مقال رئيس التحرير
أنـــور عبدالرحمــــــن
رسائل سامية ترسم خارطة المستقبل
تجسد الكلمة السامية التي ألقاها حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، في افتتاح دور الانعقاد الثالث من الفصل التشريعي السادس لمجلسي الشورى والنواب، النهج الحكيم لجلالته في إدارة شؤون البلاد في هذه المرحلة العصيبة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، رسم من خلالها جلالته خارطة طريق لمستقبل الوطن ومؤسساته وأبنائه، تأكيدا لنجاحات البحرين دولة المؤسسات والقانون التي تتوق إلى المزيد من التقدم دائما.
هذه الكلمة التي تأتي بالتزامن مع اليوبيل الفضي لتولي جلالة الملك المعظم مقاليد الحكم في البلاد حددت أولويات العمل الوطني، سواءٌ للسلطتين التشريعية والتنفيذية والمواطن البحريني، كما أكدت الثوابت البحرينية تجاه قضايا الأمة العربية.
والمُتمعن في الخطاب السامي يجد أن وحدة وتلاحم المجتمع البحريني والمحافظة على وعيه الوطني المسؤول كانت في صلب هذا الخطاب؛ لأن هذا التلاحم الوطني والالتفاف حول القيادة الحكيمة هو العمود الفقري الذي يسهم في صون مصالح البحرين العليا، وصمام الأمان الذي يجب المحافظة عليه كي تبقى راية الوطن خفاقة عالية.
البحرين من خلال كلمات الملك تنظر إلى المستقبل ومعنية بالبناء والتطوير رغم كل التحديات، وهو دَيدن جلالة الملك المعظم وعهده الإصلاحي، لذا جاء تأكيد أهمية استكمال الخطط المنبثقة من رؤية البحرين الاقتصادية 2030، والتوجيه الملكي لتسريع العمل على نسختها القادمة لعام 2050، لتشمل تصورا متجددا لمستقبل بلادنا وأجيالها، هذه التوجيهات التي تعكس حرص القيادة على مصالح الوطن والمواطن وأجياله القادمة.
ومن النقاط الجوهرية في الخطاب توجيه الجهات المختصة بتنفيذ دراسة متكاملة لقياس جاهزيتنا في تأصيل الهوية البحرينية، بما يمكننا من ضبط التوازن بين متطلبات الانفتاح والتجديد.. هذه الرسالة التي يجب على كل الجهات الرسمية والأهلية التعاون من أجل تحقيقها لضمان الحفاظ على استدامة التقدم والازدهار في مملكة البحرين، والحفاظ على موقعها المتقدم كدولة ذات نهضة عصرية.
ولعل إشادة العاهل ببصمات صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء المؤثرة في ميادين الخدمة العامة لتعكس المتابعة الحثيثة من جلالته لعمل الحكومة الموقرة لضمان توفير أجود الخدمات الحكومية للمواطنين، وكذلك حرص جلالته على الإشادة بالإنجازات الرياضية الأخيرة؛ في تأكيد لدعم الرياضة والرياضيين.
ويأتي التوجيه الملكي بتكثيف برامج الذكاء الاصطناعي في القطاعات الحيوية ليؤكد أن البحرين تواصل ريادتها في مختلف القطاعات؛ منها توظيف التقنيات الحديثة وفق النظم والمعايير اللازمة، لتعود بالخير والرفاه على الجميع.
وحملت كلمة الملك المعظم رسائل واضحة بشأن الأوضاع الإقليمية والدولية، أكد من خلالها التزام البحرين بكل ما يمليه عليها واجب التضامن والتعاون لنصرة القضايا العربية، وبالسعي الجاد والحثيث من أجل خير الإنسانية وتقارب مجتمعاتها، تحقيقا للسلام العالمي الذي يجب استعادته في مثل هذه الأوقات الصعبة.
على كل قطاعات المجتمع البحريني أن تتلقى هذه الرسائل الملكية السامية وتدرسها بعناية؛ لأنها تأتي في آتون تغيرات تعصف بالعالم، وتتطلب منا أن نتمسك بهويتنا ونحافظ على مصالح وطننا العليا، لتبقى راية الوطن خفاقة على ساحات المجد والرفعة كما أكد جلالة الملك المعظم.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك