هوامش
عبدالله الأيوبي
ayoobi99@gmail.com
إجراءات مرورية تستحق التقدير
رغم المراقبة المرورية المستمرة، سواء المباشرة من خلال دوريات شرطة المرور، أو عبر كاميرات المراقبة المثبتة في الكثير من الشوارع والتقاطعات، إلى جانب عدم التهاون مع المخالفات والتجاوزات المرورية من قبل بعض سائقي السيارات، ومع كل الجهود الكبيرة التي يقوم بها شرطي المرور في سعيه لفرض سلطة القانون وضرورة الالتزام به حفاظا على مصلحة الجميع، رغم كل ذلك، فإن بعض سائقي السيارات لا يكترثون لما تسببه تجاوزاتهم وعدم تقيدهم بالنظم والقوانين التي تنظم حركة المركبات على شوارع وطرق المملكة، إذ يلاحظ انتشار مختلف أشكال المخالفات المرورية، بما فيها الخطرة التي تتسبب في وقوع الحوادث المرورية، بما فيها الحوادث المميتة، مثل تجاوز السرعة المقررة للطريق وعدم التقيد بنظام الإشارات الضوئية.
الإدارة العامة للمرور، وفي إطار دورها في تنفيذ القانون الذي يصب في تحقيق المصلحة العامة والسلامة المرورية، تمكنت من رصد وتسجيل أكثر من 630 مخالفة تجاوز خاطئ من مسار الطوارئ، وخلال خمسة أيام فقط، وليس هناك ما يثير الاستغراب من هذا العدد الكبير من هذه المخالفات المحصورة في نوع واحد، أي تجاوز خاطئ من مسار الطوارئ، ذلك أن هذا النوع من المخالفات يبدو أنه في طريقه إلى أن يتحول إلى واحدة من الظواهر السلبية التي بدأت تنتشر في الشوارع والطرقات، وتحديدا أثناء الازدحام المروري.
مسار الطوارئ ليس مسارا عاما وإنما يتم تخصيصه للحالات الطارئة، وبالتالي لا يجوز استخدامه للسير العام، فهذا المسار يستخدمه البعض وكأنه مسار احتياطي وليس مسارا مخصصا للحالات الطارئة، فيلجأ البعض إلى هذا المسار هربا من الازدحام المروري الذي يحدث في بعض الشوارع في أوقات الذروة، بحيث يتمكن السائق المخالف من تجاوز المركبات الملتزمة بالمسارات الصحيحة، وهو تصرف خاطئ؛ لأن من شأنه أن يربك حركة سير المركبات وقد يتسبب في وقوع الحوادث أيضا، لهذا تعتبره الأنظمة المرورية مخالفة تعاقب عليها، وهو ما تفعله الإدارة العامة للمرور للتعامل مع هذه المخالفات، ثم إن الازدحام المروري على الشوارع التي تتوافر فيها مسارات الطوارئ، لا يعطي السائق الحق في تجاوز القانون وتحويل هذا المسارات إلى ملجأ لتجاوز الازدحام المروري.
يلاحظ أن هناك الكثير من التجاوزات المرورية غير المألوفة وغير العادية التي أخذت تظهر في شوارعنا في الآونة الأخيرة، مثل عدم التقيد بالمسار الصحيح للانعطاف، وخاصة عند تقاطع الإشارات الضوئية، أو الدخول في منطقة الخطوط الصفراء عند تقاطع الإشارات الضوئية، مما يتسبب في إغلاق المسارات أمام السيارات عند السماح للمرور، إلى جانب ذلك يلاحظ أيضا أن البعض يقود السيارة ليلا من دون إنارة أضواء السيارة تماما بحيث يصعب على مستخدمي الطريق من السيارات الأخرى رؤيتها، ناهيك عن استمرار البعض في السلوك غير الحضاري والخاطئ الذي يتمثل في إلقاء المخلفات من نوافذ السيارات في الشوارع والطرقات العامة.
مثل هذه المخالفات والممارسات الخاطئة والخطرة التي تقف وراء الكثير من الحوادث المرورية، بما في ذلك الحوادث المميتة، باعتبارها ممارسات ومخالفات تؤكد عدم التقيد والالتزام بالأنظمة والإرشادات المرورية وعدم مبالاة واكتراث بالجهود التي تبذل من أجل تأمين السلامة المرورية حفاظا على الأرواح، إضافة إلى ذلك، فإن عدم التقيد بالأنظمة المرورية يزيد من الأعباء الملقاة على عاتق شرطي المرور الذي يتعين عليه مضاعفة جهوده لمراقبة مدى التقيد بالقانون والأنظمة المرورية.
إزاء مثل هذه الممارسات الخاطئة، بل الخطرة، ليس أمام الإدارة العامة للمرور من خيار سوى تكثيف مراقبتها للشوارع العامة تنفيذا للقانون طالما أن البعض مُصرٌّ على مخالفته وعدم التقيد بالأنظمة المرورية المتبعة، وما أرقام المخالفات السالفة الذكر التي صدرت عن المرور إلا تأكيدا لذلك وأنها مستمرة في تنفيذ القانون ورصد مخالفات التجاوز الخاطئ من خلال خط الطوارئ الذي يتسبب في تعطيل حركة السير بالمسار الصحيح والحركة المرورية بشكل عام، والمخالفات الأخرى، طالما أن هناك من سواق المركبات، مَنْ لا يضع أي اعتبار لمصلحة الآخرين.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك