زاوية غائمة
جعفـــــــر عبــــــــاس
jafasid09@hotmail.com
الاستغراب الغبي
يكون الأشخاص ذوو العود الثقافي والديني الهش عرضة للاستغراب عندما ينتقلون الى دول غربية للعيش فيها (الاستغراب هنا مشتقة من غرب أي الذين يصبحون غربيين أو شبه غربيين، أي مقلدين لأهل الغرب ومبتعدين عن جذورهم الثقافية)، ومن هؤلاء، شهلا ج. ح، وهي سيدة عربية مسلمة تقيم في هيوستن بولاية تكساس الأمريكية مع بعلها الذي هو في نفس الوقت زوجها، وتتمثل الحكاية التي كانت وقائعها قبل حين من الزمان في أن خلافات وقعت بين الزوجين، مما اضطر الزوج إلى مجافاتها لبعض الوقت، على أمل أن الهجر سيردها إلى صوابها. ولكن شهلا لم تكن راغبة في البعل والوصل ورأت أن أقصر الطرق للتخلص منه تكمن في إيداعه السجن، وهكذا استعانت بالنظام العالمي الجديد!! استغلت حالة الجزع التي يعيش فيها الأمريكان منذ أحداث سبتمبر 2001، والشك في كل من هو وما هو مسلم، حتى صار المسلمون في أمريكا في نظر الأجهزة الرسمية أدنى مرتبة من السود والهسبان (ذوي الأصول الإسبانية ويقصدون بالتسمية الوافدين من أمريكا اللاتينية/ الجنوبية وعلى وجه الخصوص المكسيكيين).. المهم أن ست شهلا قررت التخلص من زوجها بحيلة قذرة تضمن لها الحق شرعا -وفق التعاليم الإسلامية- في الحصول على الطلاق، وما عناها أن تلك الحيلة التي تضمن الطلاق الشرعي تخالف الشرع والعرف وقواعد الأخلاق حتى عند الهكسوس والمجوس والهندوس، وما حدث هو أن شهلا هانم اتصلت بالمباحث الفيدرالية وبطريقة يهوذا الإسخريوطي التي تقول الأناجيل المعتمدة إنه من وشى بالمسيح عليه السلام، ليقبض عليه الجنود الرومان ويصلبوه، أومأت إليهم بأن الرجل الموجود داخل بيتها على صلة بالمجموعات الإرهابية التي تطاردها السلطات الأمريكية، وأنه ذو ميول «داعشية»، ولأن الزوج كان يحمل كافة مؤهلات الإرهابي لكونه عربيا ومسلما، فقد احتجزته الشرطة فترة طويلة سامته خلالها كافة صنوف الإذلال والجرجرة والسين التي بلا جيم مُقنعة، ثم اقتنعت السلطات الأمنية بأنه لم يطور قدراته الإرهابية الوراثية بدرجة تستوجب الاستمرار في اعتقاله.
أما أجمل ما في الموضوع فهو أن شهلا حلت محل زوجها في السجن بعد أن تم اعتقالها بتهمة البلاغ الكاذب وإزعاج السلطات وتضليل العدالة!! وهناك العديد من «المشاهيل» العرب من الجنسين، الذين انتقلوا إلى الغرب طلبا للقمة العيش أو الأمان من السجن أو الإعدام، ولكنهم فقدوا الأمن الداخلي، فانقلبت الزوجة على زوجها أو العكس، والابن على أبيه، ومن بين المآسي التي نجمت عن الاغتراب والاستغراب أن شابا من دولة عربية فقيرة كان يقيم في بريطانيا تزوج بقريبة له قروية لم يسبق لها التعامل بالكهرباء أو الاستحمام بالدوش، وفي لندن علمها الاستحمام في البانيو والأكل بالشوكة والسكين، وذهب بها إلى الكوافير حيث تم إعدام خلايا القمل التي كانت تعشش في رأسها، وفي غضون سنوات قليلة حسبت الزوجة أنها تلندنت أي صارت لندنية، وبعد أن حصلا على جوازات السفر البريطانية هاجر الزوج إلى دولة خليجية ليجمع مالا يعينه على تربية عياله الثلاثة، وأقنعته القروية المتحضرة بأنه من الأفضل أن تبقى هي مع العيال في لندن عشان الاديوكيشن (التعليم). ولاحظ صاحبنا أنه كلما عاد لزيارة عياله وجد نفورا من زوجته، إلى أن كانت ذات إجازة عاد فيها ليكتشف أن زوجته باعت البيت وانتقلت إلى بيت آخر، استدل عليه بعد جهد مضن.
وفي البيت الجديد فوجئ برجل أبيض يجلس بين عياله بملابسه الداخلية: من هذا يا بنت الناس؟ قالت: ماي بوي فريند. فتعامل معها بطريقة قروية، حيث غرز في عنقها وصدرها عدة سكاكين حتى هلكت، وانتهى به الأمر في السجن فترة ليست طويلة بعد أن وقف إلى جانبه عدد من المحامين المسلمين، وخرج من السجن فاقدا زوجته و.. .. .. عياله، لأن السلطات رأت أنه ليس أهلا لتربيتهم.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك