد مالكي مجموعة سافليريس للإنقاذ، لرويترز إن سفينتي إنقاذ كانتا في طريقهما إلى السفينة عندما تم إبلاغهما بأنه من المعتقد أنها غرقت.
وأبلغت قوات بحرية السفن المبحرة إلى المنطقة بعد ظهر الثلاثاء بأن السفينة توتور التي ترفع علم ليبيريا قد غرقت، وأن هناك حطاما ودلالات على وجود تسرب للوقود في الموقع. وكانت توتور على متنها طاقم يتكون من 22 فلبينيا عندما تعرضت للهجوم، تم إجلاء 21 منهم في 14 يونيو وإعادتهم إلى بلادهم. وذكرت وزارة العمال المهاجرين الفلبينية أن أحد أفراد طاقم توتور لا يزال مفقودا، ويُعتقد أنه كان في غرفة المحرك وقت وقوع الهجمات بالقرب من ميناء الحديدة اليمني.
وكانت السفينة روبيمار المملوكة لجهة بريطانية أول سفينة يغرقها الحوثيون. وغرقت في الثاني من مارس بعد نحو أسبوعين من تعرضها لقصف صاروخي. وألحق الحوثيون الأسبوع الماضي أيضا أضرارا جسيمة بالسفينة فيربينا التي ترفع علم بالاو، والتي كانت محملة بمواد بناء خشبية. وترك البحارة السفينة فيربينا بعد إخفاقهم في احتواء الحريق الذي تسببت فيه الهجمات. وتنجرف فيربينا الآن في خليج عدن وهي عرضة للغرق أو المزيد من الاعتداءات. وأجبرت الهجمات بالطائرات المسيرة والصواريخ التي يشنها الحوثيون شركات الشحن على تحويل السفن بعيدا عن البحر الأحمر وقناة السويس إلى الطريق الأطول حول جنوب إفريقيا، مما يعطل عمليات التسليم ويرفع التكاليف.
وفي الوقت نفسه قالت مجموعات بارزة في قطاع الشحن أمس الأربعاء إنه يتعين اتخاذ إجراءات عاجلة في البحر الأحمر لوقف هجمات جماعة الحوثي اليمنية على السفن التجارية، وذلك بعد غرق السفينة توتور. وجاء في بيان مشترك لأكبر الاتحادات بقطاع الشحن في العالم أنه «من المؤسف أن يتعرض البحارة الأبرياء للهجوم بينما يؤدون فقط وظائفهم الحيوية التي تحافظ على دفء العالم وتمده بالمأكل والملبس».
وأضاف البيان: «يجب أن تتوقف تلك الهجمات فورا. ندعو الدول ذات النفوذ في المنطقة إلى حماية بحارينا الأبرياء وإلى تهدئة الوضع في البحر الأحمر على وجه السرعة». وقال مونرو أندرسون، رئيس العمليات في (فيسيل بروتيكت) المتخصصة في التأمين ومخاطر الحرب البحرية إن الحوثيين شنوا 10 هجمات منذ بداية يونيو مقارنة بخمس في مايو. وأضاف: «أول استخدام ناجح لقارب مسير يمثل تحديا جديدا للشحن التجاري في بيئة معقدة بالفعل».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك