سبق لنا أن تطرقنا وتطرقت جميع الصحف المحلية إلى مشكلة الازدحامات المرورية في شارع البديع خلال العشرين سنة الماضية، وفي الوقت نفسه لم نشهد خلال تلك الفترة أي توسعة تذكر في مسارات الطرقات التي تتوسط العقارات المتزايدة وتزايد عدد السكان، مثل التوسع من مسارين لكل جهة إلى ثلاثة مسارات، على الرغم من الوعود من وزارة الأشغال المنشورة بالصحف بأنه في عام 2024م سيتم التوسعة وقد شارفنا على انتهاء هذا العام بدون توسعته.
يشكل شارع البديع العصب الرئيسي لأكثر من اثنين وعشرين قرية ومدينة هي: البديع، مدينة سلمان، سار، بني جمرة، المرخ، الدراز، باربار، مقابة، الشاخورة، أبوصيبع، كرانة، الحجر، القدم، المقشع، جدحفص، جدالحاج، السنابس، الديه، البرهامة، النعيم، جبلة حبشي، عين الدار، التي يربط بينها وبين شارع البديع شوارع متصلة بالإضافة إلى قرى ومناطق في قلب المحاذي للشارع من أبرزها منطقة الجنبية، السهلة الشمالية، أبوقوة، القرية.
وقد زادت كثافة الازدحامات المرورية تصاعدياً بشكل ملحوظ بعد أن تم افتتاح مدينة سلمان في عام 2018، فكيف يتم افتتاح مدينة كاملة ويتم الاعتماد على شارع واحد لم يمسه التوسعة المسارية منذ عشرين سنة. فكان الأولى توسعة الشارع أولاً ضمن ميزانية مشروع مدينة سلمان وليس زيادة الضغط على شارع البديع.
هذه الإشكالية أثرت على مصالح الناس، وبات المرور في الشارع امرا مؤرقا للجميع لما يسببه من تأخير بشكل مستمر ويومي مع فترات وقوف وانتظار متفاقمة وخاصة في أوقات الذروة الصباحية والمسائية، التي تصل إلى قرابة الساعة ونصف الساعة بسبب الزحام المروري التراكمي والخانق للسيارات، وخاصةً بين دوار منطقة جنوسان ودوار منطقة كرانة وصولاً إلى دوار البديع، ما يدفع بعض مرتادي الطريق إلى اتخاذ شوارع داخلية أخرى، كشارع النخيل، هربًا من الانتظار الطويل الذي كثيرا ما يسبب لهم حرجا مع جهات عملهم.
وهنا لو لا قدر الله اضطرت سيارة إسعاف إلى أن تمر خلال الشارع فإنها تواجه مهمة شبه مستحيلة بسبب اكتظاظ الشارع بالسيارات وتجمد المسارات في أوقات الذروة. وبالطبع يوما بعد يوم تتزايد المشكلة بسبب الكثافة السكانية التي تشهدها قرى ومدن ومناطق شارع البديع. وتتفاقم المشكلة عندما يلجأ الكثيرون إلى مخالفة قوانين السير هربًا من الزحام المروري، مثل خروج بعض السائقين إلى الطريق الرملي أو من على الأرصفة ثم العودة إلى المسارات الأساسية، ما يتسبب بالمزيد من الزحام ويشكل خطرًا على سلامة الآخرين، ولا سيما مع عدم وجود المرور لتنظيم حركة السير.
ومن الحلول المؤقتة المقترحة أن يتم في الفترة الصباحية السماح للسيارات بأن تسير في مسار مستقيم من دون قطع مسارها من قبل القادمين من الإشارة المرورية من الجهة اليسرى على (دوار البديع) ما يسهم كحل مؤقت لحل الازدحام المروري الصباحي لتوجه السيارات إلى المسار المؤدي إلى المنامة والرفاع وجدحفص؛ ولذلك على السيارات الأخرى أن تسير مباشرة على شارع البديع من دون معارضة السيارات القادمة من المدن والقرى الواقعة على الشارع. وهذا ما يتطلب وجودا لرجال المرور من أجل تنظيم الحركة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك