في الفترة من 15 إلى 18 يوليو، انعقدت الدورة الكاملة الثالثة للجنة المركزية العشرين للحزب الشيوعي الصيني في بكين، والتي جذبت اهتماما عالميا. إن هذه الدورة مهمة للغاية، إذ انعقدت في الفترات الحاسمة لدفع القضية العظيمة لبناء دولة قوية وتحقيق نهضة الأمة على نحو شامل بالتحديث الصيني النمط، كما رسمت الدورة مخططاً جديداً لتعزيز تعميق الإصلاح على نحو شامل لدفع التحديث الصيني النمط في العصر الجديد والرحلة الجديدة، وخلقت فرصاً جديدة للتنمية المشتركة بين الصين والعالم.
الالتزام بتعميق الإصلاح لتقديم ضمان مؤسسي قوي للتحديث الصيني النمط
استهلت الدورة الكاملة الثالثة للجنة الحزب المركزية الحادية عشرة في نهاية عام 1978 فترة جديدة من الإصلاح والانفتاح وبناء التحديثات الاشتراكية، ومنذ ذلك الحين سرعت الصين في السير على طريق التنمية السريعة. وبدأت الدورة الكاملة الثالثة للجنة المركزية الثامنة عشرة للحزب الشيوعي الصيني في نهاية عام 2013 مسيرة جديدة لتعميق الإصلاح على نحو شامل ودفعه من خلال التصميم الشامل المنهجي في العصر الجديد، مما خلق وضعا جديدا للإصلاح والانفتاح في الصين. منذ عام 2012، قد ترأس الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني شي جين بينغ 72 مرة اجتماع اللجنة المركزية لتعميق الإصلاح الشامل، وقام بمراجعة واعتماد أكثر من 600 وثيقة حول الإصلاحات، وإرشاد مختلف الأطراف لتقديم أكثر من 300 خطة الإصلاحات. فإن فخامة شي جينبينغ لا يحدد الاتجاه لإصلاحات العام فحسب، بل أيضا يقدم التوجيهات التفصيلية، ولا يقود الإصلاحات فحسب، بل أيضا يشارك فيها بنفسه، الأمر الذي يقدم ضمانا قياديا قويا لتعميق الإصلاح على نحو شامل.
أجرت هذه الدورة الكاملة تحليلاً متعمقا للأوضاع والمشكلات الجديدة التي يواجهها تعزيز التحديث الصيني النمط، ووضعت خططا منهجية بشكل علمي لتعزيز تعميق الإصلاح على نحو شامل بالتمحور الوثيق حول دفع التحديث الصيني النمط، واقترحت بوضوح الأهداف العامة لتعزيز تعميق الإصلاح على نحو شامل، مشددة على أن الصين ستواصل تحسين وتطوير نظام الاشتراكية ذات الخصائص الصينية ودفع عجلة تحديث نظام حوكمة الدولة والقدرة على حوكمتها. وفي عام 2035، سيُنجز بناء نظام اقتصاد سوق اشتراكي رفيع المستوى بشكل شامل، ويكون نظام الاشتراكية ذات الخصائص الصينية أكثر استكمالا، ويتحقق تحديث نظام حوكمة الدولة والقدرة على حوكمتها والتحديث الاشتراكي من حيث الأساس، وذلك سيضع أساسا متينا لإنجاز بناء دولة اشتراكية حديثة قوية على نحو شامل عند حلول منتصف القرن الحالي.
الالتزام بالتنمية العالية الجودة لخلق وضع جديد في التحديث الصيني النمط
إن التنمية العالية الجودة هي المهمة الأكثر أهمية لبناء دولة اشتراكية حديثة على نحو شامل، واقترحت الدورة الكاملة تقوية العرض المؤسسي في المجالات والمسارات الجديدة، وإنشاء آلية لزيادة الاستثمارات في الصناعات المستقبلية، وإرشاد الصناعات التقليدية إلى التحسن والارتقاء بمستواها على ضوء المعايير الوطنية، ترسيخ نظام حفز الاندماج العميق بين الاقتصادين الحقيقي والرقمي، وتشكيل نظام وآلية يدعمان الابتكار الشامل، والدفع بالمخطط الى الإصلاحات المتكاملة للأنظمة والآليات بشأن التعليم والعلوم والتكنولوجيا والأكفاء.
لقد تحول الاقتصاد الصيني من مرحلة النمو السريع إلى مرحلة التنمية العالية الجودة. ففي النصف الأول من هذا العام، تطور تحسين وارتقاء الإنتاج على الأساس المستقر. أولاً، نما الإنتاج في مختلف الصناعات بشكل مطرد، حيث زادت القيمة المضافة للزراعة والمزارع الحيوانية والسمكية بنسبة 3.7% على أساس سنوي، وزادت القيمة المضافة للصناعات فوق الحجم المحدد بنسبة 6.0% على أساس سنوي، وزادت القيمة المضافة لصناعة الخدمات بنسبة 4.6% على أساس سنوي. ثانياً، يتم تحسين الهيكل الصناعي بشكل مستمر، حيث زادت القيمة المضافة لتصنيع المعدات والتصنيع عالي التقنية بنسبة 7.8% و8.7% على التوالي على أساس سنوي، وحافظت القيمة المضافة لصناعات نقل المعلومات والبرمجيات وخدمة تكنولوجيا المعلومات وغيرهما من صناعات الخدمات الحديثة، على نمو مزدوج الرقم، وقد أدت التقنيات الجديدة مثل البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي إلى ظهور سيناريوهات استهلاك جديدة مثل البث المباشر والتسليم الفوري، مما أدى إلى زيادة مبيعات التجزئة للسلع المادية عبر الإنترنت بنسبة 8.8% على أساس سنوي، وزاد إنتاج المنتجات الذكية مثل معدات الطباعة ثلاثية الأبعاد وروبوتات الخدمة بنسبة 51.6% و22.8% على التوالي على أساس سنوي،. ثالثاً، يستمر التحول الأخضر والمنخفض الكربون في التعمق، حيث حافظ إنتاج المنتجات الذكية والخضراء الجديدة مثل الدوائر المتكاملة، وروبوتات الخدمة، ومركبات الطاقة الجديدة، والخلايا الشمسية، على نمو مزدوج الرقم. وزاد إجمالي توليد الطاقة من الطاقة الكهرومائية الصناعية والطاقة النووية وطاقة الرياح والطاقة الشمسية فوق الحجم المحدد بنسبة 13.4% على أساس سنوي. في الممارسة الكبرى المتمثلة في تعزيز تعميق الإصلاح على نحو شامل، ستتحرك الصين نحو مرحلة جديدة للتنمية العالية الجودة لخلق مجال جديد في التحديث الصيني النمط.
الالتزام بالانفتاح على الخارج لخلق فرص جديدة للتنمية العالمية
يعد الانفتاح علامة بارزة للتحديث الصيني النمط. شددت الدورة الكاملة على تعزيز الإصلاح من خلال الانفتاح، والمبادرة إلى التوافق مع القواعد الاقتصادية والتجارية الدولية الرفيعة المستوى، وتوسيع الانفتاح المؤسسي بخطوات راسخة، وتشكيل بيئة نظامية شفافة ومستقرة وقابلة للتوقع، وتهيئة بيئة تجارية من الدرجة الأولى تقوم على مبادئ السوق وتخضع لحكم القانون وتتماشى مع المعايير الدولية، وحماية حقوق المستثمرين الأجانب ومصالحهم وفقا للقانون، وتعزيز التوسع المنظم للانفتاح في مجالات التعليم والثقافة والطبية وغيرها، وضمان المعاملة الوطنية لشركات التمويل الأجنبي في جوانب مثل الحصول على عناصر الإنتاج الأساسية ومنح تصاريح الأهلية وتحديد المعايير والمشتريات الحكومية، وتحسين تخطيط الانفتاح الإقليمي، وتوطيد مكانة المناطق الساحلية الشرقية باعتبارها مناطق منفتحة رائدة، ورفع مستوى الانفتاح في المناطق الوسطى والغربية والمناطق الشمالية الشرقية، وتسريع تشكيل وضع انفتاح شامل يتميز بالارتباط الداخلي والخارجي برا وبحرا والتآزر الثنائي الاتجاه شرقا وغربا.
وفقا لأحدث البيانات، لم يتغير الاتجاه التصاعدي للاقتصاد الصيني. في النصف الأول من هذا العام، وصل الناتج المحلي الإجمالي للصين إلى 61.7 تريليون يوان (حوالي 8.68 تريليون دولار أمريكي)، بزيادة 5% على أساس سنوي. وتجاوز حجم الواردات والصادرات للمرة الاولى 21 تريليون يوان (حوالي 3 تريليون دولار أمريكي)، بزيادة 6.1% على أساس سنوي. وساهم صافي صادرات السلع والخدمات بنسبة 13.9% في النمو الاقتصادي، وتجاوز العدد التراكمي لقطارات الشحن بين الصين وأوروبا 10 آلاف قطار في وقت أبكر بـ19 يوماً من العام السابق، وتم إرسال إجمالي 1.083 مليون حاوية نمطية من البضائع، بزيادة 11% على أساس سنوي، وعلقت رويترز وفايننشال تايمز ووسائل الإعلام الدولية الأخرى بأن أداء الصادرات الصينية «تجاوز التوقعات»، وعلقت مجلة فورين أفيرز الأمريكية بأن ما يسمى بـ«نظرية ذروة الصين» انتقص مرونة الاقتصاد الصيني، سيحافظ معدل مساهمة الاقتصاد الصيني في النمو الاقتصادي العالمي على حوالي الثلث.
وقد رفعت العديد من المؤسسات الدولية مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي توقعات نمو الاقتصاد الصيني لهذا العام إلى أكثر من 5%، وذكرت العديد من وسائل الإعلام والمؤسسات المالية الدولية أن الاقتصاد الصيني حافظ على زخم جيد من «الارتقاء النوعي والنمو الكمي»، ويظل يعتبر محركا هاما لنمو الاقتصاد العالمي، وسيواصل إضافة الثقة والقوة إلى الانتعاش الاقتصادي العالمي. إن توسع الصين في الانفتاح الرفيع المستوى على الخارج لن يفيد الشعب الصيني فحسب، بل سيوفر أيضاً فرص التسوق والاستثمار والنمو الواسعة لتنمية البلدان في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك البحرين.
الالتزام بالتمسك بالأصل مع الابتكار لخلق مستقبل أفضل للصين والبحرين
منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين والبحرين قبل 35 عاما، تعامل الجانبان دائماً مع بعضهما البعض بإخلاص وصداقة، وتطورت العلاقات الثنائية بشكل مطرد وصحي بفضل القيادة المشتركة لفخامة الرئيس الصيني شي جين بينغ وحضرة صاحب الجلالة الملك المعظم حمد بن عيسى آل خليفة. في مايو الماضي، قام جلالة الملك المعظم حمد بن عيسى آل خليفة بزيارة الدولة إلى الصين بنجاح وأجرى محادثات مثمرة مع فخامة الرئيس شي جين بينغ، حيث أعلن الزعيمان إقامة علاقات شراكة استراتيجية شاملة بين البلدين، وشهدا بشكل مشترك التوقيع على عدد من وثائق التعاون في مجال الاستثمار والصحة والإعلام والفضاء والتجارة الإلكترونية والاقتصاد الرقمي والتنمية الصناعية وغيرها من المجالات. إن هذه المحادثات سترث الصداقة، وستعزز الثقة المتبادلة، وستفتح المستقبل، وستضخ دلالة معاصرة في العلاقات الصينية البحرينية في العصر الجديد، لمساعدتهما على تسريع عمليات التحديث الخاصة، ورسم فصل جديد من التعاون متبادل المنفعة، ومواصلة توسيع الممارسة الحية لبناء المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك ومجتمع المستقبل المشترك للبشرية.
منذ بداية هذا العام، وبفضل رعاية الزعيمين، استمرت العلاقات الصينية البحرينية في التطور على نحو معمق وملموس، وحققت نتائج مثمرة. أولاً، شهدت التجارة الثنائية نمواً سريعاً. وفي النصف الأول من العام، بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 1.108 مليار دولار أمريكي، بزيادة 4.5% على أساس سنوي، فتعتبر الصين ثالث أكبر شريك تجاري للبحرين. ومن بينها، بلغ حجم صادرات الصين إلى البحرين 1.07 مليار دولار أمريكي، بزيادة 2.2% على أساس سنوي، واستمرت في كونها أكبر مصدر لواردات البحرين، وبلغ حجم واردات الصين من البحرين 39.52 مليون دولار أمريكي، بزيادة 167.4% على أساس سنوي. ثانياً، تم توسيع التعاون بشكل شامل في البناء المشترك لمبادرة «الحزام والطريق». في مايو، زار وزير الصناعة والتجارة البحريني عبدلله عادل فخرو الصين، وشارك في منتدى التعاون الصناعي والاستثماري بين الصين ومجلس التعاون لدول الخليج العربية، وزار الشركات الصينية البارزة مثل هواوي وBYD، كما انعقدت اللجنة الاقتصادية والتجارية المشتركة الصينية البحرينية الخامسة بنجاح في بكين. وفي يونيو، قام وفد من اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح الصينية بزيارة البحرين وأجرى مناقشات متعمقة مع وزارة المالية والاقتصاد الوطني وغيرها من الإدارات ذات الصلة في البحرين لبحث تعزيز مشاركة الشركات الصينية في بناء المشاريع الكبرى في البحرين. وفي يوليو، زارت وزيرة الإسكان والتخطيط العمراني البحريني السيدة آمنة بنت أحمد الرميحي الصين، حيث وقعت على اتفاقية تنفيذ المرحلة الثالثة من مشروع سترة الإسكاني ب1,269 وحدة سكنية مع شركة CMEC. أما ثالثاً، تطورت التبادلات الثقافية والعلمية بشكل سريع. فمنذ نهاية شهر مايو، يسافر زوار الصين والبحرين في كلا الاتجاهين على رحلات طيران الخليج المباشرة، ليستكشفوا سحر «التنين الشرقي» و«لؤلؤة الخليج» في رحلاتهم. في يونيو، زار وفد من إدارة الفضاء الوطنية الصينية البحرين. وستحمل مهمة المسبار القمري الصينية «تشانغ آه-7»، المقرر إطلاقها في عام 2026 تقريباً، كاميرا قمرية ذات نطاق طيفي فائق، طورتها مصر والبحرين لتحديد المواد الموجودة على سطح القمر والبيئة القمرية. وحتى أغسطس، شارك 151 صديقا بحرينيا في المهنية والتدريبية في الصين.
القدر والمصير يسيران على نفس الطريق، والعمل معا على نحو مستقبل مشترك. يصادف هذا العام الذكرى الـ75 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية والذكرى الـ35 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين والبحرين. عند نقطة انطلاق تاريخية جديدة للإصلاح والانفتاح، ترغب الصين في العمل مع البحرين على تنفيذ التوافقات الهامة التي توصل إليها الزعيمان، مغتنمة إقامة علاقات شراكة استراتيجية شاملة كفرصة لتعزيز الثقة السياسية المتبادلة، وتعميق التعاون العملي، وتكثيف التبادلات الشعبية والثقافية، وتقاسم فرص التنمية التي أتاحها التعميق الشامل للإصلاح في الصين، وخلق مستقبل مشترك أفضل للبلدين، وتقديم مساهمات إيجابية مشتركة لبناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية.
سفير جمهورية الصين الشعبية لدى مملكة البحرين
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك