العدد : ١٧٠٤٤ - الخميس ٢١ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٤ - الخميس ٢١ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

مقال رئيس التحرير

أنـــور عبدالرحمــــــن

ولادة الأمـــــل مــــن رحـــم الألــــم

مع‭ ‬كل‭ ‬الاختلافات‭ ‬الموجودة‭ ‬بين‭ ‬العقول‭ ‬عن‭ ‬7‭ ‬أكتوبر‭ ‬2023،‭ ‬وهل‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬كان‭ ‬خطأ‭ ‬أم‭ ‬واجبا؟‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬ندرك‭ ‬أن‭ ‬صراعات‭ ‬الأمم‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬الممكن‭ ‬نقاشها‭ ‬في‭ ‬أوانها،‭ ‬بل‭ ‬تُقيَّم‭ ‬بعد‭ ‬مرور‭ ‬الزمن‭.‬

من‭ ‬دون‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬7‭ ‬أكتوبر‭ ‬والنتائج‭ ‬التي‭ ‬أدت‭ ‬إليها‭ ‬والحصيلة‭ ‬غير‭ ‬النهائية‭ ‬حتى‭ ‬الآن،‭ ‬كلها‭ ‬مفاجآت،‭ ‬ولكن‭ ‬الحقيقة‭ ‬التي‭ ‬رأيناها‭ ‬هي‭ ‬أن‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬التي‭ ‬كادت‭ ‬تكون‭ ‬في‭ ‬طي‭ ‬النسيان‭ ‬جاء‭ ‬7‭ ‬أكتوبر‭ ‬ليعطي‭ ‬ميلادا‭ ‬جديدا‭ ‬لهيبة‭ ‬وحجم‭ ‬النضال‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬ليس‭ ‬عند‭ ‬العرب‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬لأول‭ ‬مرة‭ ‬عند‭ ‬العالم‭ ‬كله‭ ‬وخصوصا‭ ‬الغربي‭ ‬منه‭.‬

للمرة‭ ‬الأولى‭ ‬يقف‭ ‬بعض‭ ‬اليهود‭ ‬البريطانيين‭ ‬والأمريكيين‭ ‬مع‭ ‬قضية‭ ‬فلسطين‭.‬

وبلغة‭ ‬مُبسطة،‭ ‬أستطيع‭ ‬أن‭ ‬أقول‭ ‬إن‭ ‬7‭ ‬أكتوبر‭ ‬وفّر‭ ‬للفلسطينيين‭ ‬امتلاك‭ ‬ما‭ ‬يشبه‭ ‬جهاز‭ ‬XRAY‭ ‬الذي‭ ‬يساعد‭ ‬الطبيب‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يرى‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬داخل‭ ‬جسم‭ ‬الإنسان،‭ ‬ونحن‭ ‬المراقبون‭ ‬رأينا‭ ‬الجسم‭ ‬الفلسطيني‭ ‬بكل‭ ‬علاته‭ ‬وآلامه‭ ‬ومعاناته‭.‬

وما‭ ‬أقوله‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬صادمًا‭ ‬للبعض،‭ ‬ولكنني‭ ‬أرى‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬نحتاج‭ ‬إليه‭ ‬ليس‭ ‬تقوية‭ ‬جيوشنا؛‭ ‬لأننا‭ ‬لن‭ ‬نستطيع‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬حرب‭ ‬ضد‭ ‬إسرائيل‭ ‬أن‭ ‬ننتصر‭ ‬بالسلاح‭ ‬بسبب‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬المؤيدة‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬وأي‭ ‬شيء،‭ ‬وخصوصًا‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬إلا‭ ‬أننا‭ ‬رأينا‭ ‬بأعيننا‭ ‬حقائق‭ ‬الوضع‭ ‬الفلسطيني‭. ‬ما‭ ‬نحتاج‭ ‬إليه‭ ‬هو‭ ‬التزامنا‭ ‬أولا،‭ ‬وإخلاصنا‭ ‬لهذه‭ ‬القضية‭ ‬وتجنيد‭ ‬إمكانياتنا‭ ‬الفكرية‭ ‬والإعلامية‭ ‬وحتى‭ ‬أطفالنا‭ ‬لهذه‭ ‬المواجهة؛‭ ‬لأن‭ ‬هذا‭ ‬الجيل‭ ‬يمتلك‭ ‬أقوى‭ ‬سلاح‭ ‬بين‭ ‬أيديهم‭ ‬وهو‭ ‬‮«‬الاتصالات‮»‬‭ ‬عبر‭ ‬تواصلهم‭ ‬مع‭ ‬من‭ ‬هم‭ ‬في‭ ‬سنهم‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬دول‭ ‬العالم،‭ ‬وخصوصا‭ ‬أن‭ ‬معظم‭ ‬أبنائنا‭ ‬في‭ ‬عمر‭ ‬الـ15‭ ‬سنة‭ ‬فما‭ ‬فوق‭ ‬يجيدون‭ ‬مخاطبة‭ ‬الغرب‭ ‬بلغتهم،‭ ‬ولا‭ ‬أبالغ‭ ‬حين‭ ‬أقول‭ ‬أدق‭ ‬منهم‭ ‬في‭ ‬أحيان‭ ‬كثيرة،‭ ‬وكذلك‭ ‬تجنيد‭ ‬المثقفين‭ ‬في‭ ‬خلق‭ ‬صداقات‭ ‬مع‭ ‬نظرائهم‭ ‬لإعطائهم‭ ‬المعلومات‭ ‬اليومية،‭ ‬وليس‭ ‬في‭ ‬المناسبات‭ ‬فقط‭ ‬عن‭ ‬رؤيتنا‭ ‬للصراعات،‭ ‬وهذه‭ ‬المعلومات‭ ‬ميسّرة‭ ‬في‭ ‬الجرائد‭ ‬وكل‭ ‬ما‭ ‬عليهم‭ ‬هو‭ ‬نقل‭ ‬الخبر‭ ‬إلى‭ ‬الطرف‭ ‬الآخر‭.‬

ما‭ ‬نحتاج‭ ‬إليه‭ ‬من‭ ‬المتمكنين‭ ‬أيضا‭ ‬هو‭ ‬الإسهام‭ ‬الفاعل‭ ‬في‭ ‬مراكز‭ ‬الإعلام‭ ‬والبحوث‭ ‬الغربية،‭ ‬وبعضها‭ ‬معروض‭ ‬للبيع‭ ‬فعليا‭.‬

وعلينا‭ ‬أن‭ ‬نفعل‭ ‬دور‭ ‬مراكز‭ ‬البحوث‭ ‬والفكر‭ ‬العربية‭ ‬لكي‭ ‬تصل‭ ‬بشكل‭ ‬مؤثر‭ ‬في‭ ‬مناقشات‭ ‬مراكز‭ ‬الفكر‭ ‬الغربية‭ ‬لعرض‭ ‬الرؤية‭ ‬العربية‭ ‬للأوضاع‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬والعالم،‭ ‬والتخلي‭ ‬عن‭ ‬دور‭ ‬المتلقي‭ ‬فقط،‭ ‬وأن‭ ‬يلعبوا‭ ‬دورا‭ ‬مؤثرا‭ ‬ومشاركا‭ ‬في‭ ‬صناعة‭ ‬القرار‭ ‬الغربي‭ ‬أسوة‭ ‬بالتجارب‭ ‬اليهودية‭ ‬والإيرانية‭ ‬في‭ ‬الغرب‭.‬

فلسطين‭.. ‬جرح‭ ‬الإنسانية‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬ولن‭ ‬يلتئم‭ ‬أبدا،‭ ‬وستبقى‭ ‬ندبته‭ ‬أثرا‭ ‬غائرا‭ ‬في‭ ‬جبينها‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬تُعاد‭ ‬الحقوق‭ ‬لأصحاب‭ ‬الأرض‭ ‬الأصليين،‭ ‬وما‭ ‬دام‭ ‬هناك‭ ‬قلب‭ ‬ينبض‭ ‬بين‭ ‬ضلوع‭ ‬أي‭ ‬عربي‭ ‬أو‭ ‬مسلم‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الكوكب،‭ ‬وستبقى‭ ‬أمانة‭ ‬في‭ ‬عنق‭ ‬كل‭ ‬حرّ‭ ‬من‭ ‬أحرار‭ ‬العالم‭ ‬يأبى‭ ‬أن‭ ‬يسود‭ ‬الظلم‭.‬

إن‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬فلسطين‭ ‬هو‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬أكبر‭ ‬جريمة‭ ‬تزوير‭ ‬للتاريخ‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬الزمن،‭ ‬تلك‭ ‬الجريمة‭ ‬التي‭ ‬ارتكبها‭ ‬الاستعمار‭ ‬في‭ ‬الأراضي‭ ‬العربية،‭ ‬وحاول‭ ‬تكريسها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ترديد‭ ‬الأكاذيب،‭ ‬عبر‭ ‬ادعاء‭ ‬أن‭ ‬فلسطين‭ ‬أرضٌ‭ ‬بلا‭ ‬شعب،‭ ‬وصولا‭ ‬إلى‭ ‬وعد‭ ‬بلفور‭ ‬المشؤوم‭ ‬في‭ ‬1917،‭ ‬الذي‭ ‬يعكس‭ ‬حقيقة‭ ‬عبارة‭ ‬‮«‬أعطى‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يملك‭ ‬لمن‭ ‬لا‭ ‬يستحق‮»‬‭.‬

ومنذ‭ ‬ذلك‭ ‬الوعد‭ ‬ظهر‭ ‬العجز‭ ‬العربي‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬اغتصاب‭ ‬الأرض‭ ‬العربية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ولادة‭ ‬عبارات‭ ‬التنديد‭ ‬والسخط‭ ‬الجوفاء‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬التحرك‭ ‬الإيجابي‭ ‬الفعّال‭ ‬في‭ ‬مقابل‭ ‬اندفاع‭ ‬اليهود‭ ‬نحو‭ ‬الهجرة‭ ‬إلى‭ ‬الأراضي‭ ‬الفلسطينية‭ ‬في‭ ‬دفعات‭ ‬كبيرة،‭ ‬والاستيلاء‭ ‬على‭ ‬أراضي‭ ‬‮«‬فلسطين‭ ‬التاريخية‮»‬‭.‬

وشهد‭ ‬القرن‭ ‬العشرون‭ ‬توالي‭ ‬المواجهات‭ ‬العربية‭ ‬مع‭ ‬الصهيونية‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬العمل‭ ‬العربي‭ ‬الحقيقي‭ ‬على‭ ‬امتلاك‭ ‬مقومات‭ ‬العصر‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المواجهات،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬تخطيط‭ ‬استراتيجي‭ ‬طويل‭ ‬الأجل‭ ‬من‭ ‬الاحتلال‭ ‬لفرض‭ ‬سياسة‭ ‬الأمر‭ ‬الواقع‭ ‬على‭ ‬الأراضي‭ ‬المحتلة،‭ ‬مع‭ ‬تغير‭ ‬وجوه‭ ‬القوى‭ ‬الاستعمارية،‭ ‬فالولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬حلت‭ ‬محل‭ ‬بريطانيا‭.‬

ووصلنا‭ ‬إلى‭ ‬القرن‭ ‬الحادي‭ ‬والعشرين،‭ ‬وانكبت‭ ‬كل‭ ‬دولة‭ ‬عربية‭ ‬على‭ ‬أزماتها‭ ‬الداخلية‭ ‬المفتعلة‭ ‬بأيدٍ‭ ‬خارجية‭ ‬عنها،‭ ‬التي‭ ‬صدّرت‭ ‬لنا‭ ‬المشكلات‭ ‬تارة‭ ‬بدعوى‭ ‬الحرب‭ ‬على‭ ‬الإرهاب،‭ ‬وتارة‭ ‬بدعوى‭ ‬إقامة‭ ‬الديمقراطية،‭ ‬وتارة‭ ‬أخرى‭ ‬بدعوى‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬لتصرف‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭ ‬عن‭ ‬أهم‭ ‬قضاياه،‭ ‬وهي‭ ‬فلسطين‭.‬

أقول‭ ‬ذلك‭ ‬وأنا‭ ‬لست‭ ‬من‭ ‬هواة‭ ‬جلد‭ ‬الذات،‭ ‬لكني‭ ‬أضع‭ ‬الحقائق‭ ‬مجردة‭ ‬أمام‭ ‬القرّاء،‭ ‬لأن‭ ‬التشخيص‭ ‬الحقيقي‭ ‬للواقع‭ ‬هو‭ ‬أول‭ ‬الطريق‭ ‬الصحيح‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬العلاج‭.‬

العالم‭ ‬منشغل‭ ‬حاليا‭ ‬في‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬إجابة‭ ‬عن‭ ‬سؤال،‭ ‬ماذا‭ ‬بعد‭ ‬الحرب؟

ومن‭ ‬هذا‭ ‬المنطلق‭ ‬أؤكد‭ ‬أن‭ ‬الإجابة‭ ‬عن‭ ‬السؤال‭ ‬تتطلب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬تحرك‭ ‬فلسطيني‭ ‬عربي‭ ‬متكامل‭ ‬نطور‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬أدواتنا‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المواجهة‭ ‬المكتوبة‭ ‬علينا،‭ ‬وأن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬نوعٌ‭ ‬من‭ ‬التعمق‭ ‬الموضوعي‭ ‬في‭ ‬رؤية‭ ‬الواقع‭ ‬المُعاش‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬دراسة‭ ‬متأنية‭ ‬للماضي،‭ ‬مع‭ ‬وضع‭ ‬تصورات‭ ‬منطقية‭ ‬وواقعية‭ ‬للمستقبل‭.‬

إن‭ ‬السابع‭ ‬من‭ ‬أكتوبر‭ ‬شكل‭ ‬منعطفا‭ ‬مفصليا‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬يجب‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬المراكز‭ ‬البحثية‭ ‬والأكاديمية‭ ‬والعسكرية‭ ‬والسياسية‭ ‬أن‭ ‬تدرسه‭ ‬بعمق،‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬تحليلات‭ ‬استراتيجية‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تستفيد‭ ‬منها‭ ‬المكونات‭ ‬الفلسطينية‭ ‬أولا،‭ ‬ثم‭ ‬المنظومات‭ ‬الإقليمية‭ ‬الخليجية‭ ‬والعربية،‭ ‬وصولا‭ ‬إلى‭ ‬المؤسسات‭ ‬الدولية‭ ‬التي‭ ‬تكاد‭ ‬تلفظ‭ ‬أنفاسها‭ ‬الأخيرة،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬فشل‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬الصراعات‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭.‬

الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬هو‭ ‬جريمة‭ ‬العالم‭ ‬الغربي‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تُغتَفر،‭ ‬قام‭ ‬في‭ ‬أساسه‭ ‬على‭ ‬نقل‭ ‬كتلة‭ ‬بشرية‭ ‬من‭ ‬العالم‭ ‬الغربي‭ ‬إلى‭ ‬فلسطين؛‭ ‬بحيث‭ ‬تحل‭ ‬الكتلة‭ ‬المُهَجَّرة‭ ‬محل‭ ‬سكان‭ ‬البلد‭ ‬الأصليين،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ارتكاب‭ ‬جرائم‭ ‬الإبادة‭ ‬على‭ ‬أيادي‭ ‬القوى‭ ‬الاستيطانية،‭ ‬ذلك‭ ‬الوحش‭ ‬الذي‭ ‬استُخدم‭ ‬من‭ ‬بداية‭ ‬الصراع‭ ‬إلى‭ ‬اليوم‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إشعال‭ ‬الحرب،‭ ‬ونسف‭ ‬أي‭ ‬أمل‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬الآمنة‭ ‬للفلسطينيين‭.‬

إنني‭ ‬لن‭ ‬أصبَّ‭ ‬اللعنات‭ ‬على‭ ‬الغرب‭ ‬لأبرّئ‭ ‬الساحة‭ ‬العربية‭ ‬من‭ ‬الاعتراف‭ ‬بالأخطاء‭ ‬التي‭ ‬ارتُكبت‭ ‬في‭ ‬حق‭ ‬فلسطين؛‭ ‬لأن‭ ‬ما‭ ‬يعيب‭ ‬الفكر‭ ‬العربي‭ ‬في‭ ‬العصر‭ ‬الحديث‭ ‬هو‭ ‬غياب‭ ‬عملية‭ ‬التقييم‭ ‬الموضوعي‭ ‬لآلياته‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الحقب‭ ‬التي‭ ‬مرت‭ ‬عليه،‭ ‬واختزال‭ ‬الأفكار‭ ‬في‭ ‬الأشخاص‭ ‬والزعامات‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬التفكير‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬الطويل‭ ‬الأجل‭ ‬لمشاريعه،‭ ‬سواء‭ ‬السياسية‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬التنموية‭.‬

وقد‭ ‬سقط‭ ‬الفكر‭ ‬العربي‭ ‬في‭ ‬إشكالية‭ ‬الاصطلاحات‭ ‬التي‭ ‬تفرضها‭ ‬الثقافة‭ ‬الغربية‭ ‬في‭ ‬التعاطي‭ ‬مع‭ ‬معطيات‭ ‬كل‭ ‬مراحل‭ ‬التطور،‭ ‬حتى‭ ‬باتت‭ ‬أجندة‭ ‬كل‭ ‬مرحلة‭ ‬مرتبطة‭ ‬بالأطر‭ ‬والمحددات‭ ‬التي‭ ‬تفرضها‭ ‬الرؤية‭ ‬الغربية،‭ ‬بداية‭ ‬من‭ ‬تصنيفات‭ ‬المجتمعات‭ ‬الرجعية‭ ‬والتقدمية‭ ‬مرورا‭ ‬بالانحيازات‭ ‬الشرقية‭ ‬والغربية،‭ ‬وصولا‭ ‬إلى‭ ‬العالم‭ ‬المتقدم‭ ‬والعالم‭ ‬الثالث‭.‬

وما‭ ‬واكب‭ ‬هذه‭ ‬المصطلحات‭ ‬من‭ ‬محاولات‭ ‬لتغيير‭ ‬في‭ ‬الهوية‭ ‬الفكرية‭ ‬للمنطقة‭ ‬وتحويل‭ ‬شعوبها‭ ‬إلى‭ ‬التبعية‭ ‬لكل‭ ‬ما‭ ‬ينتجه‭ ‬الغرب،‭ ‬ليس‭ ‬استهلاكيا‭ ‬فحسب‭ ‬لكن‭ ‬فكريا‭ ‬أيضا،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬ترك‭ ‬أثره‭ ‬جليا‭ ‬في‭ ‬أنماط‭ ‬نخبوية‭ ‬عديدة‭ ‬أسهمت‭ ‬في‭ ‬توجيه‭ ‬دفة‭ ‬صناعة‭ ‬القرار‭ ‬في‭ ‬منطقتنا‭.‬

إن‭ ‬صراع‭ ‬الحضارات‭ ‬هو‭ ‬أمرٌ‭ ‬شهده‭ ‬التاريخ‭ ‬الإنساني‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬آلاف‭ ‬السنين‭ ‬الماضية،‭ ‬ورغم‭ ‬أننا‭ ‬كنا‭ ‬ننشد‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬مرحلة‭ ‬الحوار‭ ‬بين‭ ‬الحضارات‭ ‬فإن‭ ‬هناك‭ ‬عقبات‭ ‬تقف‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬حقبة‭ ‬تاريخية‭ ‬تعيق‭ ‬هذا‭ ‬الحوار‭.‬

لا‭ ‬بد‭ ‬هنا‭ ‬من‭ ‬التدقيق‭ ‬في‭ ‬الطرف‭ ‬الفلسطيني‭ ‬في‭ ‬الصراع،‭ ‬الذي‭ ‬سقط‭ ‬بعد‭ ‬وفاة‭ ‬زعيمه‭ ‬ياسر‭ ‬عرفات‭ ‬في‭ ‬براثن‭ ‬الانقسام‭ ‬ولم‭ ‬يخرج‭ ‬منه‭ ‬إلى‭ ‬اليوم،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬استقطاب‭ ‬حاد‭ ‬شرَخ‭ ‬الصف‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬يبحث‭ ‬عنه‭ ‬ويغذيه‭ ‬الاحتلال‭ ‬بجواسيسه‭ ‬تارة،‭ ‬وباختراقاته‭ ‬تارة‭ ‬أخرى‭.‬

وكادت‭ ‬حماس‭ ‬تسقط‭ ‬في‭ ‬خطأ‭ ‬تاريخي‭ ‬جديد‭ ‬ايضا،‭ ‬عندما‭ ‬أعلنت‭ ‬إيران‭ ‬على‭ ‬لسان‭ ‬المتحدث‭ ‬باسم‭ ‬الحرس‭ ‬الثوري‭ ‬الإيراني‭ ‬أن‭ ‬عملية‭ ‬طوفان‭ ‬الأقصى‭ ‬كانت‭ ‬ردًّا‭ ‬على‭ ‬مقتل‭ ‬قاسم‭ ‬سليماني،‭ ‬وهو‭ ‬تصريح‭ ‬خطير‭ ‬يعيد‭ ‬القضية‭ ‬إلى‭ ‬مربع‭ ‬الاستقطابات‭ ‬الفاشلة‭ ‬التي‭ ‬سقطت‭ ‬فيها‭ ‬الفصائل‭ ‬الفلسطينية‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية‭.‬

وحسنًا‭ ‬فعلت‭ ‬حماس‭ ‬بالمسارعة‭ ‬بنفي‭ ‬تصريحات‭ ‬الحرس‭ ‬الثوري‭ ‬الإيراني‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬بمثابة‭ ‬طوق‭ ‬النجاة‭ ‬الذي‭ ‬تبحث‭ ‬عنه‭ ‬إسرائيل‭ ‬للخروج‭ ‬من‭ ‬مستنقع‭ ‬حرب‭ ‬الإبادة‭ ‬التي‭ ‬تمارسها‭.‬

ورغم‭ ‬الألم‭ ‬الذي‭ ‬يعتصر‭ ‬القلب‭ ‬جرّاء‭ ‬سقوط‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬30‭ ‬ألف‭ ‬شهيد‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الحرب‭ ‬الشعواء،‭ ‬فإن‭ ‬الانتصار‭ ‬الإعلامي‭ ‬للقضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬يُعد‭ ‬المكتسب‭ ‬الأهم‭ ‬لها؛‭ ‬إذ‭ ‬سقطت‭ ‬الأقنعة‭ ‬المزيفة‭ ‬خلال‭ ‬الأيام‭ ‬التي‭ ‬تربو‭ ‬على‭ ‬المائة‭ ‬يوم‭ ‬من‭ ‬الحرب‭.‬

الفلسطينيون‭ ‬فشلوا‭ ‬في‭ ‬تسويق‭ ‬قضيتهم‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬75‭ ‬عاما،‭ ‬رغم‭ ‬مئات‭ ‬المجازر‭ ‬التي‭ ‬ارتكبها‭ ‬الاحتلال‭ ‬في‭ ‬حقهم،‭ ‬ولكن‭ ‬غابت‭ ‬عنهم‭ ‬القدرة‭ ‬عن‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬قضيتهم‭ ‬العادلة؛‭ ‬بسبب‭ ‬ضعف‭ ‬الإمكانات،‭ ‬وبسبب‭ ‬غياب‭ ‬أدوات‭ ‬التأثير،‭ ‬أو‭ ‬بسبب‭ ‬سيطرة‭ ‬الطرف‭ ‬الآخر‭ ‬على‭ ‬مقومات‭ ‬التأثير‭ ‬في‭ ‬الشارع‭ ‬الغربي‭ ‬سواءٌ‭ ‬إعلاميا‭ ‬أو‭ ‬فكريا‭.‬

وفي‭ ‬القرن‭ ‬الحادي‭ ‬والعشرين،‭ ‬وفي‭ ‬ظل‭ ‬ثورة‭ ‬الاتصالات‭ ‬التي‭ ‬نعيشها‭ ‬جميعا،‭ ‬انقلب‭ ‬السحر‭ ‬على‭ ‬الساحر،‭ ‬وفشل‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬في‭ ‬ترويج‭ ‬أكاذيبه‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬على‭ ‬العالم،‭ ‬رغم‭ ‬محاولاته‭ ‬المضنية‭ ‬لاختلاق‭ ‬القصص‭ ‬المفبركة‭ ‬لتبرير‭ ‬جرائمه،‭ ‬إذ‭ ‬رأينا‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬أيام‭ ‬الحرب‭ ‬مئات‭ ‬المظاهرات‭ ‬والمسيّرات‭ ‬التي‭ ‬تجوب‭ ‬شوارع‭ ‬أوروبا‭ ‬وأمريكا‭ ‬للتنديد‭ ‬بما‭ ‬تقوم‭ ‬به‭ ‬إسرائيل‭ ‬بحق‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬الأعزل‭.‬

وشهدنا‭ ‬جميعا‭ ‬كيف‭ ‬أُجبِرت‭ ‬قنوات‭ ‬إخبارية‭ ‬أمريكية‭ ‬وأوروبية‭ ‬على‭ ‬تخفيف‭ ‬حدة‭ ‬انحيازها‭ ‬لإسرائيل‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬تفقد‭ ‬مصداقيتها‭ ‬في‭ ‬عيون‭ ‬متابعيها‭.‬

وهنا‭ ‬أيضا‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬أن‭ ‬أؤكد‭ ‬أن‭ ‬التفاعل‭ ‬الغربي‭ ‬مع‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬بسبب‭ ‬قوة‭ ‬الإعلام‭ ‬العربي‭ ‬أو‭ ‬اللوبي‭ ‬العربي‭ ‬لدى‭ ‬الغرب،‭ ‬ولكن‭ ‬الفضل‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬يعود‭ ‬إلى‭ ‬وسائط‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬التي‭ ‬لعبت‭ ‬دورًا‭ ‬مؤثرًا‭ ‬في‭ ‬فضح‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬وجرائمه‭.‬

ومن‭ ‬هذا‭ ‬المنطلق‭ ‬يجب‭ ‬على‭ ‬الإعلام‭ ‬العربي‭ ‬والفلسطيني‭ ‬أن‭ ‬يُطور‭ ‬أدواته‭ ‬وأن‭ ‬يكون‭ ‬قادرا‭ ‬على‭ ‬التغلغل‭ ‬في‭ ‬الأوساط‭ ‬الغربية،‭ ‬وأن‭ ‬يتحدث‭ ‬بلغة‭ ‬العصر‭ ‬حتى‭ ‬يكون‭ ‬أكثر‭ ‬انتشارا‭ ‬وتأثيرا‭ ‬في‭ ‬الشارع‭ ‬الغربي،‭ ‬وهذا‭ ‬جهدٌ‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬عمل‭ ‬مؤسسي‭ ‬عربي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تضطلع‭ ‬به‭ ‬المنظمات‭ ‬الإقليمية‭ ‬العربية‭ ‬التي‭ ‬مازالت‭ ‬تستخدم‭ ‬نفس‭ ‬أدبيات‭ ‬العصر‭ ‬القديم‭ ‬في‭ ‬التواصل‭ ‬مع‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭.‬

من‭ ‬بين‭ ‬رحم‭ ‬الألم‭ ‬يولد‭ ‬الأمل،‭ ‬ونحن‭ ‬مقبلون‭ ‬على‭ ‬عام‭ ‬2024‭ ‬الجديد‭ ‬نجد‭ ‬أن‭ ‬فلسطين‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬قضية‭ ‬أجيال‭ ‬ما‭ ‬قبل‭ ‬الألفية‭ ‬فحسب،‭ ‬ولكن‭ ‬انضم‭ ‬إلى‭ ‬النضال‭ ‬كل‭ ‬الأجيال‭ ‬العربية،‭ ‬ورأينا‭ ‬أطفالنا‭ ‬مدركين‭ ‬حقيقة‭ ‬الصراع،‭ ‬وكنا‭ ‬نخشي‭ ‬أن‭ ‬يكونوا‭ ‬بعيدين‭ ‬عن‭ ‬الهمّ‭ ‬العربي،‭ ‬ولكن‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬كشف‭ ‬لنا‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الأمة‭ ‬الفتية‭ ‬تمتلك‭ ‬أكثر‭ ‬العناصر‭ ‬قوة‭ ‬وهم‭ ‬أطفالها‭ ‬وشبابها،‭ ‬فأطفال‭ ‬فلسطين‭ ‬لم‭ ‬يعودوا‭ ‬وحدهم‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الصراع،‭ ‬ولعل‭ ‬اصطفاف‭ ‬ملايين‭ ‬الأطفال‭ ‬والشباب‭ ‬العربي‭ ‬في‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬الحق‭ ‬الفلسطيني‭ ‬عبر‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬لهو‭ ‬سلاح‭ ‬فاعل‭ ‬وقوي‭ ‬يؤكد‭ ‬أن‭ ‬الصراع‭ ‬انتقل‭ ‬إلى‭ ‬مرحلة‭ ‬جديدة‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نستثمرها‭ ‬بكفاءة‭ ‬وألا‭ ‬نكرر‭ ‬أخطاء‭ ‬الماضي‭.‬

يجب‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نمتلك‭ ‬نخبة‭ ‬من‭ ‬المثقفين‭ ‬والمفكرين‭ ‬والأدباء‭ ‬والأكاديميين‭ ‬القادرين‭ ‬على‭ ‬تقديم‭ ‬عطاءات‭ ‬ثقافية‭ ‬وبحثية‭ ‬تنشر‭ ‬على‭ ‬نطاق‭ ‬واسع‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬العالمي،‭ ‬وعدم‭ ‬الاكتفاء‭ ‬بنشر‭ ‬إنتاجهم‭ ‬في‭ ‬الداخل‭ ‬العربي‭ ‬فقط،‭ ‬وباللغة‭ ‬العربية‭ ‬وحدها‭.‬

يجب‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نستثمر‭ ‬وجود‭ ‬آلاف‭ ‬من‭ ‬الطلبة‭ ‬العرب‭ ‬الدارسين‭ ‬في‭ ‬الجامعات‭ ‬الغربية‭ ‬القادرين‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يكونوا‭ ‬صوتا‭ ‬لقضايانا‭ ‬العربية‭ ‬العادلة‭ ‬بلغات‭ ‬الغرب‭.‬

علينا‭ ‬أن‭ ‬نعزز‭ ‬الإسهام‭ ‬العربي‭ ‬في‭ ‬ركب‭ ‬الحضارة‭ ‬الإنسانية،‭ ‬ويجب‭ ‬أن‭ ‬نعلم‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬عشرات‭ ‬العلماء‭ ‬العرب‭ ‬الذين‭ ‬يسهمون‭ ‬في‭ ‬صناعة‭ ‬التقدم‭ ‬الغربي؛‭ ‬لأن‭ ‬الغرب‭ ‬يستقطب‭ ‬عقولنا‭ ‬ويستغلها،‭ ‬ولكنه‭ ‬ينجح‭ ‬في‭ ‬تحييدهم‭ ‬عن‭ ‬قضايا‭ ‬أمتهم‭.‬

علينا‭ ‬أن‭ ‬نخلق‭ ‬‮«‬لوبي‮»‬‭ ‬عربيا‭ ‬من‭ ‬المؤثرين‭ ‬كل‭ ‬في‭ ‬مجاله،‭ ‬ونحن‭ ‬بذلك‭ ‬لا‭ ‬نعيد‭ ‬اختراع‭ ‬‮«‬العجلة‮»‬؛‭ ‬لأن‭ ‬هناك‭ ‬تجارب‭ ‬مماثلة‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬اليهود‭ ‬أنفسهم،‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬الإيرانيين‭ ‬الذين‭ ‬استطاعوا‭ ‬أن‭ ‬يدافعوا‭ ‬عن‭ ‬مصالح‭ ‬بلدانهم‭ ‬أو‭ ‬تعرضها‭ ‬للتهديد،‭ ‬لكن‭ ‬الإشكالية‭ ‬أن‭ ‬العرب‭ ‬فشلوا‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬يكونوا‭ ‬على‭ ‬قلب‭ ‬رجل‭ ‬واحد‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬قضيتهم‭ ‬العادلة‭ ‬وهي‭ ‬فلسطين‭.‬

إقرأ أيضا لـ"أنـــور عبدالرحمــــــن"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا