مقال رئيس التحرير
أنـــور عبدالرحمــــــن
التوجه نحو الشرق والمستقبل
يحمل توجه البحرين نحو الشرق الكثير من الأبعاد والدلالات السياسية والاقتصادية المهمة في ظل التطورات الإقليمية والدولية الراهنة، التي تعكس الرؤية البحرينية بشأن أهمية الانفتاح على جميع الدول في علاقاتها الخارجية، وتعزيز النهج المعتدل وتغليب لغة المنطق وتشجيع مسارات وحلول الحوار والتفاهم، مع الالتزام التام بكافة القوانين والأعراف والمواثيق الدولية، كما يحمل هذا التوجه مؤشرا اقتصاديا منطقيا وواقعيا.
وإن أي مراقب سياسي يضع في اعتباره أن مستقبل العالم الاقتصادي ينمو في الشرق، وأن الدول الأوروبية أو بالأصح العقل الغربي باستثناء بعض المراكز العلمية تعاني من حالة من التخلف في جميع الميادين، وأن الثقة العالمية انعدمت في كفاءة الغربيين وفي التزاماتهم، سواء المالية أو الصناعية أو التجارية، بل التزامهم السياسي تجاه استقرار المنطقة. لذلك فإن مبادرة البحرين نحو الشرق قرار سليم يثلج الصدور بأن البوصلة الفكرية البحرينية تحرص على تنويع علاقاتها الخارجية وفق أسس ومبادئ تقوم على التعاون والاحترام المتبادل كمسار لتعزيز التعاون المشترك مع جميع دول العالم.
وتأتي الزيارة المهمة لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم لكل من روسيا والصين في توقيت مهم في أعقاب ترؤس جلالته القمة العربية الثالثة والثلاثين التي استضافتها مملكة البحرين، لذا فإن مباحثات جلالة الملك المعظم مع فخامة الرئيس فلاديمير بوتين رئيس روسيا الاتحادية الصديقة سوف تتطرق إلى جانب علاقات التعاون الثنائي بين البلدين الصديقين إلى تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية الراهنة، وتأثيرات هذه الأحداث على المنطقة والعالم، وضرورة تضافر الجهود لإحلال السلام الدائم والشامل بما يضمن مصالح كافة الدول وأمنها القومي.
وهذه هي الزيارة الخامسة لجلالة الملك المعظم لروسيا، التي كانت أولاها في عام 2008 وتم وضع أولى لبنات علاقات مشتركة ممتدة قائمة على الأجواء الإيجابية، تلتها ثلاث زيارات متعاقبة في 2014 و2015 و2016.
كما سيقوم حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم بزيارة لجمهورية الصين الشعبية بناء على دعوة من فخامة الرئيس شي جين بينغ رئيس جمهورية الصين الشعبية الصديقة، للمشاركة في الجلسة الافتتاحية لمنتدى التعاون العربي الصيني، الذي يؤسس لتعزيز التعاون بين الجانبين، وصار هذا المنتدى إطارا للتعاون الجماعي يشمل مجالات عديدة، وأدخل التعاون الجماعي العربي الصيني إلى مرحلة جديدة من التطور والتقدم النوعي على نحو شامل.
وتتجسد أهمية اللقاء البحريني الصيني في ظل التزام الجانبين بالاحترام المتبادل مهما كانت تقلبات الأوضاع على الساحة الدولية، وتمسكهما بالمنفعة المتبادلة والكسب المشترك والتنمية المشتركة وتعزيز الحوار والتواصل والتبادل الحضاري.
وتعتبر الصين شريكا اقتصاديا مهما لعديد من الدول العربية، لذا فإن تعميق الصداقة بينهما يدعم المصالح الحيوية المشتركة، وخاصة أن المبادلات التجارية الصينية مع 22 دولة عربية ارتفعت من 36.7 مليار دولار في 2004 إلى 330 مليار دولار في 2021، وتتصدر بذلك الصين قائمة أكبر شركاء الوطن العربي في المبادلات التجارية، وتوجد من بين أكبر ثلاثة شركاء تجاريين لكل دولة عربية على حدة.
لذا فإن زيارة جلالة الملك المعظم للصين سوف تفتح آفاقا جديدة أمام الفرص والإمكانيات الاقتصادية والاستثمارية المتوافرة بين البلدين.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك