مقال رئيس التحرير
أنـــور عبدالرحمــــــن
رسالة طمأنة وأمل وثقة
البحرين أمة فتية، ودعم وتمكين الشباب هو أحد المقومات الأساسية التي تقوم عليها رؤية القيادة في تحقيق التنمية المستدامة لمجتمعنا من خلال إنتاج قيادات قادرة على الإبداع والابتكار في مواجهة التحديات المختلفة، وهو أحد المخرجات الأساسية التي تتبناها رؤية البحرين الاقتصادية 2030.
لقاء صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء مع منتسبي وخريجي برنامج رئيس مجلس الوزراء لتنمية الكوادر الحكومية أتاح لنا المجال لنطمئن على مستقبل هذا البلد من خلال تجمع لما يمكن أن أسميهم قادة المستقبل في البحرين؛ لأن هذا البرنامج الرائد على مستوى المنطقة وفر للمشاركين فيه منذ عام 2015 كل الإمكانيات اللازمة لتعزيز وتطوير رأس المال البشري المؤهل المبدع والمبتكر لقيادة عملية التنمية في المجتمع، لتحقيق التأثير وخلق مستقبل أفضل، في ظل التغيرات الاقتصادية والتكنولوجية والبيئية على مستوى العالم.
وجاءت كلمات سموه لمنتسبي البرنامج بأنهم يمثلون عمق فريق البحرين الواحد لتعكس الثقة الكبيرة في شبابنا القادر على حمل المسؤولية وتبني المبادرات والحلول المستدامة وتحقيق التميز. ومن المعروف أن التميز يُصنَع ولا يُوهَب؛ فالتميز نتاج رحلة مستمرة من العمل المؤسسي الجاد المبني على التخطيط السليم وفق رؤية صائبة وأهداف واضحة، وهذا ينطبق على برنامج تنمية الكوادر الحكومية الذي تم إعداده بفضل رؤية قائد يثق في قدرات أبنائه، ويؤكد رغبته في استدامة الاستفادة من الطاقات الإبداعية لهم، من خلال ابتكار وسائل متطورة وسباقة لتأهيلهم، وتحفيزهم على المشاركة الفاعلة في محيطهم المجتمعي. ولعل مسابقة الابتكار الحكومي «فكرة» هي أيضا وسيلة أخرى لاكتشاف المواهب داخل المنظومة الرسمية.
ومما يثلج الصدر هو تعيين 14 من خريجي البرنامج في عدد من المناصب التنفيذية بالوزارات والجهات الحكومية المختلفة، وهو ما يحمل رسالة طمأنة وأمل وثقة في المستقبل من خلال خلق وتكوين كوادر وطنية قادرة على تحمل مسؤوليات قيادية في مختلف مسارات العمل الحكومي.
وكان سمو ولي العهد رئيس الوزراء في منتهى الصراحة وهو يقول «إننا نعيش في عالم لا مكان فيه لغير التميز والإبداع»، وهو بذلك يضع الكرة في ملعب شبابنا وبناتنا من أجل خوض غمار تحديات المستقبل وهم مسلحون بالمقومات المطلوبة له. ومن الرائع أن رأس الحكومة لا يترك شباب الأمة وحيدا في هذا السباق، ولكن يوفر لهم الفرص اللازمة للتأهيل الجيد من خلال مبادرات نوعية مثل برنامج تنمية الكوادر الحكومية.
انخراط هذا العدد الكبير من الشباب والشابات على مدار السنوات الثماني الماضية يعكس ما يمتلكونه من عزم وشغف وحب التحدي وعشق الإنجاز، في تطويع التحديات وتحويلها إلى قصص نجاح؛ لتكون دافعا لمواصلة التطوير وبناء مستقبل زاهر للبحرين.
إننا نؤمن بأن الثروة البشرية هي ثروة البلاد غير الناضبة، وأن الإنسان أغلى ما نملك، وأن نهضة الأمم وحضارتها لا تبنى إلا بسواعد وعقول أبنائها، وفي ظل متغيرات اقتصادية وتكنولوجية وبيئية عالمية والحاجة الملحة إلى كفاءات تعمل وتنافس بمستوى دولي. ولدينا نماذج بحرينية براقة حققوا إنجازات مشهودة على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي.
إن برنامج تنمية الكوادر الحكومية نجح في إنشاء قاعدة قوية وغنية من الكفاءات الشبابية المؤهلة للعمل الإداري والمجتمعي بالدولة، من خلال اطلاعها على أحدث نظريات الإدارة والتخطيط العلمي والعملي، وزيادة قدرتها على تطبيق الأساليب الحديثة لمواجهة التحديات، كما أسهم في خلق كوادر وطنية قيادية تشارك في التطوير والتنمية من أجل نهضة المملكة.
والمتابع للبرنامج يجد أنه تم تصميمه لقياس قدرات الشباب على التحمل والجلد؛ إذ يقوم على انتداب الكفاءات البحرينية الشابة والمتميزة من الجهات الحكومية مدة عام واحد إلى مكتب رئيس مجلس الوزراء وتدريبهم على مستوى عالٍ في طرق البحث والتحليل والقيادة بما يخدم عملهم الأساسي في جهاتهم الحكومية الأصلية، ويشترط أن يكون المتقدم على استعداد كامل للعمل بنظام النوبات الصباحية والمسائية وخلال العطل.
ويهدف البرنامج إلى تعريف المشاركين فيه من قرب على آلية صنع وتنفيذ السياسات والبرامج الحكومية من خلال عملهم بشكل مباشر مع عدد من المسؤولين وصناع القرار.
كل عام يتم تخريج نخبة من الشباب الذين يتميزون بسمات قيادية ليعودوا إلى مواقع عملهم حاملين ما يثرون به عطاءهم وأداءهم، وليعطوا الأثر الإيجابي في مختلف قطاعات العمل الحكومي.
هذا البرنامج مبادرة بحرينية خالصة، تضاف إلى سلسلة المبادرات والإنجازات التي تدعو كل بحريني وبحرينية إلى الفخر بنجاحات هذا البلد، ويعزز الثقة في المستقبل المبني على المنهجية العلمية الحديثة في تطوير وتأهيل كوادره وقياداته في شتى المواقع.
أختتم حديثي وأقول لشبابنا: تمسكوا بأحلامكم وطموحاتكم لأنكم أمل الغد المشرق، وأدعو كل الجهات الحكومية إلى استثمار هذه القيادات الشابة في مختلف المجالات من أجل التخلص من تعقيدات الروتين الحكومي، من خلال الاستفادة من الروح الإبداعية التي يمتلكها الشباب.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك