يوميات سياسية
السيـــــــد زهـــــــره
قمة الكويت وجبهة مجلس التعاون
ثلاثة جوانب أساسية كبرى انتهت اليها قمة مجلس التعاون في الكويت وتم التعبير عنها سواء في البيان الختامي للقمة أو في «إعلان الكويت» الذي صدر عنها:
1 – اتخاذ عدة قرارات لتعزيز التكامل بين دول مجلس التعاون في مختلف المجالات.
2 – تأكيد مواقف دول المجلس من مختلف القضايا العربية والإقليمية والدولية وعلى رأسها القضية الفلسطينية وحرب الإبادة الإسرائيلية على غزة، والمطالبة بوقف جرائم القتل والعقاب الجماعي في غزة وتهجير السكان وتدمير المنشآت وحماية المدنيين.. الخ.
3 - تأكيد ضرورة التنسيق بين دول المجلس في مواجهة التحديات الحالية.
بالطبع كل هذه جوانب مهمة، ولكن ان كانت هناك قضية كبرى يجب أن تكون لها الأولوية المطلقة حاليا فهي تقوية جبهة مجلس التعاون.
بتقوية جبهة مجلس التعاون نعني أولا تقوية الجبهة الداخلية في كل دول المجلس، وثانيا الحفاظ على المكتسبات الكثيرة التي حققها المجلس، والمضي قدما نحو تعزيز التكامل بين دول المجلس في كل المجالات.. وهكذا.
لماذا نقول ان تقوية جبهة مجلس التعاون يجب ان تكون لها الأولوية المطلقة في عمل المجلس اليوم؟
لأسباب كثيرة في مقدمتها ما يلي:
1 – إن مجلس التعاون على الرغم من كل ما يمكن ان يقال عن بطء الإنجاز أو عدم تلبية طموحات كثيرة، إلا أنه حقق إنجازات كبرى في مختلف المجالات وخصوصا المجال الاقتصادي والاجتماعي، وقطع بالفعل شوطا كبيرا على طريق التكامل.
الحفاظ على هذه الإنجازات هو مسألة امن قومي لكل دول المجلس، والمفروض ان يمضي المجلس الى الأمام نحو مزيد من التكامل والتوحيد.
2 - إن مجلس التعاون هو التجربة الوحدوية العربية الوحيدة اليوم والتي تعطي أملا في المستقبل.
لهذا فإن تماسك مجلس التعاون وقوة جبهته وتحقيقه مزيدا من الإنجازات نحو التكامل والتوحيد هي اليوم مصلحة عربية عليا وليست فقط مصلحة لدول المجلس وشعوبه.. هي مصلحة أمن قومي عربي.
3 – ولا يخفى على أحد أن ما ذكرناه يزداد أهمية والحاحا اليوم على ضوء ما تشهده المنطقة من تطورات خطيرة، وما نشهده من انهيار دول عربية وتفككها وضياعها عمليا.
هذا الواقع يحتم إعطاء الأولوية المطلقة كما ذكرت لتقوية الجبهات الداخلية لدول مجلس التعاون ولجبهة المجلس المشتركة وخصوصا ألا أحد يعرف إلى ماذا بالضبط يمكن أن تتطور الأوضاع الخطيرة في المنطقة.
لهذه الأسباب نقول إن تقوية جبهة مجلس التعاون هي المهمة الأكبر اليوم.
ولهذا، أهم ما اتخذته قمة الكويت من قرارات ما يتعلق بتعزيز التكامل الاقتصادي والسوق الخليجية المشتركة، والاتحاد الجمركي. وما يتعلق أيضا بإطلاق برنامج استراتيجي لتعزيز الأمن الغذائي، والتعاون في مجال التكنولوجيا والابتكار.. وهكذا.
نعني أن كل القرارات والخطوات التي يتم الاتفاق عليها ويكون من شأنها تعزيز التكامل الاقتصادي والاجتماعي وتقوية جبهة المجلس له أهمية استراتيجية كبرى.
كما أن من المهم اليوم على ضوء ما تشهده المنطقة من تطورات تقوية التعاون العسكري والأمني والدفاعي والتنسيق الدائم بهذا الخصوص بين دول المجلس، وتوحيد الموقف تجاه التطورات في المنطقة وما تفرضه من تحديات، على نحو ما تضمن البيان الختامي لقمة الكويت.
المهم اليوم في كل الأحوال أن يبقى مجلس التعاون قوة عربية متماسكة، وجبهة قوية موحدة، وأن يطور مصادر قوته، ويمضي قدما نحو مزيد من التوحيد والتكامل.
هذه اليوم كما ذكرت مصلحة عربية استراتيجية عامة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك