العدد : ١٧١٠٦ - الأربعاء ٢٢ يناير ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٢ رجب ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧١٠٦ - الأربعاء ٢٢ يناير ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٢ رجب ١٤٤٦هـ

مقالات

العلاقات البحرينية العمانية

بقلم: المحامية د. هنادي عيسى الجودر

الأحد ١٩ يناير ٢٠٢٥ - 02:00

القراء‭ ‬الأعزاء،

من‭ ‬المعلوم‭ ‬بأن‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬لدول‭ ‬الخليجي‭ ‬العربي‭ ‬ترتبط‭ ‬تاريخيّاً‭ ‬وثقافيّاً‭ ‬واجتماعيّاً‭ ‬واقتصاديّاً‭ ‬ارتباطاً‭ ‬وثيقاً‭ ‬وتشترك‭ ‬في‭ ‬مصير‭ ‬واحد‭ ‬يقضي‭ ‬ديمومة‭ ‬حُسن‭ ‬العلاقات‭ ‬الخليجية‭ ‬حفاظاً‭ ‬على‭ ‬المصير‭ ‬المشترك‭ ‬بينها،‭ ‬فهي‭ ‬بحق‭ ‬مثل‭ ‬الجسد‭ ‬الواحد‭ ‬الذي‭ ‬تتداعى‭ ‬سائر‭ ‬أعضائه‭ ‬بالسهر‭ ‬والحمى‭ ‬إذا‭ ‬اشتكى‭ ‬عضو‭ ‬منه‭.‬

لذا‭ ‬يقوم‭ ‬تفاعل‭ ‬قادة‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬بدور‭ ‬فاعل‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬تعزيز‭ ‬هذه‭ ‬العلاقات،‭ ‬ضمن‭ ‬اللقاءات‭ ‬المختلفة‭ ‬والمتواصلة‭ ‬ضمن‭ ‬أجندات‭ ‬سنوية‭ ‬على‭ ‬مستويات‭ ‬القمة‭ ‬التي‭ ‬تعقد‭ ‬على‭ ‬أصعدة‭ ‬مختلفة،‭ ‬ولكن‭ ‬تبقى‭ ‬دائماً‭ ‬الزيارات‭ ‬بين‭ ‬قادة‭ ‬الدول‭ ‬هي‭ ‬أعلى‭ ‬مستويات‭ ‬هذه‭ ‬الزيارات،‭ ‬وفي‭ ‬مقدمتها‭ ‬زيارة‭ ‬الدولة‭. ‬

حيث‭ ‬تعتبر‭ ‬زيارة‭ ‬الدولة‭ ‬أهم‭ ‬صور‭ ‬الاتصالات‭ ‬الدولية‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬البروتوكول‭ ‬الدبلوماسي،‭ ‬هي‭ ‬الأعلى‭ ‬مستوى‭ ‬بين‭ ‬أنواع‭ ‬الزيارات‭ ‬التي‭ ‬تتم‭ ‬بين‭ ‬قادة‭ ‬الدول‭ ‬ورؤساء‭ ‬الحكومات،‭ ‬والتي‭ ‬تصاحبها‭ ‬مراسم‭ ‬خاصة،‭ ‬حيث‭ ‬تكون‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬دعوة‭ ‬رسمية‭ ‬من‭ ‬رئيس‭ ‬الدولة‭ ‬المضيفة‭ ‬لنظيره‭ ‬رئيس‭ ‬الدولة‭ ‬الزائر،‭ ‬فتصاحبها‭ ‬إجراءات‭ ‬شديدة‭ ‬الخصوصية‭ ‬والدقة‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬الضيافة‭ ‬والمراسم‭ ‬البروتوكولية‭ ‬ومقر‭ ‬الاستضافة‭.‬

وإن‭ ‬من‭ ‬اضاءات‭ ‬عام‭ ‬2025‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬يبدأ‭ ‬بزيارة‭ ‬دولة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم‭ ‬إلى‭ ‬أخيه‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬السلطان‭ ‬هيثم‭ ‬بن‭ ‬طارق‭ ‬آل‭ ‬سعيد‭ ‬المعظم،‭ ‬وهي‭ ‬زيارة‭ ‬مهمة‭ ‬على‭ ‬أصعدة‭ ‬مختلفة‭ ‬قد‭ ‬بانت‭ ‬جليّة‭ ‬في‭ ‬كلمة‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬وتمثلت‭ ‬في‭ ‬تناول‭ ‬العلاقات‭ ‬الثنائية‭ ‬الوثيقة‭ ‬وسبل‭ ‬دعم‭ ‬مسارات‭ ‬التعاون‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬الوطيد‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المجالات،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬مجريات‭ ‬الأحداث‭ ‬والتطورات‭ ‬الدائرة‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الراهن‭ ‬على‭ ‬الساحتين‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية،‭ ‬ومن‭ ‬منطلق‭ ‬الايمان‭ ‬بالأثر‭ ‬الذي‭ ‬قد‭ ‬يحققه‭ ‬التعاون‭ ‬الثنائي‭ ‬بين‭ ‬الدولتين‭ ‬من‭ ‬تطور‭ ‬ونمو‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المجالات،‭ ‬وتعزيز‭ ‬الروابط‭ ‬المشتركة‭ ‬والمصالح‭ ‬المتبادلة‭ ‬وصولاً‭ ‬إلى‭ ‬تحقيق‭ ‬الخير‭ ‬والنفع‭ ‬للبلدين‭ ‬والشعبين‭ ‬الشقيقين‭.‬

ومن‭ ‬بشائر‭ ‬خير‭ ‬زيارة‭ ‬الدولة‭ ‬تلك،‭ ‬والتي‭ ‬تعتبر‭ ‬حراكا‭ ‬خليجيا‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬قيادات‭ ‬الدولتين،‭ ‬أنها‭ ‬قد‭ ‬تقاطعت‭ ‬مع‭ ‬اعلان‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬بين‭ ‬إسرائيل‭ ‬وحركة‭ ‬حماس‭ ‬والذي‭ ‬يدخل‭ ‬دخول‭ ‬اتفاق‭ ‬حيز‭ ‬النفاذ‭ ‬اليوم‭ ‬الاحد‭ ‬19‭ ‬يناير،‭ ‬ولا‭ ‬سيما‭ ‬وأن‭ ‬موضوع‭ ‬الأوضاع‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية‭ ‬كانت‭ ‬من‭ ‬المواضيع‭ ‬المطروحة‭ ‬في‭ ‬اجتماعات‭ ‬العاهلين‭.‬

وبجانب‭ ‬ما‭ ‬اسفرت‭ ‬عنه‭ ‬الزيارة‭ ‬من‭ ‬توافقات‭ ‬على‭ ‬أصعدة‭ ‬مختلفة‭ ‬فإن‭ ‬الزيارة‭ ‬الملكية‭ ‬قد‭ ‬أسهمت‭ ‬أيضاً‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬الاجتماعي‭ ‬وازدياد‭ ‬تقارب‭ ‬الشعبين‭ ‬البحريني‭ ‬والعماني،‭ ‬الذين‭ ‬يتشابهان‭ ‬كثيراً‭ ‬في‭ ‬سماتهم‭ ‬وطباعهم،‭ ‬وتوطيد‭ ‬علاقاتهما‭ ‬وهي‭ ‬علاقة‭ ‬وثيقة‭ ‬ازدادت‭ ‬عمقاً،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أظهرت‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬حجم‭ ‬الاحتفاء‭ ‬والترحيب‭ ‬الشعبي‭ ‬بهذه‭ ‬الزيارة‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬شعب‭ ‬البحرين‭ ‬والشعب‭ ‬العماني‭. ‬

 

Hanadi‭_‬aljowder@hotmail‭.‬com

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا