يوميات سياسية
السيـــــــد زهـــــــره
قضايا وطنية في حديث وزير الداخلية - 2
نعرف أن جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة وجَّه في الخطاب الذي ألقاه جلالته في افتتاح دورة الانعقاد لمجلسي الشورى والنواب بـ«تنفيذ دراسة متكاملة لقياس جاهزيتنا في تأصيل الهوية البحرينية».
وفي إطار تنفيذ هذه التوجيهات الملكية سبق أن أعلنت وزارة الداخلية الترتيب لعقد مؤتمر وطني لتأصيل الهوية البحرينية مطلع العام المقبل.
في حوار وزير الداخلية الفريق أول الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة مع رؤساء تحرير الصحف تطرق إلى قضية الهوية الوطنية، وكشف بعض تفاصيل عن المؤتمر المزمع عقده.
كشف الوزير أنه سيتم الإعلان قريبا عن تشكيل لجنة الإعداد والتحضير للمؤتمر الوطني لتأصيل الهوية البحرينية، كما كشف الوزير عن القضايا والجوانب الأساسية التي سوف يناقشها المؤتمر وقال بهذا الخصوص: «المؤتمر، والذي سيشارك فيه الجميع وخاصة المعنيين بهذا الشأن، يسلط الضوء على عادات أهل البحرين وتقاليدهم الأصيلة والموروث الشعبي، ويتم خلاله تقديم أوراق بحثية تعكس الدور المحوري لتأصيل الهوية البحرينية في تحقيق التنمية المستدامة والتلاحم المجتمعي. وسيناقش عددًا من المحاور المفصلية التي تشمل دور التاريخ والثقافة والتعليم في تعزيز الهوية وأهمية الإعلام الوطني في نقل القيم البحرينية الأصيلة».
يجب بداية أن نشيد بوزارة الداخلية لأخذها زمام المبادرة بالعمل على عقد المؤتمر.
وتشكيل لجنة تحضيرية موسعة للمؤتمر، كما ذكر الوزير من شأنه أن يخرج بالصورة المنشودة.
وما قاله وزير الداخلية في حديثه عن الموضوعات الأساسية التي من المفترض أن يناقشها المؤتمر يشير إلى أن هناك عزما على أن يأتي المؤتمر شاملا وأن يتم الإعداد له جيدا كي يخرج بالنتائج المرجوة فيما يتعلق بتأصيل الهوية البحرينية.
من واقع ما أشار إليه الوزير، ولأن قضية الهوية الوطنية وتعزيزها لها أهمية حاسمة الآن ومستقبلا وفي كل الأوقات، هناك عدد من الجوانب يهمنا تأكيدها سواء تعلق الأمر بالمؤتمر أو بأي جهد ومبادرة لتنفيذ توجيهات جلالة الملك بضرورة تأصيل الهوية الوطنية البحرينية، هي على النحو التالي:
1 – إنه من الأهمية بمكان بداية تحديد ما عناصر الهوية الوطنية البحرينية. بمعنى ما الجوانب والأبعاد التي تشكلت عبر تاريخ البحرين ونستطيع أن نقول إنها تحدد مقومات الهوية الوطنية البحرينية؟.
هذا أمر مهم بالطبع لأنه سيكون بمثابة بوصلة لكل الجهات الرسمية والشعبية تحدد الجوانب التي يجب بحثها وبحث كيفية تعزيزها في المجتمع وفي الوعي العام.
2 - من المهم الاستعراض التفصيلي لدور الهوية الوطنية في التنمية والنهوض العام، وفي تعزيز الوحدة الوطنية والتلاحم الوطني، وفي استنهاض الروح الوطنية عموما.
هذا أمر أساسي لتكريس الوعي العام بالأهمية الاستراتيجية للحفاظ على الهوية الوطنية وتعزيزها.
3 - يجب تحديد أدوار مختلف المؤسسات والأجهزة الرسمية، وأيضا قوى وجماعات المجتمع المدني في تعزيز الهوية الوطنية.
هذا أمر مهم كي تضع كل المؤسسات الرسمية والمدنية أمام مسئوليتها في هذا الصدد، وكي تبادر بإعداد وطرح مبادراتها وبرامجها.
4 – التركيز يجب أن ينصب على تقديم مبادرات عملية واقتراحات محددة لتعزيز الهوية الوطنية في المجتمع وليس مجرد الاكتفاء بالحديث عن جوانب إنشائية ونظرية عامة. هذا هو المعيار الأساسي لنجاح أي جهد وطني لتعزيز الهوية.
غير هذه الجوانب من المهم أن تشارك كل القوى في المجتمع في أي نقاش حول الهوية الوطنية وتقدم تصوراتها ورؤاها.
بشكل عام، يجب أن يدرك الكل أن قضية الهوية الوطنية وتعزيزها لها أهمية استراتيجية كبرى، ومن المفروض أن تكون على رأس أولويات العمل الوطني في الفترة القادمة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك