الرأي الثالث
محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
أمنيات المواطن البحريني 2025
مع إطلالة العام الجديد 2025، تزداد قائمة أمنيات المواطن البحريني.. أمنيات وأحلام، ورغبات وتطلعات، مشروعة وطبيعية.. ربما يتفاوت ترتيباها، وتتغير مراكز أولوياتها.. بين مواطن وآخر.. وعند أسرة بحرينية وأخرى.. ولكنها تبقى حاضرة في ذهن المواطن البحريني.
أولى الأمنيات بلا نزاع، هي «القروض».. التي تكدر صفو المواطن.. الفقير والمقتدر، التاجر والموظف، الصغير والكبير، الرجل والمرأة.. قروض والتزامات عصفت بحياة المواطن، وجعلت البعض يتمنى أن يكون الشهر أسبوعا واحدا فقط، لأن في باقي أسابيع الشهر، أصبح البعض يعيش على الكفاف، ويبحث عن قوته.. كل يوم بيومه.. المواطن البحريني متعفف.. ولو نطقت معاناته من القروض لهدمت جدران منزله.. وتفطرت شرايين قلبه.
الرواتب لم تعد تكفي.. الزيادات السنوية لم تعد تقاوم زيادة الأسعار.. وتبلعها سريعا فوائد القروض.. الرسوم تحاصره من كل جانب.. مطالب الأبناء والحياة تصارعه على الدوام.. ولا تزال الزيادة السنوية للمتقاعدين مجمدة..!!
ثاني الأمنيات.. هي «الوظيفة».. تلك الأمنية التي غدت بعيدة المنال عن الكثير من البيوت البحرينية.. شباب خريجون عاطلون عن العمل لخمس سنوات وأكثر.. فأي مستقبل ينتظرون.. وأي إيجابية نترقب منهم.. وافق وقبل البعض منهم بوظائف أدنى من مستواهم، وأقل من شهاداتهم.. ولكن الوظيفة لم تقبل بهم..!!
سيظل البحث عن «الوظيفة» هاجسا مجتمعيا، يلقي بظلال تداعياته على المستقبل والأمن الاجتماعي.. لم تعد أرقام وبيانات وزارة العمل ذات أثر فاعل في المجتمع.. هي بمثابة نقطة في بحر.. فهل تغير النقطة ملوحة البحر ومعاناة البحث عن الوظيفة..؟
ثالث الأمنيات.. هي دوام «الصحة» فكم من بيت يشكو من مريض فيه، ويخشى أن يفتقده، أو أن علاجه بدا مكلفا ومرهقا.. وكم من أب أو أم وهم يرون ابنا لهم وهو يعاني من مرض عضال، يوشك أن يفتك به.. وكم من مريض في مستشفى عز عليه ما هو فيه، وحار معه الأطباء.. ولا يملك سوى الدعاء للمولى عز وجل.
رابع الأمنيات.. هي «تسريع الإجراءات» عند تخليص المعاملات، وتلبية الاحتياجات، وتنفيذ التوجيهات، وإنجاز الأمور في بعض المؤسسات.. فبعض الملفات والقضايا مضى عليها سنين ولم تحرك ساكنا.. وبعضها لا تزال تسير بخطوات بطيئة، في زمن نتحدث فيه عن «التحول الإلكتروني والذكاء الاصطناعي».
أما باقي الأمور والأمنيات، فهي من الأشياء التي أصبحت من الثقافة المجتمعية، وحلاوة مذاق الصراع معها.. والتي سيتكفل الوقت لتغييرها وتطويرها، وربما التعايش والتكيف معها.
في المقابل نعيش في أمن وأمان.. ونشهد جهودا جبارة من الدولة لمعالجة الأمور، وتجاوز التحديات، وتوفير الحياة الكريمة والمستدامة لنا وللأجيال القادمة.. بعض شعوب تحسدنا وتغبطنا على ما نحن فيه.. دولة يحكمها العدل والقانون، وتبذل مؤسساتها قصارى جهدها من أجل التطور والتقدم، والنماء والازدهار.. التعليم والصحة والخدمات متوافرة، حتى المشاريع الإسكانية أصبحت تسير بوتيرة مسرعة.. مقارنة بسنوات مضت.. هذه حقيقة يجب أن تقال.. وأما بنعمة ربك فحدث.
ستبقى أمنية واحدة عند المواطن البحريني، حاضرة على الدوام، وهي الوصول إلى نهائيات كأس العالم.. ويبدو أن نتائج المنتخب خلال تصفيات 2026.. ستجدد تلك الأمنية إلى نهائيات كأس العالم 2030.. وربما 2034..!!
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك