عالم يتغير
فوزية رشيد
حروب المستقبل التكنولوجية!
{ حين صرح إيلون ماسك بعد تفجيرات أجهزة الاتصال في لبنان بأننا أمام الجيل السابع من الحروب، وهو المهووس بالتكنولوجيا واستخداماتها الغريبة والترويج لها سواء استخداماتها الفضائية أو الأرضية أو بما يخص البشر وزروعات الشفرات الإلكترونية المرتبطة بالتكنولوجيا الفائقة في أدمغة البشر! فإن دخول الجيل السابع من استخدامات التكنولوجيا توضح ما ينتظر هذا العالم وخاصة حين وقوعها في أيد شريرة ذات عقول ورؤى ظلامية تبحث بكل الطرق عن فناء البشرية! وهذا ما صرح به كثيرون منهم بيل جيتس وماسك نفسه حول أهمية تقليل البشر وتقليص تعدادهم السكاني بما يعرف بخطة المليار الذهبي!
{ الحروب المستقبلية ستكون أغلبها إن لم تكن كلها عن بُعد بما يطلق عليه (GETTY)! وفي هذه الحروب في بدايتها تتحول كل أنواع تكنولوجيا العصر وبينها الهواتف الذكية وحتى غير الذكية في حال اختراق تصنيعها إلى قنابل موقوتة مزروعة في كل البيوت في العالم لتصبح الاختراقات الأمنية واللعب على الترددات والموجات الإلكترونية، وحتى مصادر صناعة تلك الأجهزة التي تتناسل بشكل أخطر عبر الذكاء الاصطناعي أدوات لحروب الجيل السابع وما قبله وما بعده! ليتحول العلم وتتحول التكنولوجيا إلى أدوات لتشكيل خروقات خطيرة في الدول وفي سلسلة الانتهاكات الأمنية الاستخباراتية وخاصة أن كل الدول تعمل بشكل أو بآخر إلى تحويل حكوماتها ومؤسساتها إلى حكومات إلكترونية دون أن تكون هي صاحبة الإنتاج لأجهزة أو تقنيات الاستخدام الرقمي الإلكتروني ومعرفة غموض آليات حماية الأمن السيبراني! مما يجعل التخبط المستقبلي والتهديد الأكبر للدول هو تهديد التكنولوجيا التي يتم استيرادها من دول أخرى غير معروف ماذا يحدث لتلك الأجهزة وداخلها قبل تصديرها إلى المستهلكين! وهذا ما أثاره غموض تفجيرات «البيجر» في لبنان وحزب الضاحية مؤخرا!
{ الأمر لا يقتصر فقط على إمكانية تحويل أجهزة الاتصالات إلى قنابل موقوتة وإنما يصل إلى أن تقنيات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي التي تحتكر إلى الآن الكثير من أسرار كيفية اختراقها هي في حد ذاتها ستقوم عليها حروب المستقبل التكنولوجية سواء بتعطيل الحكومات والمؤسسات الإلكترونية أو بتحويلها إلى فضاء غامض للتجسس! مما يخلق بيئة عالمية غير مستقرة والقدرة على التدمير الجماعي بما يتجاوز أن يكون مجرد هجوم سيبراني! وخاصة أن آليات التلاعب تمتلكها جهات التصنيع والتي تخرج أحيانا بأسماء دول فيما هي مخترقة من دول أو جهات أخرى!
{ وفي هذا يقول متخصصون منهم د. لينا عويدات: «إن كل ما نستهلكه اليوم يشكل بنى تحتية حرجة مما يجعل كل خدمة تستخدم عن بعد عرضة للاستهداف وبالتالي يتحول الاستخدام العام إلى خطر عام»! وتضيف: «أما الوقاية فلا تتوقف فقط عن حماية الشبكة من الاختراقات بل تبدأ وفق استراتيجيات الأمن السيبراني والاتصالات عن بُعد، بتصنيع الأجهزة الدقيقة محليا»! وهذا ما لم يقم به الكثير من دول العالم منها الدول العربية لتكون في مهب رياح التهديد التكنولوجي، في حال استخدام التكنولوجيا كأداة لحرب مستقبلية! وخاصة أن التحول الرقمي الشامل الذي تتدرج نحوه الكثير من دول العالم تضع نفسها في دائرة تلك التهديدات إذا لم تكن هي بنفسها منتجة لآليات وتقنيات التكنولوجيا والتحول الرقمي الشامل!
{ إن القوى أو النخبة الشيطانية التي جعلت من استخدام الإنترنت سهلا ومتاحا في كل دول العالم كانت ولا تزال تتقدم بخطوات كقوى متحكمة بالدول والجماعات والأفراد الذين يستهلكون بشكل اعتيادي تلك التكنولوجيا والفضاءات الافتراضية والإلكترونية المفتوحة دون أن يدركوا المداخل الخطيرة التي تهدد السلامة العامة لأنهم يفتقدون بالأصل القدرة على التحكم في كل ما يتم استهلاكه تكنولوجيا، وهذا ما لا يجب الاستخفاف به لأن الحروب المستقبلية ستكون قائمة على الإدارة عن بُعد وخاصة حين تكون تلك الإدارة واقعة بيد أشرار يتخذون من العلم والتكنولوجيا أدوات للسيطرة والتحكم والتدمير! وبهذا فإن كل جهاز قائم على التكنولوجيا الفائقة والتحول الرقمي بما فيها حتى السيارات التكنولوجية أو الكهربائية هي بمثابة أدوات للاختراق والتفجير مادام إنتاجها وتصنيعها يأتي من دول أخرى لا يعرف أحد أشكال التلاعب بها وبتقنياتها! فهل ستفكر دولنا العربية من دون استخفاف في أن التطور في مجتمعاتنا لا يقوم على استهلاك التكنولوجيا وإنما على تصنيع ذاتي لأجهزتها وتقنياتها بالدرجة الأولى!
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك