هوامش
عبدالله الأيوبي
ayoobi99@gmail.com
جائزة سمو الأميرة سبيكة تحفز الأسر المنتجة
شهد الأسبوع الماضي حفل توزيع جائزة سمو الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة جلالة الملك رئيسة المجلس الأعلى للمرأة لتشجيع الأسر المنتجة في نسختها السادسة عشرة على المستوى المحلي، وهي الجائزة التي تشكل بكل تأكيد، حافزا للأسر المنتجة البحرينية وتعبر عن الدعم الحقيقي لمشاريع وأفكار هذه الأسر بحيث تتمكن من مواصلة وتطوير مشاريعها الإنتاجية بما يتيح لها الفرصة لتحويلها إلى مشاريع كبيرة، فكما يقول المثل الياباني إن «رحلة الألف ميل تبدأ بالخطوة الأولى»، فمهما كان الهدف المراد تحقيقه والوصول إليه، فإن الإصرار والعزيمة على وضع اللبنة الثانية على الأولى ومن ثم مواصلة عملية البناء، سوف يقود حتما إلى الوصول إلى الهدف الأسمى، وهو تمكين هذه الأسر من التحول إلى مجموعة إنتاجية.
جائزة سمو الأميرة سبيكة التي انطلقت عام 2007 ومن ثم أصبحت عام 2011 على المستوى العربي، كواحدة من المبادرات المهمة الهادفة إلى دعم وتشجيع هذه الأسر، وبفضل ذلك، إلى جانب دعم واحتضان وزارة التنمية الاجتماعية والعديد من المؤسسات الأهلية لهذا المشروع، استطاعت الأسر البحرينية المنتجة أن تفرض منتجها الوطني كمنافس قوي للمنتجات المستوردة، واستطاع عديد من الأسر أن تطور مشاريعها وتتوسع في نوعية وأصناف منتجاتها، الأمر الذي يؤكد صحة وفائدة مثل هذه المشاريع الإنتاجية، خاصة وأن عديدا من الأسر دخلت المشروع بحماس وتفاؤل وإرادة أسهمت كلها في تحقيقها للنجاح الذي وصلت إليه.
مثل هذه المبادرات (الأسر المنتجة)، يمكن تصنيفها على أنها من المشاريع الفردية، بغض النظر عن عدد أفراد الأسرة الواحدة المشاركين في المشروع الواحد، فالأسرة الواحدة عادة ما تبدأ مشروعها بفكرة إنتاجية واحدة ومن رحم هذه الفكرة تولد أفكار إنتاجية جديدة وهي العملية التي تقود إلى التطوير والتنويع الإنتاجي للمشروع، فمثل هذه الأفكار (المشاريع)، وتحديدا في بداياتها، تحتاج إلى دعم وتشجيع وتحفيز كي يتمكن أصحابها من تحويلها إلى مشروع منتج، وهذا هو بالضبط ما تهدف إليه جائزة سمو الأميرة سبيكة وغيرها من برامج الدعم والاحتضان، ومنها على سبيل المثال لا الحصر مساعدة الأسر على تسويق منتجاتها، سواء من خلال الأسواق المحلية أو من خلال نوافذ البيع في مطار البحرين الدولي.
الكثير من المشاريع العملاقة، ليس في البحرين فقط، وإنما في معظم دول العالم، إن لم يكن جميعها تقريبا، خرجت من أرحام مشاريع فردية، وهناك مشاريع عالمية عملاقة حتى يومنا هذا تحمل اسم مؤسسها أو صاحب فكرة إنشائها وتحولت إلى علامات تجارية عالمية معروفة، هذه النجاحات التي وصلت إليها مثل هذه المشاريع الكبيرة، جاءت بفضل إرادة وإصرار وعزيمة أصحاب الفكرة (المشروع)، أولا ومن ثم العوامل المساعدة الأخرى التي تلعب دور المشجع والداعم والحاضن والمحفز لهذه المشاريع.
والأسر البحرينية المنتجة قادرة، وتملك ما يكفي من الإرادة لأن تنتقل بمشاريعها الفردية الصغيرة إلى مشاريع إنتاجية كبيرة، فالوصول إلى هذا الهدف ليس مستحيلا، ولكن تحقيقه لا يتم بين ليلة وضحاها، المهم والمطلوب هو التمسك بالأمل في بلوغ الهدف الذي وضعته هذه الأسر أمامها، فالنجاح بالدرجة الأولى يتوقف على الأسرة قبل غيرها، أما مشاريع الدعم الخارجية، فهي عوامل مساعدة، رغم أهميتها، إلا أنها لا يمكن أن تحقق النجاح لمشروع الأسرة المنتجة ما لم يكن القائم على المشروع نفسه يملك ويمسك بزمام المبادرة ليواصل وضع اللبنة على الأخرى ليكمل البناء.
الحقيقة إن كثيرا من الأسر البحرينية نجحت في مشاريعها وتوسعت في نوعية الإنتاج، وهذا في حد ذاته دليل على نجاح المشروع الذي استطاع حتى الآن تكوين أرضية قوية تقف عليها هذه الأسر والتي بدورها وفرت لنفسها مصدرا ثابتا للدخل وفتحت أمامها آفاقا واسعة للتطور وتكوين قاعدة للانطلاق نحو التوسع في مشاريعها المنتجة، وعدم التقوقع في دائرة إنتاجية واحدة، فالأساس الرئيسي لفكرة المشروع تهيئة مثل هذه الأرضية أمام الأسر المنتجة، وهذا ما تحقق بالفعل حيث توسع عديد من الأسر في مشاريعها وتنوعت في منتجاتها وتقود مشاريع، يمكن وصفها بالمشاريع التجارية الناجحة والمنتجة أيضا، لكن يبقى الطريق طويلا أمام هذه الأسر لبلوغ الهدف الأسمى، وإن كان الطريق طويلا ووعرا، إلا أن التمسك بالمضي في سلوكه سيقود حتما إلى تحقيق الهدف، ذلك أن أمام الإرادة القوية لا يوجد مستحيل.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك