بيروت - (أ ف ب): قتل أكثر من 150 جنديا سوريا ومقاتلا من هيئة تحرير الشام وفصائل أخرى في اشتباكات عنيفة اندلعت بين الطرفين في شمال غرب البلاد، بحسب حصيلة جديدة للمرصد السوري لحقوق الإنسان أمس الخميس، في وقت أفادت وزارة الدفاع السورية من جهتها عن التصدي «لهجوم كبير» في ريفي حلب وإدلب. وأفاد المرصد عن ارتفاع عدد القتلى «خلال المعارك المستمرة منذ فجر الأربعاء» إلى 153، هم 80 من هيئة تحرير الشام، و19 من فصائل الجيش الوطني، و54 عنصرا من قوات الجيش السوري في الاشتباكات التي اندلعت بعد شنّ الهيئة وفصائل متحالفة معها «عملية عسكرية» منذ الأربعاء على مناطق النظام في حلب.
وتعدّ هذه المعارك التي تدور في ريفي إدلب وحلب «الأعنف» في المنطقة منذ سنوات، وفق المرصد، وتدور في مناطق تبعد قرابة 10 كيلومترات من أطراف مدينة حلب. وأشار المرصد إلى أن الفصائل تمكنت من تحقيق تقدّم في ريف حلب الغربي وريف إدلب الشرقي، حيث سيطرت على «قرى ذات أهمية استراتيجية لقربها من طريق حلب-دمشق الدولي» في محاولة لقطعه. وبحسب المرصد، سيطرت الفصائل على «قريتي داديخ وكفر بطيخ، إضافة إلى قرية الشيخ علي» في ريف إدلب الشرقي، وعلى قريتين في ريف حلب الغربي.
كذلك، قال المرصد إن الهيئة والفصائل الأخرى تمكّنت من «إحكام سيطرتها على قرية شابور قرب مدينة سراقب بريف إدلب الشرقي والدخول لأحد أحياء المدينة من الجهة الغربية» بعد «مواجهات عنيفة» مع الجيش السوري. وأفاد مراسل فرانس برس عن معارك عنيفة تدور منذ صباح الأربعاء شرق مدينة إدلب، ترافقت مع غارات جوية.
من جهتها، قالت وزارة الدفاع السورية إن هيئة تحرير الشام وفصائل أخرى موجودة في ريفي إدلب وحلب قامت «بشن هجوم كبير وعلى جبهة واسعة صباح يوم الأربعاء 27 / 11 /2024 بأعداد كبيرة من الإرهابيين وباستخدام الأسلحة المتوسطة والثقيلة مستهدفة القرى والبلدات الآمنة ونقاطنا العسكرية في تلك المناطق». وأضافت أن القوات السورية تصدّت للهجوم «الذي ما زال مستمرا حتى الآن».
وبالإضافة إلى «قصف مدفعي وصاروخي عنيف»، أفاد المرصد عن «غارات جوية» من «الطائرات الحربية الروسية» استهدفت خصوصا محيطة مدينة سرمين في إدلب. وتسيطر هيئة تحرير الشام مع فصائل معارضة أقل نفوذا على نحو نصف مساحة إدلب ومحيطها، وعلى مناطق متاخمة في محافظات حلب واللاذقية وحماة المجاورة. وشهدت جبهات ريف حلب في شمال سوريا هدوءا لأشهر طويلة قبل هذه المعارك.
ويسري في إدلب ومحيطها منذ السادس من مارس 2020 وقف لإطلاق النار أعلنته كل من موسكو الداعمة لدمشق، وأنقرة الداعمة للفصائل المعارضة، وأعقب هجوما واسعا شنّته قوات النظام بدعم روسي على مدى ثلاثة أشهر. وتشهد المنطقة بين الحين والآخر قصفا متبادلا تشنّه أطراف عدة، كما تتعرض لغارات من جانب دمشق وموسكو. وتشهد سوريا منذ عام 2011 نزاعا داميا تسبّب بمقتل أكثر من نصف مليون شخص وألحق دمارا هائلا بالبنى التحتية وأدى إلى نزوح وتشريد ملايين السكان داخل البلاد وخارجها.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك